مع حلول برد الشتاء، لا يكون الحل دائمًا في المدفأة أو الأغطية السميكة، بل أحيانًا في طبقٍ دافئ أو مشروبٍ بسيط يبعث الدفء في الجسد والسكينة في الذهن. فالغذاء ليس مصدرًا للطاقة فحسب، بل وسيلة طبيعية لتنشيط الدورة الدموية وتحفيز التمثيل الغذائي الذي يولّد الحرارة داخليًا
وفقًا لتقرير نشره موقع BrainMD Health، فإن بعض الأطعمة والمشروبات تمتلك خصائص “حرارية” ترفع من حرارة الجسم من الداخل وتُحسّن تدفق الدم، مما يمنح الإنسان إحساسًا فوريًا بالدفء ويعزز المزاج العام خلال الأيام الباردة.
جذور الخضروات
الخضروات الجذرية مثل البطاطا الحلوة والبنجر والجزر تعتبر من أفضل الأطعمة في المواسم الباردة. غناها بالكربوهيدرات المعقدة يجعل عملية هضمها بطيئة، ما يولّد حرارة أثناء الأيض ويمنح الجسم دفئًا مستمرًا. كما أن ألوانها الغنية بالكاروتينات تمنح الجسم جرعة من مضادات الأكسدة التي تدعم المناعة في مواجهة العدوى الشتوية.
الثوم والبصل… مضاد برد طبيعي
الثوم وأفراد عائلته كالبصل والكراث ليسوا فقط نكهة قوية في الطعام، بل منشّطات فعالة للدورة الدموية. تحتوي على مركبات كبريتية تنشّط عملية الأيض الحراري وتُساعد في مقاومة الفيروسات الموسمية. تناول حساء بالثوم أو البصل يوميًا كفيل بإمداد الجسم بدفء داخلي طبيعي.
الزنجبيل والمشروبات الدافئة… دفء مع كل رشفة
الزنجبيل من أقوى النباتات التي تُحدث تأثيرًا حراريًا فوريًا. تناول كوب من شاي الزنجبيل يزيد من تدفق الدم ويمنح دفئًا داخليًا يدوم لعدة ساعات. يمكن تعزيز الفائدة بإضافة القرفة أو العسل، فهما يرفعان الطاقة ويحسّنان المزاج في آن واحد.
مشروبات أخرى مثل القهوة والشاي الأخضر تحتوي على الكافيين الذي يحفّز إنتاج الحرارة عبر الجهاز العصبي، مما يجعلها مثالية في الصباحات الباردة.
التوابل الحارة… حرارة تُنعش الجسد
الفلفل الأحمر والكايين والبابريكا تحتوي على مادة الكابسيسين التي تزيد من سرعة الأيض وتحرّك الدورة الدموية بقوة. هذه التوابل لا تُشعل الحواس فحسب، بل ترفع حرارة الجسم داخليًا وتساعد في تحسين الهضم، ما يجعلها إضافة مثالية لأطباق الشتاء الغنية.
البروتينات… مصدر دفء يدوم
تناول وجبة غنية بالبروتين مثل اللحوم أو البقوليات يرفع حرارة الجسم لأن عملية هضم البروتين تتطلب طاقة أكبر من الكربوهيدرات أو الدهون. البروتين الحيواني يحتوي أيضًا على الحديد وفيتامينات “ب”، التي تُسهم في تحسين إنتاج الطاقة وتقوية الأعصاب في الطقس البارد.
الموز والشوفان… طاقة الصباح الهادئة
مزيج الموز مع الشوفان في الإفطار يمنح توازناً مثالياً بين الدفء والهدوء. يحتوي الموز على المغنيسيوم وفيتامينات “ب” التي تُنظّم حرارة الجسم، بينما يوفّر الشوفان طاقة بطيئة الامتصاص تحافظ على دفء الجسم لفترات طويلة دون ارتفاع مفاجئ في السكر.
القرفة والعسل… نكهة الشتاء السحرية
لا يُمكن أن يمر الشتاء دون رائحة القرفة. هذه التوابل تُحفّز الجهاز العصبي وتزيد معدل الحرق، كما أنها ترفع الحالة المزاجية وتقلل الإحساس بالتعب. عند مزجها بالعسل، يتضاعف التأثير المهدئ والمقوي للمناعة، لتصبح مشروبًا شتويًا لا يُقاوَم.
مائدة الدفء المثالية
من السهل إعداد وجبات شتوية تُشعرك بالراحة النفسية والبدنية في آنٍ واحد:
شوربة العدس بالثوم والكمون.
بطاطا مشوية بالقرفة والعسل.
كوب من شاي الزنجبيل مع شرائح الليمون.
طبق من الشوفان بالموز والمكسرات.
هذه الأطعمة ليست فقط “مريحة”، بل لها تأثير علمي مثبت في تحفيز الدورة الدموية وتحسين المزاج عبر تنظيم إفراز هرمونات مثل السيروتونين والأدرينالين، المسؤولة عن التوازن بين النشاط والسكينة.