رائحة القهوة تتلاشى فى أوروبا وتحديات غير مسبوقة.. ارتفاع أسعار البن عالميا يعصف بالأسواق ويجبر المقاهى والمحمصات على الإقفال.. وإغلاق أكثر من 200 مقهى محلى فى جزر البليار وسط نقص للمعروض

الأحد، 23 نوفمبر 2025 03:00 ص
رائحة القهوة تتلاشى فى أوروبا وتحديات غير مسبوقة.. ارتفاع أسعار البن عالميا يعصف بالأسواق ويجبر المقاهى والمحمصات على الإقفال.. وإغلاق أكثر من 200 مقهى محلى فى جزر البليار وسط نقص للمعروض قهوة

فاطمة شوقى

تشهد صناعة القهوة في أوروبا تحولات غير مسبوقة، حيث بدأت رائحة القهوة الشهيرة تتلاشى من المقاهي فى إسبانيا، مع إغلاق أكثر من 200 مقهى وتاجر محلي في جزر البليار بسبب ارتفاع أسعار القهوة العالمية، ويشير الخبراء إلى أن هذه الأزمة ليست محلية فقط، بل بدأت تتسرب إلى دول أوروبية أخرى، بما في ذلك ألمانيا والسويد، ما يهدد ثقافة المقاهي التي تعتبر جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية في القارة.

ويُذكر أن أسعار القهوة الخضراء، قبل التحميص، بلغت مستويات قياسية في الأسواق الدولية، مدفوعة بارتفاع الطلب ونقص المعروض في مناطق الإنتاج الرئيسة مثل أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا.

وأكد تونى فالكانيراس، رئيس جمعية محمصي القهوة في جزر البليار، أن الطلب يفوق العرض، والمنتجون أصبحوا هم من يحددون الأسعار، وهو ما يضغط بقوة على المقاهي المحلية التي لا تستطيع زيادة أسعار البيع بنفس النسبة.

 

أسعار القهوة ترتفع بنشبة 40 % 

وفي السويد، ارتفعت أسعار القهوة بنسبة تصل إلى 40%، ما أثر على تقليد فِيكَا الوطني (فنجان قهوة مع وجبة خفيفة) وأجبر المقاهي على إعادة التفكير في استراتيجيات البيع، أما في ألمانيا، فقد أطلقت السلطات تحذيرات من تأثير الأزمة على قطاع المقاهي والمستهلكين، محذرة من موجة محتملة من الإغلاقات وحركة الأسواق المضطربة.

كما تشهد إيطاليا أزمة غير مسبوقة في قطاع القهوة، حيث أدى ارتفاع أسعار حبوب القهوة عالميًا إلى ضغوط كبيرة على المقاهي المحلية، ما يهدد تقاليد الإسبريسو اليومية التي تُعد جزءًا من الثقافة الإيطالية.

وفقًا لتقارير حديثة، قد ترتفع أسعار فنجان الإسبريسو في بعض المقاهي إلى أكثر من 2 يورو، أي أكثر من ضعف السعر التقليدي، في ظل ارتفاع تكاليف الاستيراد ونقص المعروض من حبوب القهوة، خاصة الأرابيكا، نتيجة الظروف المناخية الصعبة في البرازيل والدول المنتجة الأخرى.

وأكد رئيس جمعية محمصي القهوة الإيطاليين  أن العديد من المقاهي قد تضطر لرفع الأسعار أو تقليص الإنتاج، ما قد يؤثر على قاعدة عملائها المعتادة ويهدد استمرارية بعض الأعمال الصغيرة. كما أشار خبراء الاقتصاد إلى أن هذه الأزمة قد تمتد لتشمل الأسواق الأوروبية الأخرى، متسببة في موجة من الاضطرابات في قطاع القهوة.

ويحذر الخبراء من أن استمرار هذه الأزمة سيؤثر ليس فقط على الاقتصاد المحلي، بل على الثقافة الاجتماعية المرتبطة بالقهوة في أوروبا، حيث تعتبر القهوة بعد الماء أكثر المشروبات استهلاكًا، وصناعة القهوة ثاني أكبر صناعة بعد النفط. وبينما يحاول بعض التجار إعادة تخزين مخزونهم على أمل استقرار الأسواق، يبقى السؤال قائمًا: هل ستستعيد المقاهي الأوروبية نفحة القهوة الزاهية قبل أن تتحول الشوارع إلى صمت رمادي يفتقد الروائح والألوان؟

وم نجهة ثانية ، أعربت رابطة القهوة الفورية فى البرازيل عن قلقها من احتمال فقدان البلاد حصتها فى سوق القهوة سريعة التحضير بالولايات المتحدة، فى أعقاب قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الإبقاء على الرسوم الجمركية بنسبة 50% على هذا المنتج، فى الوقت الذى تم فيه تخفيض الرسوم المفروضة على القهوة الخضراء ومنتجات غذائية أخرى.

 

ترامب يلغى رسومًا على منتجات غذائية ويُبقي على القهوة الفورية

وكان الرئيس الأمريكي قد ألغى، الرسوم البالغة 40% على مجموعة من المنتجات الغذائية البرازيلية، من بينها لحوم البقر والقهوة الخضراء، التي تمثل الجزء الأكبر من صادرات حبوب القهوة، إضافة إلى الكاكاو والفاكهة.

وكانت هذه الرسوم قد فرضت في أغسطس الماضي كإجراء عقابي على البرازيل على خلفية ملاحقة رئيسها السابق، جاير بولسونارو، الحليف السابق للرئيس الأمريكي.

 

خطوة جديدة ضمن مراجعة السياسات الجمركية 

وجاء هذا القرار بعد خطوة مماثلة صدرت الأسبوع الماضي بإلغاء رسوم بنسبة 10% على عدد من المنتجات الزراعية من دول أخرى، في إطار مراجعة للسياسات الجمركية التي ساهمت في رفع أسعار الغذاء داخل الولايات المتحدة.

 

القهوة سريعة التحضير خارج قائمة الإعفاءات
 

ورغم هذه التنازلات، ظلت القهوة سريعة التحضير خارج قائمة الإعفاءات، ما اعتبرته رابطة القهوة ضربة مباشرة للقطاع، إذ تمثل الولايات المتحدة نحو 20% من صادرات البرازيل من هذا المنتج.


 

تحذيرات من خسارة طويلة الأمد للقطاع

وقالت الرابطة في بيان رسمي، بحسب منصة ياهوفاينانس، إن "القهوة سريعة التحضير لم تدرج ضمن الإعفاءات المحددة في ملاحق الأوامر التنفيذية، موضحة أن ذلك يتعارض مع التقدم المحقق في المفاوضات الثنائية ويشكل تحديا مستمرا للقطاع.

 

خطر فقدان الحصة السوقية لصالح منافسين 

وأضافت أن استمرار فرض الرسوم يعرض القطاع لخطر فقدان حصته السوقية لصالح موردين آخرين، محذرة من أن استعادة هذه الحصة وولاء المستهلك ستكون مهمة شديدة الصعوبة، مع خسائر طويلة الأمد على سلسلة الإنتاج الوطنية بأكملها.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب