يناقش الزميل أحمد عبد الكريم المحرر باليوم السابع بحثه لدرجة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها بجامعة عين شمس غدا الأحد، في تمام الساعة التاسعة بكلية البنات تحت إشراف الأستاذ الدكتور يوسف نوفل، والأستاذة الدكتورة بسمة محمد بيومى، ومناقشة الأستاذ الدكتور عبد الله التطاوى نائب رئيس جامعة القاهرة، والأستاذ الدكتور أحمد فؤاد الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس.
الرسالة تقع في 267 صفحة، تحت عنوان أشكال التلقى النقدى للرواية المصرية الجديدة لجيل السبعينيات وتدور حول نقد النقد، وهو الفرع الأحدث من النقد الأدبى، وهو مختص بـ"رصد" و"تصنيف" الصدى النقدى الذى أحدثته كتابات جيل من أهم أجيال الرواية المصرية الجديدة، كونه الجيل الذى ورث هزيمة يونيو 1967م، والذى بدأ التمرد على أطر الرواية التقليدية.
ويأتى الرصد والتصنيف مشفوعًا بالتحليل بما يطابق إجراءات المنهج "الوصفى"، وقد مثل الباحث لهذا الجيل بثلاثة من أدبائه، هم: عبده جبير، ومحمود الوردانى، ورضا البهات، طبقا لأشكال النقد النسقية والسياقية، فمثل للأولى بالمنهج البنيوى، ومثل للثانية بالمنهج النفسى، وأضاف "القراءة والتلقى" بوصفها نظرية تند عن النسق والسياق.
البحث يشتمل على فرعى نقد النقد
والبحث يشتمل على فرعى نقد النقد، الأول هو "نقد النقد النظرى" ويشتمل بدوره على قسمين آخرين، هما: "نقد النقد الذاتى"، أى مساءلة نقد النقد لذاته وإخضاع جهازه المفاهيمى للاختبار، لبناء صورته الذهنية وهيكله الإجرائى، بما يعزز استقلاليته بوصفه حقلًا موازيًا لحقل النقد الأدبى، و"نقد التنظير النقدى"، واشتمل على نقد المناهج الثلاث المشار إليها أعلاه، مع "نقد جهود إثبات سبق التراث العربى للمناهج الحديثة" باعتباره ـ فى ظن بعض الباحثين ـ يحتوى "أجنة" المناهج النقدية كافة.
واشتمل البحث أيضا على "نقد نقد النقد العربى" ممثلا فى "نقد نقد النقد البنيوى العربى"، و"نقد النقد النفسى العربى"، بينما كان عطاء نظرية القراءة والتلقى فقيرًا لأسباب وضحها البحث، ثم يأتى الفرع الثانى من "نقد النقد" ممثلا فى "نقد النقد التطبيقى"، حيث رصد وتصنيف وتحليل ست وعشرين قراءة تتبع المناهج الثلاث، للوقوف على الكيفية التى أدى بها النقاد عملهم، ومدى التزامهم بالمعايير المستندة إلى التكتل المعرفى للنظرية التى يتبعونها، وأيضا كشف ما استهدفوه من مضامين.
واشتبك البحث مع عدد من الإشكاليات المتعلقة بـ"نقد النقد"، منها مناقشته مسألة وفود مصطلحه إلى البيئة النقدية العربية حيث يُنسب لـ"تودوروف"، فغيّر من هذه النتيجة بإثبات السبق العربى له على المستويين: اللفظى والمنهجى، وأصّل للممارسات الأولى لـ"نقد النقد التطبيقى" بمفهومه الحديث عند نقادنا، وذلك فى وقت مبكر، فلم يقتصر على الحكم السلبى بالمعارضة والتصحيح دون الإقرار والتأييد، أيضا ناقش محاولات استبدال المصطلح المسيطر "نقد النقد"، فاستعرض دفوع الرافضين له، وناقش بدائلهم المقترحة، كما رجح البحث منهجا لدراسة "نقد النقد"، وقدم تقسيما جديدا له، فضلا عن عودته بالدراسة على جهود الباحثين السابقين بشكل بانورامى يجمع شبكة مفاهيم الحقل الجديد المشتتة فى عدد كبير من الدراسات ذات الصلة، فقدم لـ"نقد النقد" صورة ذهنية مجموعة من مصادر مختلفة.