نصائح وخطوات تخلصك من النسيان بعد الخمسين

الإثنين، 24 نوفمبر 2025 01:00 ص
نصائح وخطوات تخلصك من النسيان بعد الخمسين بعد الخمسين

كتبت مروة محمود الياس

تبدأ الذاكرة في التراجع التدريجي لدى بعض الأشخاص بعد سن الخمسين، وهي مرحلة طبيعية من مراحل العمر، لكن وتيرتها تختلف من شخص لآخر. بعض الناس يحتفظون بقدرتهم على التركيز واستدعاء التفاصيل لسنوات طويلة، بينما يعاني آخرون من النسيان المتكرر وصعوبة تذكر الأسماء أو المواعيد أو حتى أماكن الأشياء اليومية.

وفقًا لتقرير نشره موقع Harvard Health Publishing التابع لكلية الطب بجامعة هارفارد، فإن التغيرات التي تطرأ على الدماغ مع التقدم في العمر لا تعني بالضرورة فقدان الذاكرة، بل يمكن التعامل معها عبر تعديل أسلوب الحياة ودعم الدماغ بالعناصر التي يحتاجها ليبقى نشطًا. ويشير التقرير إلى أن المرونة العصبية – أي قدرة الدماغ على بناء وصلات جديدة – تظل قائمة حتى في الأعمار المتقدمة، ما يعني أن “الذاكرة يمكن تدريبها” مثل العضلات تمامًا.

لماذا تتراجع الذاكرة بعد الخمسين؟
 

تحدث هذه التغيرات نتيجة تداخل عدة عوامل؛ أبرزها انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ مع تقدم العمر، وتراجع إنتاج بعض النواقل العصبية المسؤولة عن التركيز والانتباه، إلى جانب تأثير الضغوط النفسية وقلة النوم وسوء التغذية. كما تلعب الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم دورًا في إضعاف الأداء الذهني إذا لم تُضبط بشكل جيد.

توضح دراسات نُشرت في National Institute on Aging (NIA) أن الدماغ لا “يتوقف” عند سن معين، بل يتأقلم باستمرار مع أنماط الحياة الجديدة، سواء كانت إيجابية أو سلبية. فالشخص الذي يحافظ على نشاطه الذهني والبدني يُبطئ من تراجع الذاكرة بوضوح مقارنة بمن يعيش نمطًا ساكنًا ومحدود التحفيز.

الحركة غذاء الدماغ
 

النشاط البدني المنتظم، ولو كان بسيطًا كالمشي نصف ساعة يوميًا، يُنشط الدورة الدموية ويرفع مستويات الأوكسجين الواصلة إلى الدماغ. هذه الخطوة تعزز نمو الخلايا العصبية الجديدة وتحافظ على التواصل بين المراكز المسؤولة عن الذاكرة والتفكير.

كما تبيّن الأبحاث أن التمارين الهوائية المعتدلة تُقلل من مستويات التوتر والقلق، وهما من أكثر العوامل التي تُربك التركيز وتضعف القدرة على الحفظ. لذا، فالرياضة لا تغذي العضلات فقط، بل تمنح الذهن طاقة متجددة أيضًا.

النوم المنتظم سرّ التركيز
 

يُعدّ النوم من أهم المراحل التي يعيد فيها الدماغ ترتيب المعلومات وتخزينها في الذاكرة طويلة الأمد. عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يؤدي إلى تشويش الذهن وصعوبة استرجاع الأحداث. من المفيد تثبيت مواعيد النوم والاستيقاظ يوميًا، والابتعاد عن الشاشات قبل ساعة على الأقل من النوم. كما يُفضَّل تجنّب الكافيين في المساء، لأنه يؤخر الدخول في مرحلة النوم العميق الضرورية لترميم الخلايا العصبية.

الغذاء الداعم للذاكرة
 

التغذية المتوازنة الغنية بالأحماض الدهنية “أوميغا-3” ومضادات الأكسدة تساعد في حماية الخلايا العصبية من التلف. تشمل هذه العناصر الأسماك الدهنية، والمكسرات، والتوت، والخضراوات الورقية الداكنة. كما يُنصح بالتقليل من السكريات المكررة والدهون المشبعة التي قد تؤدي إلى الالتهاب وإضعاف الأوعية الدموية الدماغية.

ويشير أطباء الأعصاب إلى أن الحفاظ على ترطيب الجسم بشرب كميات كافية من الماء يدعم نقل الإشارات العصبية ويحافظ على صفاء الذهن.

تدريب الدماغ.. أفضل دواء
 

تحفيز العقل بأنشطة متنوعة يُبقيه في حالة يقظة مستمرة. يمكن ممارسة الألعاب الذهنية، أو تعلم لغة جديدة، أو حل الكلمات المتقاطعة، أو حتى القراءة اليومية في مجالات مختلفة. التحديات الفكرية المنتظمة تجعل الدماغ يبني روابط عصبية جديدة تحميه من الضعف المرتبط بالعمر.

كما أن المشاركة الاجتماعية والتواصل مع الآخرين يحفزان مناطق الذاكرة والعاطفة معًا، مما يخلق بيئة عقلية صحية. فالعزلة الطويلة تقلل من نشاط الدماغ وتزيد من فرص النسيان التدريجي.

التوازن النفسي مفتاح طويل الأمد
 

لا يمكن فصل الحالة النفسية عن قوة الذاكرة. فالتوتر والقلق الدائم يرفعان هرمون الكورتيزول الذي يُثبّط المناطق المسؤولة عن الحفظ. ممارسة التأمل والتنفس العميق والأنشطة الهادئة مثل اليوجا تُعيد التوازن الكيميائي داخل الدماغ، وتُساعد على صفاء الذهن واستقرار الانتباه.

إن بناء ذاكرة قوية بعد الخمسين ليس حلمًا بعيدًا، بل هو نتيجة لعادات ذكية ومستدامة. فالدماغ يمتلك قدرة مذهلة على التجدد، وكل خطوة واعية — من التغذية السليمة إلى النوم الكافي — هي استثمار حقيقي في حيويته.

 

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب