عصام محمد عبد القادر

المرأة المصرية فارس الاستحقاقات الانتخابية

الأربعاء، 26 نوفمبر 2025 12:11 م


أرى أن المرأة المصرية تعد فارسًا فى كافة الاستحقاقات الانتخابية، وأن ممارستها للعمل السياسى تعد إضافة للمجال؛ حيث تبذل أقصى ما فى جهدها؛ من أجل صناعة مستقبل وطنها الحبيب، بل وتقدم أفضل ما لديها من نتاج فكرى وعملي؛ فهى نبع للعطاء، ولها صولات وجولات فى هذا الخضم، وقد حققت العديد من النجاحات، سواء ارتبط بالسياسة وأعمالها، أو بأى مجال من المجالات التنموية والخدمية فى البلاد؛ ومن ثم نصف المرأة بأنها دعامة بناء الأوطان، وصاحبة المهام الجسام، ومالكة الرؤى المستنيرة والسديدة على السواء.

المرأة المصرية لها خبرة وباع وقدرة على تحمل الضغوط، وفطنة منقطعة النظير حيال إدارة الأزمات والقضايا الشائكة على المستويين المحلى والدولي، وتستطيع أن تواكب كافة مساقات التقدم والتطور؛ فهى حاضرة بقوة فى صناديق الاقتراع فى ربوع الوطن كله؛ لتصون وطنها وتحفظ مقدراته وتقوى من عزيمة قياداته، وتحفز الجميع نحو المشاركة الإيجابية؛ فالموقف الذى لا يحتمل التقاعس أو التهاون؛ حيث إن الظرف والميقات غاية فى الحساسية، ودون شك فإن وعيها السياسى والثقافى يجعل مشاركتها سلاحًا فتاكًا ضد الشائعات الكاذبة التى ينعق بها الخبثاء عبر منابرهم المغرضة والممولة.

دور المرأة فى انتخابات مجلس النواب كنائبة يساهم بقوة فى ضخ دماء جديدة، فى كافة الأحزاب السياسية المصرية؛ فأضحت مليئة بزهور يانعة، تفوح أفكارها النيرة الأجواء السياسية، ورغم الحضور الواضح للمرأة المصرية؛ إلا أن مطالبها لم تكن لذاتها؛ كونها لا تؤمن بالفئوية؛ لكن تحرص على تحقيق المصلحة العامة دون الخاصة، وبهذا تكون مساهمتها فى دعم مؤسسات صنع القرار السياسي؛ فكان لمشاركتها البناءة قاسمًا كبيرًا، تمثل فى لجان تدشين الدستور ومواده، وصياغة القوانين، وكان لها حضور مكثف فى المشاركة الانتخابية، من حيث الترشيح والتصويت.

الوعى السياسى لدى المرأة المصرية كان له أثر إيجابى مباشر على مجموع أسرتها والحيز المحيط بها؛ فقد رأينا فى جل محافلنا السياسية بعد ثورة يناير أن المرأة المصرية ضربت نموذجًا يحتذى به حيال تعضيد الوحدة الوطنية، ولم الشمل المصري، وصورة اصطفاف الشعب حول أمن وأمان الدولة وحماية حدودها، ودحر مخططات المغرضين؛ ومن ثم نقول بكل ثقة إن مشاركتها تعد جزءً من مشروع أكبر يتعلق ببناء وعى المواطن وقدرته على دعم الجمهورية الجديدة.

المرأة المصرية صاحبة الوعى الثقافى لديها إيمان بالنسق القيمى النبيل وبالمعتقدات والمبادئ التى يتبناها المجتمع، وفى ضوء ذلك تقدم ما فى وسعها من أجل الحفاظ على التراث الثقافى وحمايته من شتى التأثيرات الواردة عبر منابرها المختلفة الداخلية والخارجية؛ لتساعد بقوة فى تشكيل الوجدانيات لدى الأجيال التى تحمل ثقافتها وتعتز بها، وتعمل على تعزيزها بالسلوك الحسن وطرح مزيد من الأفكار الإيجابية التى تعضد المعتقد وتعلى من منظومة القيم النبيلة، وبالتالي، يمكن للمؤسسات أن تعزز هذه المعرفة عبر المناهج والأنشطة الثقافية والورش العملية.

هنالك محطات تاريخية تشير إلى دور المرأة فى الحفاظ على هوية الوطن واستقراره؛ فلها العديد من المواقف النبيلة والقوية والبناءة والفاعلة والإيجابية على مر العصور؛ فهى من قامت بثورة ضد المستعمر، ورفعت شعار الوحدة الوطنية، وجاهدت وكابدت حتى أسست ما يؤكد ماهية الاتحاد النسائي، ومن ثم استطاعت أن تبلغ مرادها وتقتنص حقوقها المشروعة، وتثبت للعالم أجمع أنها رائدة فى كافة مجالات الحياة.

المجال العام السياسى فى مصر مواتيًا لمشاركة المرأة، وليس هناك تحديات، أو عراقيل، تمنع انغماسها فى هذا الخضم، وبالتالي، التحديات التقليدية تكاد تكون منعدمة، لكن يمكن تعزيز مشاركتها بالدعم المجتمعى والقانونى والمؤسساتى لضمان استمراريتها، ووفاء المرأة المصرية المحبة لوطنها لا يقدر بثمن؛ فبرغم تمكينها فى الفترة المنصرمة؛ إلا أنها تستحق المزيد من التمكين؛ فقد ثبت أن رفعة شأنها وقدرها ومقدارها يؤدى حتمًا لرفعة الدولة ونهضتها وتقدمها ورقيها فى شتى المجالات؛ فهى شريكة أصيلة فى المجتمع المصري، ودورها الفعال والرئيس لا ينكره إلا جاحد، ولا يقلل منه إلا جاهل، ولا يسعى للنيل منه إلا كل مقل ومغرض؛ فلدى المرأة المصرية الوعى الوطني، الكفاءة، القدرة على اتخاذ القرار، والاخلاص فى العمل العام.

نثمن مشاركة المرأة قاطرة النهضة فى الانتخابات الرئاسية، ونعلى من مقدارها وقدرها دومًا؛ إيمانا منا بما تقدمه من عطاء مستدام بداية من موطنها ووطنها الصغير المتمثل فى بيتها، وانتهاء بدورها الرائد فى وطنها الكبير، ولا نجد من الكلمات ما توافيها وتوفيها حقها.. ودى ومحبتى لوطنى وللجميع.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب