تثير كتب السيرة الذاتية الأزمات إذا اخذها أصحابها من باب السيرة إلى باب الاعترافات وفى الغالب يسارع الأقارب والأصدقاء إلى نفى الكثير من المعلومات خصوصا لو أنها معلومات تخص عائلة من العائلات او أسرة من الأسر وكم تضررت عائلة من كاتب ذهب بقلمه إلى ما لا يرجو الأقارب وهنا مع كتب سيرة أثارت الأزمات.
أوراق العمر
كتاب للويس عوض وقد صدرت طبعته الأولى عام 1989، وصنفها عديد من النقاد بانتمائها إلى أدب الاعتراف، إلا أنه تم مصادرة النسخ الأخيرة منها عقب وفاة لويس عوض عام 1990م لما جاء فيها من مساحات كبيرة من البوح، تلك المساحات التى مثلت عنصر إزعاج لآخرين، فى مقدمتهم الناقد رمسيس عوض (شقيق لويس)، الذى خاض حملة إعلامية مضادة لما تضمنته الأوراق بما سماه رمسيس وقتها "فضائح"، ففى "أوراق العمر" لم يتردد لويس عوض أن يكشف طبيعة علاقته بأسرته، مما اعتبره أخوه تشهيراً، كما أن لويس قلل من القيمة العلمية لإنتاج أخيه، وهذا ما كان يؤلمه ويجرحه.
اختراع العزلة
مذكرات للكاتب الأمريكى الشهير بول أوستر، عن والده الذى توفى بشكل غير متوقع، كما يرى الروائى الأمريكى، فضلاً عن أن الكتاب هو فى الوقت ذاته تأمل شخصى فى طبيعة الذاكرة والخسارة حيث قال عنه أوستر:" إنه بشكل أو بآخر، جوهر أعمالى كلها"، هذا الكتاب عند صدوره اعتبرته عائلة أوستر اليهودية، فضيحة حتى أنهم صرحوا فى الجرائد والمجلات بأنه يكذب وأنه اخترع تفاصيل هذا الكتاب من خياله، وهو ما أشار إليه مترجم الكتاب أحمد العلى.
يصف "أوستر" الأب بتفاصيل كثيرة كالبخل، كما ظهر فى مواقف الأب من مساومته للباعة، وعدم الذهاب إلى السينما بسبب أن الأفلام ستعرض فى التلفزيون بعد عام أو عامين، وكذلك ذوقه فى الملابس الذى كان متأخّرًا عشرين سنة، أو حتى اعتزاله الناس واحتفاظه بأشياء فى منزله تنم عن إنسانٍ حريص إلى حدّ البخل والتقشف الشّديدين، إلى الهجوم على ما خلقه فى نفس أبنائه من خذلان وكسر لهمة الابن، ويصفه بأنّه «شخصية خيالية، رجل ذو ماضٍ مُظلمٍ، أما حياته الحاضرة فلم تكن سوى محطة وقوف فقط».