عقدة الخواجة فى الرياضة بصفة عامة جدل لا ينتهى فى عالم كرة القدم وغيرها من الرياضات الجماعية بين مؤيدين ومعارضين، يرى البعض أن الخبرات العالمية وتصاعد مستوى اللعبة يفرضان الاستعانة بمدربين من الخارج، بينما يتمسّك آخرون بفكرة أن الكفاءات المحلية مظلومة وأن إعطاء الثقة هى الحلقة المفقودة.
وبالحديث حول "عقدة الخواجة" نلتفت إلى صراع الثقة مع الرغبة في اكتساب الخبرات، فيتأرجح القرار بين الانبهار بكل ما هو أجنبي، وبين الحاجة الحقيقية إلى تطوير الأداء واللحاق بأساليب اللعب الحديثة.
وهكذا تتحول "عقدة الخواجة" من مجرد مصطلح اجتماعي إلى واقع ينعكس على خطط الأندية والمنتخبات، نتائجها، ومستقبل لاعبيها.
فنجد اللجوء إلى المدير الفنى الأجنبى هو اللجوء عندما يفشل المحلى، ولكنى أرى أن هذا ليس حلا، ولكن الحلول تأتى عندما نساهم فى توجه أبنائنا المدربين للخارج من أجل الحصول على الدراسات واكتساب الخبرات.
محور الثق المفقودة فى المدرب المحلى الذى لم يحصل على نفس الدعم الذى يحصل عليه الأجنبى الذى من المحتمل أن يكون أقل خبرة هو الأبرز ولكن النجاح الذى يحققه الأجنبى سيحققه المحلى إذا توفرت له منظومة قوية وقماشة أقوى من اللاعبين مثما نقول، فالتخطيط الجيد الذى يبدأ من الناشئين أهم بكثير من صرف ملاييين الدورلات على الخواجة.
لا يمكن إنكار أن وجود مدرب أجنبي قد يُضيف الكثير إذا جاء في بيئة منظمة، خاصة أن المدرّبين الأجانب يجلبون معهم ثقافات تدريب متقدمة، وطرق إعداد بدني حديثة، وأفكارًا تكتيكية مختلفة، المشكلة ليست في الاستفادة من الخبرات، بل في الاعتقاد أن المدرب الأجنبي وحده قادر على صناعة المستحيل، بينما الحقيقة أن تأثيره يكون فعالًا فقط حين توجد منظومة قادرة على استيعاب فكره.
ولكن فى حقيقة الأمر رغم وجود كفاءات محلية أثبتت نفسها، يبقى المدرب المحلي غالبًا تحت ضغط من الإعلام والجماهير، وتتم محاسبته على كل تعثر، بينما يُمنح الأجنبي وقتًا وصبرًا ودعمًا لا يحصل عليه المدرب المحلي عادة.
هذا التمييز يخلق فجوة في الثقة، ويجعل الكثير من المدربين المحليين يشعرون بأن الفرصة الحقيقية لا تُمنح لهم إلا بعد فشل الجميع. ومع ذلك تظهر تجارب ناجحة من حين لآخر تؤكد أن المشكلة ليست في الكفاءة، بل في غياب نفس المساحة.