على أي عقيدة أنت؟ ما الذي تعتنق وأي دين تنادي به، أهو دين غير معروف للناس، أو لا يؤمنون به ...
ألا تؤمن بالحب؟ ولماذا لا يكون الحب عقيدة يعنتقها الإنسان، لها منهجا وطقوس يؤديها الناس، وفروض يلتمسون فيها الطمأنينة والعزاء، إننا في هذه الدنيا نتآكل، حتى نفنى، ولا يبقى منا إلا ما تركنا من أثر، يقتات الناس به، ويدب في أرواحهم، ويملي عليهم من الجمال، ما يبقى ليورث لأجيال قادمة، فينعمون بما تلقت أرواحهم من فيض الحب، فيحيون حياة أكثر روعة، فإن كانت قصيرة، فهي مليئة من ذلك الحب، تمتد أعمار شعورهم إلى قرون، بدلا من سنوات، أتعي ما أقول؟
إن السنوات في ظل هذه العقيدة قرون، ألا نعلمهم كيف يعيشون قرون في سنوات؟ ألا نعلمهم معنى الحياة الحقيقة، الأنفاس التي تتردد في صدورهم، لتصبح تنهدات مفعمة بالحب، تخرج لتنشر في الأجواء عطور، فيتنفس الأخرون روائح زكية، تسكن صدورهم، فتثمر قلوبهم الرحمة، وتنبت في أحشائهم جذور المحبة، فتطل علينا بظلال وارفة، يستظل بها المنهكون والمتعبون، فتمدهم بشيء من القوة، يواصلون بها الحياة، تلتقط أنفاسهم قليل من الراحة، شيء من الأمان، فيستأنفون رحلة الطريق المضني، فخواطر أكثر الناس مهملة وأحلامهم ممزقة، ونفوسهم محشوة بالضنا، كل ما في الأمر، أننا نعطيهم جرعة من أمل، لحظة خاطفة من ضوء بسيط يساعدهم على إكتمال الرحلة، تعمق في عيون الناس لترى قدر كبير من تلك المعاناة، التي يحاولون أن يخفونها تحت ملابسهم الأنيقة.
إن الإنسان يا صديقي موعود بهذا الكم الهائل من الشقاء، مهما حاول أن يداري ويواري، نحن نحاول بهذه العقيدة أن نخفف قليلا، أن نسرق لهم السعادة للحظات، ننسيهم أن بعد رحلة مضنية يقف الموت ليحصدهم واحدا بعد واحد، لا بد أن نجعل الجنة متاحة لنا، ولو لدقائق، تساعدنا على المسير، ألا ترى أن عقيدتي هي إنقاذ الإنسان من أن يقتله الكمد، بحثا عن المستحيل من وراء الغيب المجهول، فلا تقف عائق أمام ما أدعو إليه، إن كنت تحب الإنسان، وتتمنى له الخير وشيء من السعادة، فلا تكن من هؤلاء الذين يقفون عائق في نشر ما أدعو إليه فالعمر قصير، وأرجوا أن تنتشر دعوتي، ويقبل عليها الناس، ويدخلون فيها أفواجا، فالأرض يجب أن تتطهر، أن يصبح الإنسان سيد مملكة الحب، ويحمل سلاح الرحمة والمحبة، ينشر بها عقيدة، يجب أن تبسط في العوالم جميعا، وبلا قيد ولا توقف، فتمتلأ من شرقها إلى غربها، بمعين وزاد عظيم من الحب والسكينة.