تجاهل الحق الفلسطيني سيجعل الأمور أكثر سخونة، ويُقلل من احترام مسارات السلام والتفاوض، لأنه ببساطة الشعب الفلسطينى ليس لديه ما يخسره، فلن يبخل بدمائه أبدا، خلاف أن هذا يُنذر باشتعال المنطقة ككل، لأنه في ظل سياسة نتنياهو المتغطرسة وتعنته الدائم وهروبه للأمام من أجل إطالة أمد الصراع، لتحقيق أهداف وفقا لاعتباراته السياسية والشخصية، سيؤدى إلى التذرع كثيرا وعدم استكمال اتفاق وقف إطلاق النار أو الالتفاف عليه، وذلك من خلال تطبيق النموذج اللبناني، والذى يسمح ببقاء الوضع كما هو عليه في غزة والضفة والقدس، تحت مبرر الأمن الإسرائيلى، ومواجهة حركة والتذرع بسلاح المقاومة والإصرار على نزعه.
وهو ما يؤدى في نهاية الأمر إلى استحالة مبدأ حل الدولتين، لأن التداخل السكاني بين الشعبين الفلسطيني واليهودي نتيجة التوسع في الاستيطان من قبل الكيان الصهيوني لا يمكن ترسيمه جغرافيا، وأن الهوية الوطنية لا يمكن طمسها بالتجنيس، وبالتالي فإن مشروع حل الدولتين الذي يعترف به العالم أجمع، منذ تم طرحه في الأمم المتحدة عام 1947، والذي قام على أساسه اتفاق أوسلو 1994، سيصبح من المستحيلات، في ظل مواصلة الجرائم التي تغذي مشاعر العنف والكراهية، وتضرب بالمواثيق الدولية عرض الحائط.
فضلا، عن أن إصرار إسرائيل على تكريس التقسيم الزماني والمكاني في الأقصى، وفرض وقائع تغير من الوقائع التاريخية للأقصى، وتنفيذ استراتيجية تفريغ المسجد الأقصى المبارك يزيد من تفاقم الأوضاع وضياع الحق الفلسطيني
لذا، نكرر ما أكدنا عليه في سلسلة مقالات سابقة، أن حلَّ القضية الفلسطينية هو أحد المفاتيح الرئيسية لاستقرار المنطقة شاء المجتمع الدولي أو أبى..