تمر اليوم ذكرى وفاة الشاعر والكاتب المسرحي الألماني فريدريش هيبل، إذ رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 13 ديسمبر 1863م، كان شاعرًا وكاتبًا مسرحيًا أضاف بُعدًا نفسيًا جديدًا للدراما الألمانية، واستخدم مفاهيم هيجل التاريخية لتجسيد الصراعات في مآسيه التاريخية، لم يكن اهتمامه منصبًا على الجوانب الفردية للشخصيات أو الأحداث بقدر ما كان منصبًا على عملية التغيير التاريخية وما تُفضي إليه من قيم أخلاقية جديدة.
بداية فريدريش هيبل
كان هيبل ابنًا لبنّاء فقير، ونشأ في فقر مدقع، بعد وفاة والده عام 1827، أمضى سبع سنوات ككاتب لدى الفوجت مور، فخلال وجوده فى المكتبة استطاع أن يقرأ كما هائلا من الكتب، فظل هناك 7 سنوات، حتى أصبح كاتبًا.
أسس هيبل حلقة أدبية، ونُشرت قصائده الأولى في صحيفة محلية وفي مجلة أزياء في هامبورج، كان رئيس تحريرها، دعته أمالي شوب إلى هامبورج عام 1835 للتحضير للجامعة، وقد تلقى خلال هذه الفترة الدعم الروحي والمادي من خياطة، إليز لينسينج، التي كان يعيش معها، في هذا الوقت أصبحت المذكرات التي نُشرت بين عامي 1885 و1887 بمثابة اعتراف أدبي هام وكاشف، وبفضل دخل متواضع من رعاته، ذهب إلى هايدلبرج لدراسة القانون، لكنه سرعان ما غادر إلى ميونيخ ليتفرغ للفلسفة والتاريخ والأدب، إلا أنه لم يتمكن من نشر قصائده، فعاد إلى هامبورج مفلسًا ومريضًا، حيث تولت رعايته إليز لينسينج.
مسرحيات فريدريش هيبل
حققت مسرحية "يهوديت"، المستوحاة من القصة التوراتية، شهرة واسعة لفريدريش هيبل عام 1840 بعد عرضها في هامبورج وبرلين، وأنهى مسرحيته الشعرية "جينوفيفا" عام 1841، ونظرًا لحاجته الماسة للمال، حصل هيبيل على منحة من ملك الدنمارك لقضاء عام في باريس وآخر في إيطاليا، وخلال إقامته في باريس عام 1843، كتب معظم مسرحياته التراجيدية الواقعية، تم نشر مسرحية ماريا ماجدالينا مع مقدمة نقدية وفلسفية في عام 1844 وعرضت في عام 1846، هذه المسرحية المتقنة الصنع، والتي تعتبر من الناحية الفنية نموذجًا "لمأساة الحياة العادية"، هي تصوير مذهل للطبقة الوسطى.
في عام 1845، التقى بالممثلة كريستين إنجهاوس، التي تزوجها عام 1846، أصبحت حياته أكثر هدوءًا، على الرغم من أنه كان يعاني من ضعف دائم بسبب الحمى الروماتيزمية نتيجة حرمانه السابق. كانت أول مأساة كتبها في هذه الفترة من حياته هي المسرحية الشعرية "هيروديس ومريم"، وفي عمل لاحق، ثلاثية "نيبلونجن"- التي تضم "سيجفريد الذي لا يُقهر"، و"موت سيجفريد"، و"انتقام كريمهيلد"، أما المأساة النثرية تتناول أغنيس بيرناور "1852" الصراع بين ضرورات الدولة وحقوق الفرد، وتُظهر رواية "جايجيس وخاتمه"، التي تُعدّ من أكثر أعماله نضجًا ودقة، ميل هيبيل إلى معالجة المشكلات النفسية المعقدة، وتشمل أعماله الأخرى مسرحيتين كوميديتين، ومجموعة من الروايات والقصص القصيرة، ومجموعات شعرية، ومقالات في النقد الأدبي، وفي عيد ميلاده الخمسين، قبل وفاته بتسعة أشهر، نال جائزة شيلر.