تحدثنا في مقال سابق عن ما يحدث في الضفة الغربية، تحت عنوان الحرب المنسية فى الضفة الغربية، حيث يتعرض الفلسطينيون إلى التعذيب والتقييد، ويواصل جيش الاحتلال نسف وهدم المنازل يوميا، والأخطر ما يفعله المستوطنون الذين تم تسليحهم أمام شاشات التليفزيون في تحدٍ سافر للقانون الدولى ولقرارات الشرعية الدولية بالأمم المتحدة، ليطبقون سياسة إطلاق النار بقصد القتل في جميع أنحاء الضفة الغربية، فضلا عن الاعتقالات اليومية والمستمرة تزامنا مع الممارسات والانتهاكات في المدينة المقدسة وأعمال التهويد التي يتم تنفيذها بشكل ممنهج ومؤسسى، نعم مؤسسة للمشروع الاستيطانى الإسرائيلى..
والخطر، أن المشروع الاستيطانى يتطلب مزيدا من سرقة الأراضى، وطرد المزارعون الفلسطينيين، والتوسع في الاستيطان الرعوى، لتتحول الضفة الغربية إلى مجموعة مجزأة من السجون، ومحاطة بالبؤر الاستيطانية تتفشى فيها آليات السيطرة والعنف الإسرائيلية.
وهو ما يجب أن ينتبه إليه، لأن ما يحدث في الضفة أمر جلل، فإذا كان ما حدث ويحدث في غزة أعمال إبادة جماعية وتطهير عرقى وجرائم حرب كما وصف من محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية وتسبب ف إصدار قرارات باعتقال رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهوـ فقولا واحدا ما يحدث أيضا في الضفة الغربية ومدنها وقراها أخطر وأجل لأنه ببساطة الاحتلال يسعى إلى تحويل جغرافيات فلسطين المستعمرة إلى مناطق اعتقال منفصلة، لتتحول غزة والضفة إلى سجن كبير مُحاصر ترتكب فيه أبشع وافظع الجرائم.
نعم الهدف، أن تصبح الضفة مقطعة الأواصل يستحيل معها إقامة دولة فلسطينية، وأن لا يكون هناك خيار أمام الفلسطينيين إما التخلي عن حلم الدولة أو المغادرة.. وهذا هو الهدف مهما تغيرت السياسات وتبدلت الخطابات وهو ما يجدب أن ينتبه إليه العالم أجمع..