فيسبوك
واتساب
كشفت دراسة جديدة أن مرحلة المراهقة يمكن أن تستمر حتى سن 32 عاماً، حيث يصل البشر إلى أربع "نقاط تحول" رئيسية في نمو الدماغ في سن التاسعة، و32، و66، و83 عاماً تقريباً، وفقاً لموقع nbcnews.
مع تقدمنا في العمر، يقوم الدماغ البشري بإعادة برمجة نفسه، وتحدث هذه العملية في مراحل متميزة، أو "عصور"، حيث يتغير هيكل شبكاتنا العصبية وتقوم أدمغتنا بإعادة تشكيل كيفية تفكيرنا ومعالجتنا للمعلومات.
تفاصيل الدراسة
ـ لأول مرة، يقول العلماء إنهم حددوا أربع نقاط تحول مميزة بين تلك المراحل في الدماغ المتوسط: في سن 9، و32، و66، و83 وخلال كل حقبة بين تلك السنوات، تظهر أدمغتنا خصائص مختلفة بشكل ملحوظ في بنية الدماغ.
ـ تشير النتائج، التي نُشرت في مجلة نيتشر كوميونيكيشنز ، إلى أن الإدراك البشري لا يزداد ببساطة مع التقدم في السن حتى يصل إلى ذروته، ثم يتراجع، في الواقع، تُعدّ المرحلة من 9 إلى 32 عامًا الفترة الوحيدة في الحياة التي تزداد فيها كفاءة شبكاتنا العصبية، وفقًا للبحث.
ـ خلال مرحلة البلوغ، من سن 32 إلى 66 عاماً، يستقر هيكل دماغ الشخص العادي بشكل أساسي دون تغييرات كبيرة، في وقت يعتقد الباحثون أن الناس عموماً يصلون إلى مرحلة ثبات في الذكاء والشخصية.
ـ في السنوات التي تلي نقطة التحول الأخيرة ــ 83 عاماً وما بعدها ــ يصبح الدماغ معتمداً بشكل متزايد على مناطق فردية مع بدء تلاشي الاتصالات بينها.
قالت أليكسا موسلي، باحثة ما بعد الدكتوراه في جامعة كامبريدج والمؤلفة الرئيسية للدراسة: "ليس هذا تطورًا خطيًا.. هذه هي الخطوة الأولى لفهم كيفية تقلب تغيرات الدماغ مع التقدم في العمر".وقال ريك بيتزل، الأستاذ المشارك في علم الأعصاب بجامعة مينيسوتا الأمريكية، والذي لم يشارك في البحث، إن النتائج مثيرة للاهتمام، لكن هناك حاجة إلى مزيد من البيانات لدعم هذه الاستنتاجات.
في بحثهم، قامت موسلي وزملاؤها بتحليل عمليات مسح انتشار التصوير بالرنين المغناطيسي - وهي في الأساس صور لكيفية تحرك جزيئات الماء داخل الدماغ - من حوالي 3800 شخص من حديثي الولادة إلى سن التسعين.وكان الهدف هو رسم خريطة للاتصالات العصبية عبر دماغ الشخص العادي في مراحل مختلفة من الحياة.في الدماغ، تغلف حزم الألياف العصبية التي تنقل الإشارات بنسيج دهني يسمى الميالين يشبه الأمر الأسلاك أو أنابيب المياه.
تميل جزيئات الماء المنتشرة في الدماغ إلى التحرك باتجاه هذه الألياف، بدلاً من عبورها، مما يعني أن الباحثين يستطيعون استنتاج مواقع المسارات العصبية.
قال بيتزل عن هذا النوع من أبحاث علم الأعصاب: "لا نستطيع فتح الجماجم نعتمد على مناهج غير جراحية. ما نحاول اكتشافه هو مكان وجود هذه الحزم الليفية".
المراحل الخمسة
ـ استنادًا إلى فحوصات الرنين المغناطيسي، ترسم الدراسة الجديدة خريطةً للشبكة العصبية لشخص عادي على مدار حياته، مُحددةً مواضع تقوية أو ضعف الروابط العصبية وتستند "العصور" الخمس التي تصفها الدراسة إلى الروابط العصبية التي رصدها الباحثون.
ـ المرحلة الأولى تستمر حتى سن التاسعة، كما يقترحون يزداد حجم المادة الرمادية والبيضاء في الدماغ بسرعة، فيتخلص من المشابك العصبية الزائدة ويعيد هيكلة نفسه.
ـ من سن 9 إلى 32 عامًا، هناك فترة طويلة من إعادة التوصيل يتميز الدماغ بالتواصل السريع عبر الدماغ بأكمله والاتصالات الفعالة بين مناطق مختلفة
ـ يتم تشخيص معظم اضطرابات الصحة العقلية خلال هذه الفترة الزمنية، كما قال ماوسلي: "هل هناك شيء ما في هذه الحقبة الثانية من الحياة، كما نجدها، يمكن أن يؤدي إلى أن يصبح الناس أكثر عرضة للإصابة باضطرابات الصحة العقلية؟"
ـ من سن32 إلى 66، يصل الدماغ إلى مرحلة الثبات ما زال يُعيد برمجة نفسه، ولكن بوتيرة أقل حدةً وأبطأ.
ـ ثم، من سن 66 إلى 83 عامًا، يميل الدماغ إلى "النمطية"، حيث تنقسم الشبكة العصبية إلى شبكات فرعية شديدة الترابط مع تكامل مركزي أقل في سن 83، يتراجع الاتصال أكثر.
