أعلنت وزارة الشؤون الثقافية في تونس، اكتشاف قناع رخامي عمره 2300 عام في موقع توفت الأثري بقرطاج، ويُلقي هذا الاكتشاف النادر ضوءًا جديدًا على الممارسات الدينية والتعبير الفني البونيقي خلال ذروة ازدهار المدينة، وفقا لما نشره موقع" greekreporter".
عُثر على القناع، المنحوت من الرخام الفاخر، أثناء أعمال التنقيب في مجمع المعبد المُخصّص للمعبود بعل آمون والمعبودة تانيت، يصوّر القناع امرأةً بتسريحة شعر فينيقية مُتقنة، وهي سمة مميزة للتأثير الثقافي والفني الذي نشأ في شرق البحر الأبيض المتوسط.
ويرجع الخبراء تاريخ هذه القطعة الأثرية إلى أواخر القرن الرابع قبل الميلاد، ويصفونها بأنها واحدة من أكثر الاكتشافات المميزة التي تم العثور عليها في الموقع على الإطلاق.
لمحة عن الطقوس والتقاليد البونيقية
وفقًا لوزارة الثقافة، يُقدم القناع رؤية قيّمة للطقوس التي كانت تُمارس في الحرم القرطاجي، يُشير تصوير امرأة بتصفيفة شعر فينيقية إلى ارتباطها بالقرابين الدينية والتقاليد النخبوية في المجتمع البونيقي.
ويعتقد علماء الآثار أن القناع كان على الأرجح هدية نذرية، أو تم تقديمها للمعبودات طلبًا للرضا أو تقديم الشكر على الاستجابة للصلوات.
وصرح البروفيسور عماد بن جربانية، قائد فريق التنقيب من المعهد الوطني للتراث في تونس، بأن تحليل المواد جارٍ لتحديد مصدر الرخام وآثار الطلاء القديم المعروف باسم "بوليكرومبي".
وتشير الدراسات المبكرة إلى أن شرق البحر الأبيض المتوسط لعب دورًا هامًا، مما عزز مكانة قرطاج كمركز للتبادل الثقافي والتجاري عبر العالم القديم.
الحفريات جزء من برنامج التراث الطويل الأمد
يندرج هذا الاكتشاف ضمن برنامج أثري مدته أربع سنوات، أُطلق في مارس 2024، بالتعاون بين المعهد الوطني للتراث ووكالة النهوض بالتراث والتنمية الثقافية.
يهدف هذا المشروع المشترك إلى إحياء أعمال التنقيب في محمية توفت، وإعداد وثائق علمية وسياحية جديدة لتعزيز التراث الأثري التونسي.
اكتشاف يعزز مكانة تونس الأثرية
يُضيف اكتشاف قناع الرخام عام 2025 بُعدًا فنيًا وطقسيًا إلى هذا السجل المتنامي، تكشف هذه الاكتشافات مجتمعةً عن العمق الاستثنائي للمشهد الأثري في قرطاج، وتُعزز مكانة تونس كأحد أهم مراكز البحث التاريخي في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

قناع رخامى