أدباء: الحضارات القديمة تشكل رؤية مستقبلية للمجتمعات الحديثة

الأحد، 16 نوفمبر 2025 07:30 ص
أدباء: الحضارات القديمة تشكل رؤية مستقبلية للمجتمعات الحديثة ندوة اكتشاف الحضارات القديمة

رسالة الشارقة أحمد منصور

شهدت الدورة الـ44 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، ندوة نقاشية بعنوان"اكتشاف الحضارات القديمة"، بمشاركة الكاتبة والناقدة والمترجمة الباكستانية الدكتورة هينا جمشيد، والروائي المصرى هاني عبد المريد، والكاتب الإندونيسي المتخصص في أدب الرحلات أغسطينيوس ويبوو، وأدارتها ليلى محمد.

وأكد المشاركون في النقاشات أهمية استلهام قصص الحضارات القديمة وتبادلها بين الشعوب، باعتبارها مخزنا للخبرات والأفكار وليس بدافع من حالة نوستالجيا، مشددين على أن الحاضر يتأسس على دعائم الماضي، والعودة إليه تعد حتمية لصناعة المستقبل.

الحضارات القديمة تشكل رؤية مستقبلية للمجتمعات الحديثة

وقالت الدكتورة هينا جمشيد، إن الحديث عن الحضارات القديمة لا يقتصر على التاريخ، ولا يعني الاستغراق في الأمس، بل يمتد ليشكل رؤية مستقبلية ذكية للمجتمعات الحديثة.

وأضافت أن الثقافات القديمة مهمة جدًا لأنها ترينا كيف أسس الإنسان المدن وبنى البيوت، وربط الحاضر بالماضي، ومن خلال رحلة كفاحه ضد الصعوبات يمكننا استلهام القصص واستخلاص العبر.

وأشارت إلى أن تجربتها في الكتابة تأسست فكريا وفلسفيا ووجدانيا على التراث الحضاري لمسقط رأسها قرية "هاري با" بباكستان، حيث دأبت على زيارة المعابد الأثرية وتأمل النقوش القديمة لفهم أساليب الحياة في العصور الماضية.

فهم الماضي ضرورة لمواصلة تطور البشرية

واعتبرت أن فهم الماضي ضرورة لمواصلة تطور البشرية، خصوصا في ظل التحديات التي تواجه العالم اليوم، ومع المستحدثات المتلاحقة التي تكاد البشرية لا تستوعبها.

من جانبه، أكد الروائي هاني عبد المريد أنه لا يكتب التاريخ بصفته مؤرخا بل روائيا يسعى لالتقاط ما سماه "النقطة السحرية" بين الواقع والماضي، موضحا أنه ليس مهمًا نوعية الكتابة، تاريخية أو رومانسية أو اجتماعية، لكن المهم أن تكون صادقة وهذا الصدق لا يتسنى إلا بإخلاص الكاتب لما يكتبه وانشغاله به.
وأشار إلى أن روايته "سافو" أعادته إلى الحضارة اليونانية، موضحا أنه استلهمها من قصة الشاعرة الإغريقية سافو التي ولدت عام 620 قبل الميلاد، والتي أحرقت أعمالها باعتبارها "خارجة عن الدين"، قبل أن تكتشف لفائف من شعرها على مومياء في عام 1920.

وأضاف أن بحثه عن سافو قاده إلى دراسة العلاقات التاريخية بين اليونان ومصر، ما شكل المرتكز المحوري لحبكة الرواية.
أما الكاتب الإندونيسي أغسطينيوس ويبوو، فأوضح أن اهتمامه بالحضارات القديمة بدأ من طفولته مع القصص والميثولوجيا الصينية التي كانت تمزج بين السحر والخيال والحقيقة.

وقال، إن تلك الحكايات دفعتني إلى السفر والترحال من الصين إلى آسيا الوسطى وأفغانستان"، مؤكدًا أن دراسة التاريخ تكشف عن تشابهات مذهلة بين الحضارات المختلفة، الأمر الذي يمكن للمبدعين أن يستندوا عليه لتعزيز التفاهم الإنساني والتواصل الحضاري بين الشعوب في اللحظة الراهنة من التاريخ.

وأشار إلى أن رحلاته كانت وسيلة لفهم ذاته وهويته الثقافية، فضلًا عن كونها رحلة تأمل داخلي للإجابة عن أسئلة الإنسان الكبرى، موضحًا أن الأديب الحقيقي لا بد أن يطرح الأسئلة ويسعى لإيجاد إجابات لها.

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب