ما الإسهال الناتج عن تناول المكملات والمضادات الحيوية.. اعرف كيفية الوقاية

الأحد، 09 نوفمبر 2025 08:00 ص
ما الإسهال الناتج عن تناول المكملات والمضادات الحيوية.. اعرف كيفية الوقاية المضادات الحيوية

كتبت مروة محمود الياس

يعتقد كثيرون أن تناول المكملات الغذائية أو المضادات الحيوية هو طريق مباشر نحو الشفاء أو تعزيز المناعة، غير أن الجسم قد يبعث برسائل إنذارية مزعجة حين يختل توازنه الداخلي، وتظهر تلك الرسائل في شكل إسهال مفاجئ، يربك الجهاز الهضمي ويهدد توازن السوائل والمعادن في الجسم.

وفقًا لتقرير نشره موقع Everyday Health الطبي، فإن بعض الفيتامينات والمعادن، وكذلك أنواعًا محددة من المضادات الحيوية، قد تُحدث اضطرابًا في الأمعاء عبر آليات مختلفة، تتعلق إما بامتصاص الماء أو بتأثيرها في البكتيريا النافعة المسؤولة عن توازن الجهاز الهضمي.

 

مكملات تغذي الجسم.. وتستفز الأمعاء

يُعد فيتامين "سي" من أبرز الأمثلة على العناصر المفيدة التي قد تنقلب آثارها عند الإفراط في تناولها. فحين تتجاوز الجرعات اليومية الحد الموصى به (قرابة 2000 ملغ للبالغين)، يبدأ الجسم في طرد الكميات الزائدة عبر الأمعاء، مما يؤدي إلى ما يُعرف بالإسهال التناضحي، إذ يُسحب الماء إلى داخل الأمعاء فلا يُمتص بشكل طبيعي.

المغنيسيوم أيضًا من المعادن الأساسية التي يحتاجها الجسم لأداء وظائف العضلات والأعصاب، لكن المبالغة في تناوله عبر المكملات أو مضادات الحموضة قد تؤدي إلى استرخاء عضلي في جدار الأمعاء، فيزداد تدفق الماء، ويحدث الإسهال. أما الزنك، فعلى الرغم من دوره المناعي المهم، فإن زيادة تركيزه داخل القناة الهضمية تجذب بدورها الماء وتُحدث اضطرابًا مشابهًا.

 

زيت السمك.. فائدة قد تنزلق خارج السيطرة

يُقبل كثير من الناس على مكملات زيت السمك الغنية بالأوميغا-3 لتحسين صحة القلب والمخ، غير أن طبيعتها الدهنية العالية قد تعمل عمل المُلين، فتجعل الفضلات أكثر ليونة وتسرّع مرورها عبر الأمعاء. ومع أن الأمر يخف غالبًا بعد فترة من الاستخدام، إلا أن استمرار الإسهال يستدعي استشارة الطبيب لتعديل الجرعة أو تغيير النوع.

 

المضادات الحيوية.. سلاح ذو حدين

عندما يصف الطبيب مضادًا حيويًا لعلاج عدوى بكتيرية، فإنه يستهدف البكتيريا الضارة، لكن هذه الأدوية قد تفتك أيضًا بالبكتيريا النافعة التي تحافظ على توازن بيئة الأمعاء. ومع غياب هذا التوازن، تتاح الفرصة لنمو بكتيريا ضارة مثل المطثية العسيرة (C. difficile)، فتُفرز سمومًا تهاجم بطانة الأمعاء وتسبب إسهالًا حادًا قد يصاحبه ألم بالبطن وحمى.

بعض المضادات الحيوية مثل السيفالوسبورينات والبنسيلينات والماكرولايدات ترتبط بزيادة خطر الإسهال، خصوصًا عند تناولها لفترات طويلة أو دون تناول أطعمة غنية بالبروبيوتيك. لذا يُنصح بمرافقة العلاج بمصادر طبيعية من البكتيريا المفيدة، مثل الزبادي أو مكملات البروبيوتيك، لاستعادة التوازن المعوي وتقليل الأعراض.

 

الوقاية تبدأ من الوعي

التعامل مع هذه الحالات لا يتطلب دائمًا توقف العلاج أو المكمل، بل إعادة النظر في الجرعة وطريقة التناول. تقسيم الجرعة اليومية إلى مرتين أو تناولها بعد الأكل يساعد على تهدئة المعدة. كما أن تجنّب المُحلّيات الصناعية – المعروفة بتأثيرها  – يُسهم في الحد من الأعراض.

في المقابل، يساعد شرب الماء بكثرة وتناول الأطعمة الغنية بالألياف القابلة للذوبان في استعادة انتظام الأمعاء.

وفي جميع الأحوال، يبقى استشارة الطبيب خطوة أساسية لتحديد السبب الدقيق للإسهال، خاصة إن ترافق مع علامات الجفاف أو استمرار الأعراض أكثر من يومين.

 

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب