فيسبوك
واتساب
شهدت السنوات الأخيرة انتشارًا واسعًا للوشوم باعتبارها وسيلة للتعبير عن الشخصية والهوية، لكن دراسة جديدة من جامعة لوند في السويد حذرت من وجود علاقة بين الوشم وارتفاع خطر الإصابة بـ سرطان الجلد الميلانيني بنسبة تصل إلى 29%، هذا النوع من السرطان يُعتبر من أخطر أنواع سرطان الجلد، ويرتبط غالبًا بالتعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية، وفقا لموقع تايمز ناو.
الدراسة، التي اكتسبت اهتمامًا عالميًا سريعًا، لم تؤكد بشكل قاطع أن الوشم يسبب السرطان، لكنها ركزت على وجود ارتباط محتمل يستحق المتابعة العلمية الدقيقة، خاصة في ظل الزيادة الكبيرة في أعداد الأشخاص الذين يحصلون على وشوم سنويًا.
زيادة خطر الإصابة بالميلانوما بنسبة 29%: ماذا تقول الدراسة؟
وفقًا للباحثين في جامعة لوند، شملت الدراسة نحو 6000 مشارك، بينهم أكثر من 1500 مصاب بسرطان الجلد الميلانيني، وحوالي 6150 شخصًا مصابًا بسرطان الخلايا الحرشفية. خلصت نتائج البحث إلى أن الأشخاص الذين لديهم وشوم كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد بنسبة 29% مقارنةً بمن لا يمتلكون وشمًا.
ومن المثير للاهتمام أن الدراسة وجدت أن:
الوشم لا يزيد خطر الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية.
الأشخاص الذين يمتلكون وشمًا منذ أكثر من 10 سنوات كانوا أكثر عرضة للإصابة، رغم أن العينة كانت صغيرة في هذه الفئة.
حجم الوشم لم يكن له تأثير واضح على ارتفاع نسبة الخطر، رغم توقع الباحثين أن كمية الحبر الأكبر قد تكون أكثر ضررًا.
لماذا قد يرتبط الوشم بسرطان الجلد؟
حتى الآن، لا يوجد دليل علمي قاطع على أن الوشم يسبب السرطان، لكن هناك عدة عوامل قد تلعب دورًا محتملًا:
1. الأحبار المستخدمة
تختلف تركيبة أحبار الوشم، وبعضها يحتوي على مركبات كيميائية يمكن أن تتحلل عند التعرض للشمس إلى مواد ثانوية قد تكون ضارة.
2. تفاعل الجهاز المناعي
يتعامل الجسم مع حبر الوشم على أنه جسم غريب، ما يؤدي إلى انتقال جزء من جزيئات الحبر إلى الغدد الليمفاوية، وهو ما يثير تساؤلات حول تأثيره طويل المدى.
3. التعرض للأشعة فوق البنفسجية
غالبًا ما يكون الأشخاص الذين يضعون وشمًا من الفئات الأكثر تعرضًا للشمس، وهو عامل خطر معروف للإصابة بسرطان الجلد.
عوامل نمط الحياة وتأثيرها على النتائج
حرص الباحثون على مراعاة مجموعة واسعة من العوامل التي قد تؤثر على احتمال الإصابة بسرطان الجلد، منها:
مدة التعرض للشمس
استخدام أجهزة التسمير
نوع البشرة ولونها
المستوى التعليمي
الحالة الاجتماعية والدخل
السلوكيات الصحية اليومية
كل هذه العوامل قد تُسهم بشكل غير مباشر في تفسير العلاقة بين الوشم والإصابة بالسرطان، ما يجعل من الصعب حسم السبب الحقيقي وراء الارتباط.
تُعد هذه الدراسة خطوة مهمة نحو فهم أعمق لتأثير الوشم، لا سيما مع انتشار الأحبار المعقدة كيميائيًا وعدم وجود رقابة كافية على مكوناتها في بعض الدول.
