أضرار للسهر لا تتخيلها.. كيف يؤثر سلبا على خصوبة الرجل ونفسيته؟

الأحد، 14 ديسمبر 2025 05:00 م
أضرار للسهر لا تتخيلها.. كيف يؤثر سلبا على خصوبة الرجل ونفسيته؟ اضطرابات النوم عند الرجال

كتبت مروة محمود الياس

 

يظن كثير من الرجال أن قلة النوم مجرد عادة يمكن تعويضها بالقهوة أو بقيلولة في منتصف اليوم، لكن العلم له رأي آخر تمامًا. فعدد ساعات النوم وجودته لا يؤثران فقط على النشاط والتركيز، بل يمتدان إلى الهرمونات التي تتحكم في طاقة الجسم، وبناء العضلات، والرغبة الجنسية، وحتى الحالة المزاجية. من بين هذه الهرمونات، يبرز "التستوستيرون" باعتباره المحرك الحيوي الرئيسي لكل ما يميز الذكورة من أداء بدني وحيوي ونفسي.

 

كيف يؤثر النوم والسهر على هرمونات الرجل؟
 

ووفقًا لتقرير نشره موقع Sleep Foundation المتخصص في أبحاث النوم، فإن إنتاج هرمون التستوستيرون يرتبط مباشرة بدورات النوم الليلية، حيث تصل نسبته إلى أعلى مستوياتها أثناء المراحل العميقة من النوم، وتنخفض تدريجيًا عند السهر أو النوم المتقطع.

دورة طبيعية تتحكم فيها الساعة البيولوجية
 

يُفرَز التستوستيرون وفق إيقاع يومي دقيق، يبدأ في الارتفاع أثناء النوم ليبلغ ذروته عادة في ساعات الصباح الأولى، ثم يبدأ بالانخفاض التدريجي على مدار اليوم. هذا التوازن يعتمد اعتمادًا أساسيًا على انتظام النوم. فعندما يُحرم الجسم من النوم الكافي أو يتعرض لتقطّعه المتكرر، تتأثر تلك الدورة الطبيعية، ويقل إنتاج الهرمون بشكل واضح.

أظهرت دراسات متعددة نُشرت في دوريات طبية متخصصة أن الرجال الذين ينامون أقل من خمس ساعات يوميًا لمدة أسبوع واحد فقط، يسجّلون انخفاضًا في مستويات التستوستيرون يتراوح بين 10 و15%. هذا التراجع لا ينعكس فقط على القدرات الجنسية، بل يشمل أيضًا الحالة النفسية والقدرة على التركيز واستجابة العضلات أثناء المجهود البدني.

 

يقول الأطباء إن العلاقة بين النوم والهرمونات تشبه دائرة مغلقة،  فالنوم الجيد يدعم إنتاج التستوستيرون، والتستوستيرون المتوازن يعزز بدوره النوم العميق. أي خلل في أحد الطرفين يعيد تشكيل نمط كامل من التعب، وضعف الأداء، وتراجع الصحة العامة. إنها رسالة واضحة للرجال: لا تُهمل نومك، فهو ليس رفاهية، بل أحد أسرار التوازن الهرموني والحيوية الذكورية.

 

السهر: عدو خفي للذكورة 
 

السهر المتكرر لا يترك تأثيره على الهرمونات فحسب، بل يعطل عمل الغدة النخامية التي تتحكم في إفراز الهرمونات الذكرية. كما يؤدي إلى اضطراب في إفراز الكورتيزول، وهو هرمون التوتر الذي يتصاعد مع قلة النوم. ارتفاع هذا الهرمون لفترات طويلة يتعارض مع إنتاج التستوستيرون ويضعف كفاءة الجسم في تعويض الطاقة أو بناء العضلات.

ولا يتوقف الضرر عند هذا الحد؛ فالسهر يُربك الإيقاع الحراري الداخلي للجسم، ويؤدي إلى انخفاض طفيف في حرارة الخصيتين، ما يؤثر بدوره في إنتاج الحيوانات المنوية وجودتها. وقد كشفت أبحاث أجريت في مراكز النوم والهرمونات أن الرجال الذين يعانون من الأرق أو يعملون في ورديات ليلية طويلة أكثر عرضة لانخفاض الخصوبة، وضعف الأداء الذهني، وتقلب المزاج.

اضطرابات النوم وتأثيرها الهرموني
 

انقطاع النفس الانسدادي النومي – وهو أحد أكثر اضطرابات النوم شيوعًا بين الرجال – يمثل خطرًا إضافيًا على توازن الهرمونات. هذا الاضطراب يؤدي إلى توقف التنفس بشكل متكرر أثناء النوم، ما يقطع المراحل العميقة الضرورية لإفراز التستوستيرون. وقد أوضحت الأبحاث أن علاج هذا الاضطراب يساهم في تحسين مستويات الهرمون لدى كثير من المرضى، مما يؤكد أن جودة النوم لا تقل أهمية عن مدته.و يشدد الأطباء على ضرورة معالجة اضطرابات النوم أولًا قبل التفكير في أي تدخل دوائي.

النوم كعلاج طبيعي
 

تُعدّ العودة إلى نظام نوم منتظم من أبسط وأقوى الوسائل لدعم إفراز التستوستيرون الطبيعي. ينصح الخبراء بالنوم ما لا يقل عن سبع ساعات ليلًا، والالتزام بموعد ثابت للنوم والاستيقاظ، مع تجنب السهر أمام الشاشات أو تناول الكافيين في المساء. كما أن ممارسة الرياضة المنتظمة وتخفيف التوتر النفسي تساعد في الحفاظ على التوازن الهرموني وتحسين جودة النوم في الوقت نفسه.

 

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة