فيسبوك
واتساب
في اكتشاف أثري استثنائي يجمع بين ملامح الخيال الإنساني القديم وفهمنا الحديث للإبداع، عثر فريق من علماء الآثار على تمثال طيني عمره نحو 12 ألف عام في الأراضى المحتلة، يعد أقدم تمثيل معروف للتفاعل بين الإنسان والحيوان.
التمثال الذي لا يتجاوز ارتفاعه 3.7 سنتيمترات، يصور امرأة تنحني إلى الأمام تحمل على ظهرها أوزة، في مشهد يفتح نافذة نادرة على الحياة الروحية والرمزية لشعوب النطوفيين المتأخرين الذين عاشوا قرب بحيرة طبريا في نهاية العصر الحجري القديم وقد تم اكتشافه في موقع وادي عين جيف الثاني، وهي قرية ما قبل تاريخية
نشرت نتائج البحث وفقا لما ذكره موقع ancient orgnins، عن عمل فني بالغ الدقة يعود إلى ما قبل العصر الحجري الحديث، ويمثل نقطة تحول في التعبير الفني، إذ يجمع بين التفاصيل الطبيعية والخيال الأسطوري في صورة لم تتضح أبعادها إلا بعد آلاف السنين.
تحفة من تكنولوجيا النار المبكرة
تظهر طريقة صنع التمثال مستوى تقنيًا متقدمًا يفوق ما كان يعتقد سابقًا عن قدرات المجتمعات ما قبل التاريخ، فقد شكل من طين محلي ثم سخن عمدًا إلى نحو 400 درجة مئوية، ليكون أحد أقدم الأمثلة على الاستخدام المتحكم بالنار لأغراض فنية.
كما كشفت التحاليل المجهرية والكيميائية عن بقايا صبغة حمراء من المغرة على المرأة والأوزة، ما يشير إلى أن التمثال كان مطليا باللون القرمزي الكامل في السابق، والأكثر إثارة هو اكتشاف بصمة إصبع محفوظة في الطين، ترجح أن صانعه كان شابًا بالغًا أو امرأة بالغة.
واستخدم النحات تقنيات دقيقة لمنح التمثال عمقا وإحساسا بالمنظور عبر التلاعب بالضوء والظل، في أسلوب فني يبشر بتطورات لم تنتشر إلا في العصر الحجري الحديث بعد آلاف السنين.
