فخار عمره 4 آلاف عام يكشف عن ورش متخصصة فى حضارة إسبانية قديمة

الجمعة، 14 نوفمبر 2025 04:00 ص
فخار عمره 4 آلاف عام يكشف عن ورش متخصصة فى حضارة إسبانية قديمة فخار عمره 4000 عام

كتبت ميرفت رشاد

كشفت دراسة أثرية جديدة أن الكثير من الفخاريات التي يعود تاريخها إلى 4000 عام، والتي عثر عليه في مستوطنات إل أرجار القديمة في إسبانيا جاءت من ورش عمل متخصصة في الجبال الساحلية في جنوب شرق أيبيريا، وفقا لما نشره موقع greekreporter.

وأجرى علماء من جامعة برشلونة المستقلة (UAB) بحثًا، حللوا فيه شظايا فخارية من أهم مراكز إل أرجار، مثل تيرا ديل ليينزو وإيفري في مقاطعة مورسيا، كانت هذه المراكز مراكز سياسية وإدارية لحضارة ازدهرت بين عامي 2200 و1550 قبل الميلاد.

وأظهر تحليل المواد أن الطين المستخدم في صناعة سيراميك "إل أرجار" المميز لا يتطابق مع مصادر التربة المحلية، بل يُعزى إلى رواسب الطين الأحمر الموجودة في المناطق الساحلية لمورسيا وألمرية وغرناطة، وتشير النتائج إلى وجود شبكة إنتاج وتوزيع متطورة تربط المراكز الداخلية بالورش المتخصصة على طول الساحل.

 

دراسة تتحدى وجهات النظر الأثرية الراسخة

وتُبدد الدراسة، المنشورة في مجلة العلوم الأثرية، الاعتقاد السائد بأن فخار العِرقَر صُنع بشكل مستقل من قِبل كل مستوطنة باستخدام مواد قريبة، وقال الباحثون إن النتائج تكشف عن اقتصاد منظم وهرمي للغاية، حيث كان إنتاج الفخار مركزيًا ومُسيطرًا عليه.

ووفقًا للجيولوجي ديفيد غوميز، أحد المشاركين في الدراسة، فإن معظم الأشكال القياسية مثل الأكواب والجرار صُنعت من طين أحمر ناتج عن تجوية الصخور المتحولة والشيست خلال العصر البليوسيني.

وأضاف أن هذا النوع من الطين تحديدًا شائع في سلاسل الجبال الساحلية في جنوب شرق إسبانيا.

 

طين حصري مرتبط بفترة ذروة إل أرجار

توصل البحث إلى أن الفخار المصنوع من هذا الطين أصبح حصريًا بعد عام 1900 قبل الميلاد، عندما بلغ موقع إل أرغار ذروته في التنمية الإقليمية والاقتصادية.

وصرحت الباحثة الرئيسية كارلا غاريدو، وهي باحثة ما قبل الدكتوراه في قسم ما قبل التاريخ بجامعة ألاباما في برمنجهام، بأن هذا التحول مثّل نقطة تحول عندما أصبح إنتاج السيراميك أكثر مركزية وتنظيمًا.

وأكدت الجيولوجية مارتا رويجي أن الطين الأحمر الذي يطابق بشكل وثيق فخار "إل أرجار" جاء من رواسب العصر البلستوسيني على المنحدرات الشمالية الغربية لسلسلة جبال ألمينارا، بالقرب من لوركا الحالية.

 

المستوطنات الصغيرة المتخصصة في إنتاج الفخار

وحدد الباحثون عدة مستوطنات صغيرة بُنيت مباشرةً فوق هذه المصادر الطينية هذه المواقع، التي يُرجَّح أنها كانت مخصصة لإنتاج الفخار، اختلفت عن المستوطنات الكبيرة على قمم التلال التي كانت بمثابة مراكز إدارية.

وقال أدريا مورينو، من دائرة الآثار الحكومية في ساكسونيا أنهالت بألمانيا، إن هذه المواقع الصغيرة عُرفت لأول مرة منذ عقود بفضل التركيز العالي لشظايا الفخار المتناثرة على أسطحها.

وأشار إلى أنها على الأرجح لعبت دورًا محوريًا في توريد الخزف إلى مجتمعات إل أرجار الأخرى.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب