أكرم القصاص

المواطنون ومطالبهم البسيطة فى موسم الانتخابات والجولات المفاجئة

الأربعاء، 10 ديسمبر 2025 10:00 ص


بمناسبة الانتخابات، وفى انتظار التغيير المرتقب تزداد التحركات على كل الأصعدة، فالحكومة والوزراء تنتابهم حالة من النشاط الزائد ويظهرون فى جولات «مفاجئة»، ليتابعوا العمل ويفاجئوا المسؤولين.

وأحيانا يتخذ الوزير قرارات عقابية لعلاج الإهمال مثلما جرى مع وزير التنمية المحلية الدكتورة منال عوض، فى زيارة مفاجئة لحى النزهة بالقاهرة، واكتشفت أن العمل لا يسير كما ينبغى، وأن المصالحات لا تمشى كما يجب، فتمت إقالة رئيس الحى، وكأن حى النزهة فقط الذى تتعطل فيه المصالحات وتتأخر فيه الأعمال، بينما كل الأحياء والمدن والقرى تنتظر جولات الوزيرة المفاجئة، لأن المحليات غالبا هى أصل المشكلات التى تتكدس، وتتكركب، وتبقى عالقة معلقة، وربما تكون هناك حاجة لاختراع طريقة يمكن للمسؤول التعرف بها على سير العمل بشكل قد لا يتطلب الجولات المفاجئة، وقبل فترة كانت هناك إشارة وتعليمات من الرئيس السيسى بأهمية ربط أماكن العمل بالمحافظات بالكاميرات والإنترنت بشكل يجعل فى إمكانية المسؤول متابعة مرؤوسيه بالصوت والصورة، كما يمكن لرئيس الوزراء أن يتابع عمل الوزارات والمحافظات، وطبعا هذه أحلام تقنية، وإن كانت ليست مستحيلة، ونقول هذا لأن من سوف يعطل هذه المنظومات هم هؤلاء المسؤولون الذين اعتادوا التزويغ.


من هنا فإن أى منظومة تعطلها نفوس اعتادت على وقف التطور، الذى ولا شك سوف يغلق أبواب الفساد والإهمال ويفتح مجالات أكبر للشفافية والمحاسبة، التى تغنى عن الجولات المفاجئة، وقد لفتت نظر وزير التنمية المحلية إلى أنها وقد شهدت مع نائب وزير النقل ومحافظ الغربية توقيع عقد تشغيل سيارات نقل جماعة فى المحلة وطنطا، بينما مدن الغربية ومراكزها الأخرى بحاجة أكبر إلى سيارات النقل الجماعى، ومع هذا فقد تم توقيع عقود تشغيل على الخطوط الشغالة وحرمان الخطوط المحتاجة، وهو نوع من الفكاهة لا يغنى عن أن نعيد القول إن على الوزراء أن يجدوا طرقا حديثة لمعرفة الحقيقة والواقع وتقديم الخدمات للمواطنين على قدم المساواة، وما يحدث فى التنمية المحلية، يتكرر فى كل الوزارات التى تحتاج إلى أن يقوم الوزير بجولات مفاجئة إلى كل الأماكن التابعة لسيادته، وهو أمر شبه مستحيل، وبالتالى نعود إلى أهمية تطبيق التقنيات الحديثة فى المتابعة والمراقبة، بجانب أهمية تلقى الشكاوى من الجهات المختلفة، ونشير إلى أن منظومة الشكاوى الحكومية أصبحت متلقى عام ومستقبل عام، وتكشف عن حجم لا محدود من الشكاوى غالبا ما تذهب إلى دهاليز المسؤولين ويبقى الاسم والذكرى.


وبمناسبة الانتخابات وعودة الروح إلى الكثير من المسؤولين فى جولات مفاجئة، وزيارات مكوكية، نطالب بضرورة الإسراع بتنفيذ ما يوجه به الرئيس السيسى، وهو الرقمنة، والربط المعلوماتى، لأن الرقمنة لا تسهل فقط تقديم الطلبات والخدمات، لكن أيضا تخفف من تأثير العنصر البشرى البيروقراطى الذى يعطل المراكب السائرة، وتجعل التعامل فيما يتعلق بالخدمات والتصاريح أسهل وأيسر على المواطن الذى يدوخ من أجل خدمة، بينما يمكن تقديمها بشكل أفضل.


وبمناسبة الانتخابات والتغييرات المتوقعة، نظن أن مقياس نجاح الحكومة عادة يأتى من قدرتها على تنظيم طريقة تقديم الخدمات، والاستجابة لمطالب الناس قبل أن تصدر الشكاوى، لأن التباهى بعدد الشكاوى التى تصل إلى منظومة الشكاوى الحكومية، أمر يشير إلى ضعف المحليات والمواقع الحكومية وأغلب الشكاوى تتعلق بالمحليات التى تتطلب نظرة أو طريقة للتعامل معها، لحين انتخاب وتشكيل المجالس الشعبية المحلية.


الشاهد أن الحكومة بكل إمكاناتها، ما تزال غير قادرة على تطبيق منظومة للخدمات والتصاريح، تنهى العراقيل وتخفف الإجراءات، وتطوير الإدارة بما يتماشى مع العاصمة الإدارية ومدن الجيل الرابع، بينما الإدارة لا تزال من الجيل الأول، وهو ما يجعل الجولات المفاجئة، طريقة عمل فى القرن الواحد والعشرين، بينما يمكن تطبيق كل هذا والتعامل معه وتسهيل تقديم الخدمات للجمهور، عبر الموبايل التاتش، خاصة أن مطالب المواطنين بسيطة وكلها تتركز فى حقوق وعلاج ونقل ومواصلات وتعليم، وتكافؤ فرص ومصالحات، ومع هذا تنتهى إلى صناديق الشكاوى الحكومية.


 

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة