حموضة الدم عند مرضى السكري.. علامات لا تتجاهلها

الجمعة، 14 نوفمبر 2025 09:00 ص
 حموضة الدم عند مرضى السكري.. علامات لا تتجاهلها راحة الفم ناتجة عن الحماض الكيتونى السكرى

كتبت مروة محمود الياس

يحدث أحيانًا أن يتدهور وضع مريض السكري فجأة، فيشعر بعطش شديد، وتعب غير مبرر، وغثيان مصحوب برائحة فم غريبة تشبه رائحة الفاكهة، هذه ليست مجرد أعراض عارضة، بل قد تكون علامة مبكرة على الحماض الكيتوني السكري، وهي حالة طبية طارئة قد تهدد الحياة إذا لم تُعالج سريعًا.

وفقًا لتقرير نشره موقع NHS (هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية)، فإن الحماض الكيتوني السكري ينتج عندما لا يحصل الجسم على ما يكفي من الأنسولين، فيبدأ باستخدام الدهون بدلًا من الجلوكوز لإنتاج الطاقة. ينتج عن هذه العملية مواد تُعرف بالكيتونات، ومع تراكمها في الدم يرتفع حموضته بشكل خطير، مما يضع أجهزة الجسم — خصوصًا الدماغ والقلب — تحت ضغط بالغ.

 

كيف تبدأ الأزمة؟

يحتاج الجسم دائمًا إلى الأنسولين ليُدخل الجلوكوز إلى الخلايا ويحوّله إلى طاقة. عند غيابه أو نقصه، كما في حالات السكري من النوع الأول أو أحيانًا في النوع الثاني، لا تستطيع الخلايا استخدام السكر، فيلجأ الجسم إلى الدهون كمصدر بديل للطاقة. ينتج عن ذلك كيتونات، وهي أحماض تتراكم تدريجيًا حتى تُحدث اضطرابًا في توازن الدم الكيميائي، يُعرف بـ الحماض الكيتوني.

هذه الحالة قد تتطور خلال ساعات قليلة، وغالبًا ما تظهر عند المرضى الذين لم يتلقوا جرعات الأنسولين بانتظام، أو عند الإصابة بعدوى أو جفاف شديد، أو أثناء فترات الإجهاد الجسدي مثل العمليات الجراحية.

 

الأعراض التي لا يجب تجاهلها

من أكثر العلامات شيوعًا:

عطش زائد ومستمر

تبوّل متكرر بكميات كبيرة

آلام في البطن وغثيان أو قيء

تعب عام وصعوبة في التركيز

تنفس عميق وسريع على نحو غير معتاد

رائحة فم تشبه رائحة الفاكهة الناضجة أو مزيل طلاء الأظافر

تطور هذه الأعراض خلال يوم واحد فقط يستدعي تدخلاً عاجلاً. ويؤكدون أنه لا ينبغي لمريض السكري أن يتجاهل هذه العلامات أو يحاول التعامل معها في المنزل، لأن التأخير قد يؤدي إلى غيبوبة كيتونية أو مضاعفات تهدد الحياة.

 

التشخيص ومؤشرات الخطر

يقوم الأطباء بقياس نسبة السكر والكيتونات في الدم لتأكيد التشخيص.

إذا كانت الكيتونات أقل من 0.6 مليمول/لتر، فالمستوى طبيعي.

بين 0.6 و1.5 يُعد مرتفعًا قليلًا ويحتاج إلى متابعة.

بين 1.6 و3 يشير إلى خطر واضح، ويجب استشارة الطبيب فورًا.

أكثر من 3 مليمول/لتر يعني وجود حماض كيتوني فعلي، يستدعي الذهاب للمستشفى فورًا.

في حال استخدام شرائط البول، فإن قراءة “2” أو أكثر تُعد مرتفعة أيضًا.

 

لماذا العلاج العاجل ضروري؟

الحماض الكيتوني ليس مجرد ارتفاع في السكر، بل هو انهيار مؤقت في نظام الجسم الكيميائي. لذلك يعتمد العلاج على إعادة توازن السوائل والأملاح وتعويض الأنسولين عبر الوريد، إلى جانب مراقبة دقيقة لوظائف القلب والكلى. ومع التحسن، يُعاد تدريجيًا إدخال الطعام والشراب حتى يستقر المريض تمامًا.

يُشدد تقرير NHS على أهمية عدم الذهاب إلى المستشفى بالسيارة في حالة الاشتباه بالحماض الكيتوني، بل الاتصال بالإسعاف فورًا لتجنّب أي مضاعفات أثناء الطريق.

 

كيف يمكن الوقاية منه؟

تبدأ الوقاية من الحماض الكيتوني بالالتزام الصارم بجرعات الأنسولين اليومية، وفحص مستوى السكر بانتظام، خاصة في فترات المرض أو التوتر أو أثناء الصيام. كما يُنصح المرضى باقتناء جهاز لقياس الكيتونات في الدم أو البول لمتابعة أي تغير طارئ.

كذلك يجب اتباع قواعد يوم المرض التي يضعها الطبيب، وتشمل زيادة الفحوص عند الشعور بأي تعب غير معتاد، وتجنب إيقاف الأنسولين حتى في حال فقدان الشهية أو صعوبة تناول الطعام، مع شرب كميات كافية من الماء والسوائل.

 

متى يكون القلق مبررًا؟

يشدد الأطباء على ضرورة الاتصال بفريق الرعاية الطبية أو بخدمة الطوارئ عند ملاحظة أي من الأعراض السابقة، أو عند ارتفاع السكر رغم تناول الأنسولين، أو ارتفاع الكيتونات فوق المستوى الطبيعي. فالتدخل المبكر يمكن أن يمنع تفاقم الحالة ويجنب الدخول للمستشفى.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب