ولد تشانغ شيويه فى عائلة ريفية فقيرة فى مقاطعة هونان، حيث عاش فى منزل رث مبنى من الطوب والألواح الخشبية مع أخته الصغرى بعد طلاق والديه، وخلال إحدى زياراتها، أعطته والدته دراجة هوائية كانت الشرارة التى أشعلت حبه الدائم لدراجات، وبعد إتمامه المدرسة الثانوية، بدأ تشانغ العمل كمتدرب فى متجر للدراجات النارية، وتعلم أساسيات الإصلاح والقيادة، إلا أن ظروفه المالية حالت دون التحاقه بتدريب مهنى رسمى.
امبراطور الدراجات الصيني تشانغ شيويه
مطاردة طاقم تلفزيونى لمسافة 100 كيلومتر
فى عمر 19 عاما، رأى تشانغ فرصة عندما جاء فريق برنامج المساء من تلفزيون هونان للتصوير فى مدينته، تواصل معهم وطلب عرض مهاراته، مؤكدا أن الظهور الإعلامى قد يمنحه فرصة الانضمام إلى فريق محترف، رفض المراسلون طلبه، لكن ذلك لم يثنه، فقد قاد دراجته النارية القديمة مطاردا سيارة الفريق لمدة 3 ساعات تحت المطر وعلى طرق جبلية وعرة لمسافة 100 كيلومتر، منطلقا بسرعة ومخاطرا رغم الانزلاق والمطبات، وبسبب إصراره وخوف الطاقم على سلامته، توقفوا أخيرا للتصوير، إلا أن تشانغ سقط أكثر من مرة أثناء محاولاته، وبعد ذلك أرسل إليهم رسالة نصية يطلب فيها فرصة أخرى، بحسب scmp.
منزل تشانغ فى بداية حياته
من سائق حيل إلى مهندس فى شركات كبرى
عندما عاد الطاقم، قدم تشانغ عرضا جريئا تضمن حركات بهلوانية معقدة وقيادة وهو مستلق والتحكم بالدراجة بيديه حتى تعطلت دراجته، وقال للكاميرا إن السعى خلف الحلم هو الطريق إلى حياة أكثر إثارة، وبعد بث الحلقة، لفت أداؤه أنظار فريق دراجات نارية محترف، فانضم إليهم سائقا متخصصا فى الحيل وميكانيكيا، وبعد مرور عامين، انتقل إلى شركة دراجات نارية حيث ترقى تدريجيا حتى أصبح مهندسا، وفى عام 2013، انتقل إلى تشونغتشينغ وانضم إلى فريق محلى للمساهمة فى تطوير المركبات، ثم شارك فى عام 2017 فى تأسيس شركة Kove Motorcycles المتخصصة فى الدراجات النارية عالية الأداء.
أثناء المطاردة
نجاح ونمو سريع
فى عام 2024، وبعد خلافات تجارية، غادر تشانغ شركة Kove ليؤسس علامته الخاصة، وحققت دراجاته النارية شهرة واسعة بفضل محركاتها المطورة ذاتيا وقيمتها العالية، وتم بيع طراز 500RR بأكثر من 10 آلاف وحدة خلال 4 أشهر، وبحلول سبتمبر، حققت الشركة إيرادات بلغت 370 مليون يوان ما يعادل 52 مليون دولار، مع توقعات بالوصول إلى 700 مليون يوان فى عام 2025، وأكد تشانغ أن نجاحه يعود إلى عمله المتواصل، وأن جهده الذى يفوق الآخرين بعشر مرات كان مفتاح الطريق، وهو الآن، فى عمر 38 عاما، يطمح إلى جعل علامته التجارية شركة عالمية، وقد أشاد المتابعون عبر الإنترنت بطموحه ومثابرته، معتبرين أن إنجازه لم يكن حظا، بل نتيجة عزيمة تتجاوز المألوف.