مشهد استثنائي عانق فيه الحاضر جذور التاريخ، حين تدفقت جموع المواطنين من كل صوب نحو المتحف المصري الكبير في أول أيام فتح أبوابه للجمهور، حتى تجاوز الحضور كل التوقعات. اكتملت السعة الاستيعابية للمتحف في الساعات الأولى، واصطفّت أفواج لا تُحصى على امتداد الطريق المؤدي إلى بواباته، في مشهد يعكس شغف المصريين بتراثهم واعتزازهم بحضارتهم الخالدة.
ومع امتلاء أروقة المتحف عن آخرها، وجد الآلاف أنفسهم يتوجهون بخطوات تلقائية نحو أهرامات الجيزة، وكأنهم يبحثون في صمت عن جذور الحكاية التي بدأت منذ آلاف السنين على رمال هذا المكان المقدس.
هناك، عند سفح الهرم الأكبر، امتزجت ملامح الزائرين بين الإعجاب والفخر، بينما بدت الصورة وكأنها لوحة حيّة تجمع الأجداد بالأحفاد، فالأمر لم يكن مجرد رحلة ترفيهية أو زيارة سياحية، بل كانت لحظة وعي جمعي تُعيد وصل ما انقطع بين الماضي والمستقبل.
وتؤكد أن حضارة مصر القديمة لا تزال تسكن في وجدان أبنائها كما كانت دومًا — حاضرة في قلوبهم، نابضة بتاريخها، وملهمة للأجيال التي ترى في حضارة أجدادها هويةً ووجهةً ومسارًا نحو الغد.
المتحف الكبير في حرم إعجوبة العالم الكبرى
تقع هضبة الجيزة إلى جوار المتحف المصرى الكبير، أكبر متحف مكرّس لحضارة واحدة، وتُعد مقصدًا رئيسيًا للرحلات المدرسية. تتكامل الزيارة الميدانية للأهرامات مع جولة متحفية حديثة تعرض آلاف القطع وفى مقدمتها مجموعة توت عنخ آمون، ما يثرى التجربة التعليمية.
أفواج من المصريين صوب المتحف الكبير