الولايات المتحدة تواصل تضييق الخناق على جماعة الإخوان.. خطوات أمريكية متصاعدة لتصنيفها منظمة إرهابية على المستوى الفيدرالى.. وترامب يتعهد بتوجيه ضربة قوية للتنظيم.. والضغوط مستمرة فى الكونجرس لملاحقته

تواجه جماعة الإخوان الإرهابية أحد أسوأ كوابيسها فى ظل تشديد الحصار الأمريكى عليها وعلى فروعها المختلفة. فبعد سنوات من مطاردة التنظيم فى الدول العربية المختلفة على خلفية الدمار والفتنة التى سعى من خلالها لزعزعة استقرار المنطقة، بدأ الغرب، وتحديداً الولايات المتحدة فى اتخإذ إجراءات قوية تمكن من ملاحقة التنظيم وتجميد أصوله وتتبع مصادر تمويله ومصادرتها.

ترامب: سنوجه ضربة كبيرة لجماعة الإخوان

فقد أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن استعداده لـ تصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية أجنبية.

وأكد الرئيس الأمريكي، الأحد، فى تصريح لموقع جاست ذا نيوز، أن الخطوة ستتم بأقوى العبارات، وأن الوثائق النهائية قيد الإعداد حاليا. ووصف ترامب هذا التحرك بأنه ضربة كبيرة للجماعة التى تواجه اتهامات بالتطرف وزعزعة الاستقرار فى الشرق الأوسط.

وذكرت صحيفة "جاست ذا نيوز" أن هناك زخما متزايدا داخل إدارة ترامب لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية أجنبية، قبل أن يكشف الرئيس عن خطته للقيام بذلك.

تصنيف الإخوان جماعة إرهابية يهدف إلى قطع التمويل
وقالت صحيفة نيويورك بوست إن هذا التصنيف الذى تسعى لإصداره الحكومة ألفيدرالية يهدف إلى قطع التمويل وأى وسيلة أخرى للدعم عن المجموعة المستهدفة، من بين أمور أخرى.

ويأتى هذا الإعلان بعد أيام من نشر تقرير موسع حول أنشطة الجماعة والمخأوف المتنامية داخل دوائر سياسية أمريكية.

تقرير يكشف خطة الجماعة للتغلغل فى أمريكا

التقرير الذى أصدره معد دراسة معاداة السامية العالمية الذى يتخذ من الولايات المتحدة مقرا له، يؤكد أن الإخوان استغلوا الحريات الغربية لتحقيق أهداف أيديولوجية فى خطتهم الممتدة لخمسة عقود للانخراط فى الولايات المتحدة.

ووفقا لفوكس نيوز، أشار التقرير إلى أن جماعة الإخوان تمكنت من الوصول إلى وكالات حكومية، وشاركت فى تقديم المشورة لسياسة الحقوق المدنية الأمريكية، وتسللت إلى المؤسسات التعليمية، وأوجدت حضورًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، واستهدفت وكالات حكومية أمريكية للتسلل إليها بما فى ذلك وزارة الخارجية ووزارة الأمن الداخلى ووزارة العدل من خلال تعيينات وظيفية ومهام استشارية.

وتطرق التقرير إلى مزاعم وجود علاقات إرهابية داخل الجماعة، بالإضافة إلى مصادر تمويل متنوعة مشيرًا إلى أن كلاً من القاعدة والإخوان يشتركان فى الهدف الاستراتيجى المتمثل فى إحكام السيطرة على العالم ولا يختلفان إلا فى التكتيكات حيث يسمح التدرج الذى تتبعه الإخوان بالحفاظ على استمراريتها الأيديولوجية مع الجهاد المسلح مع تجنب المواجهة المباشرة.

ودعا التقرير الولايات المتحدة إلى تصنيف الإخوان منظمة إرهابية على المستوى الوطني.

جماعة الإخوان بوابة الإرهاب

وفى أكتوبر الماضى، أصدرت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأمريكية المحافظة تقريرا عن الخطر الذى تكشله جماعة الإخوان، وقالت إنه على الصعيد العالمي، تشكل جماعة الإخوان المسلمين بوابة للإرهاب، حيث تغرس فى أعضائها الكراهية التى تبرر العنف. وأشار التقرير على أن أعضاء التنظيم الأكثر تصميماً يقومون بتشكيل مجموعات منشقة أو يهاجرون بشكل فردى إلى المنظمات الإرهابية.

تكساس تتخذ الخطوة الأولى

فى الأسبوع الماضى، اتخذت ولاية تكساس أولى الخطوات الجادة فى ملاحقة الجماعة، عندما أعلن حاكم الولاية جريج أبوت رسميا تصنيف جماعة الإخوان المسلمين ومجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (CAIR) كمنظمة إرهابية أجنبية ومنظمة إجرامية عابرة للحدود الوطنية.

وبموجب هذا التصنيف ، يتم منع الجماعة ومنظمة كير من شراء أو امتلاك الأراضى فى تكساس، كما أنه يمنح المدعى العام فى تكساس سلطة اتخإذ إجراءات قانونية لإغلاقهما.

مساعى الكونجرس لتصنيف الإخوان جماعة إرهابية

سبق الخطوة التى قامت بها تكساس مزاعم حثيثة فى الكونجرس لملاحقة الجماعة. ففى يوليو الماضى، تم تقديم مشروع قانون فى مجلس الشيوخ الأمريكى يوجه وزير الخارجية لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية.

كان مشروع القانون بمثابة تحديث لجهود سابقة لتصنيف الجماعة، لكنه انتقل إلى نهج تصاعدي، يُلزم وزير الخارجية الأمريكى بتسجيل وتقييم فروع جماعة الإخوان المسلمين سنويًا، وتحديد تلك التى تستوفى معايير الإرهاب، وفرض العقوبات عليها.

ويهدف مشروع قانون تصنيف جماعة الإخوان المسلمين المطروح فى مجلس الشيوخ الأمريكى إلى تصنيف جماعة الإخوان المسلمين بموجب قانون مكافحة الإرهاب لعام 1987، وإلزام وزير الخارجية الأمريكى بتقديم تقرير سنوى عن فروع جماعة الإخوان المسلمين وتقييم أهليتها للتصنيف بموجب سلطات المنظمات الإرهابية الأجنبية أو قائمة الإرهاب العالمى المحدد؛

كما يسعى إلى فرض عقوبات على جماعة الإخوان العالمية وأى فرع يثبت استيفاؤه لمعايير الإرهاب؛ وفرض قيود على تأشيرات الدخول ومنع الهجرة على الأعضاء الذين يتم تحديدهم.

كما تم تقديم مشروع قانون فى مجلس النواب الأمريكى- من قبل نواب ديمقراطيين وجمهوريين فيما عكس دعماً للتشريع- باسم قانون التصنيف الإرهابى للإخوان المسلمين لعام 2025، ونص على إلزام الرئيس بتصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية أجنبية، ووده وزير الخارجية بتقديم تقرير إلى الكونجرس بخصوص هذا التصنيف.

وزير الخارجية الأمريكي: التصنيف الإرهابى للإخوان طويل ومعقد وجار العمل عليه

رداً على مساعى الكونجرس، قال وزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو، إن الولايات المتحدة تعمل على على تصنيف جماعة الإخوان كتنظيم إرهابي، موضحاً أن الأمر قيد الإعداد.

لكن روبيو أشار إلى أن عملية التصنيف طويلة ومعقدة، لكن العمل يجرى عليها، حيث أن هناك فروعا مختلفة لجماعة الإخوان، لذا يجب تحديد كل فرع منها.

وقال روبيو آنذاك: نحن نراجع باستمرار الجماعات لتصنيفها على حقيقتها: داعمين للإرهابيين، ربما إرهابيين أنفسهم، أيا كان الأمر، لم نفعل ذلك منذ فترة طويلة، لذا لدينا الكثير لنعوضه.

ووفق روبيو، فإن العملية تشمل مراجعة دقيقة لكل فرع من فروع الجماعة على حدة، مع توثيق الأدلة لضمان صمود القرار أمام الطعون القضائية، معتبرا أن جماعة الإخوان تثير قلقا بالغا.