في فترة الإصابة بنزلات البرد، يتعامل الجسم مع عبء مضاعف، العدوى من جهة، ومحاولة الحفاظ على توازن المناعة من جهة أخرى. وبينما يركّز البعض على ما يجب تناوله لتحسين الحالة، يغيب عن كثيرين أن بعض المأكولات يمكن أن تُضعف قدرة الجهاز المناعي على المقاومة، ما يطيل مدة المرض أو يزيد حدة الأعراض.
وفقًا لتقرير نشره موقع Healthline، فإن نمط الغذاء اليومي قادر على التأثير بشكل مباشر في استجابة المناعة، خاصة عند الاعتماد على أطعمة عالية المعالجة أو محمّلة بالسكريات والدهون غير الصحية.
السكريات المضافة وتأثيرها على خلايا الدفاع
ترفع السكريات المضافة مستويات الالتهاب الداخلي، مما يعطّل كفاءة الخلايا المناعية المسئولة عن مقاومة العدوى، هذا الارتفاع المتكرر في السكر يسبب خللًا في توازن البكتيريا النافعة داخل الأمعاء، وهي إحدى الركائز الأساسية للمناعة، كما أن استمرار مستويات الجلوكوز المرتفعة لفترة طويلة بعد تناول الحلويات والمشروبات المحلّاة يُعد عبئًا إضافيًا على الجسم، خصوصًا لدى المصابين باضطرابات في تنظيم السكر.
الأطعمة عالية الملح وزيادة الالتهاب
تؤدي الكميات الزائدة من الملح إلى تبدل في طبيعة الخلايا المناعية، فترتفع مستويات مواد التهابية وتتناقص البروتينات المسئولة عن التهدئة المناعية، هذا الخلل ينعكس في صورة استجابة مفرطة وغير فعالة للجهاز المناعي، بالإضافة إلى تأثيرات محتملة على بكتيريا الأمعاء التي تلعب دورًا رئيسيًا في حماية الجسم.
الدهون الغنية بأوميجا-6 واضطراب التوازن الدهني
رغم أهمية الأحماض الدهنية للجسم، فإن الإفراط في تناول الزيوت الغنية بأوميجا-6 دون توازن مع أوميجا-3 يشجع الجسم على إنتاج مركبات تزيد الالتهاب وتحد من كفاءة المناعة، تظهر هذه المشكلة بوضوح في الأنظمة الغذائية التي تعتمد على الزيوت النباتية التجارية، والتي تستخدم بكثافة في الوجبات الجاهزة.
المقليات وتراكم نواتج الطهي الضارة
القلي بدرجات حرارة عالية ينتج مركبات تؤثر سلبًا على الخلايا المناعية وتزيد من الضغط التأكسدي داخل الجسم، هذه المواد تتراكم مع الوقت وتؤثر في قدرة الجسم على التعامل مع العدوى، كما تضعف الحواجز الدفاعية في الأمعاء.
اللحوم المصنعة والمشوية بشدة
اللحوم المعالجة أو المعرضة لحرارة مرتفعة لفترات طويلة تحتوي على مركبات يمكن أن تعزز الالتهاب وتُضعف الاستجابة المناعية. إضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع نسبة الدهون المشبعة في هذا النوع من اللحوم يفاقم سوء الحالة المناعية ويزيد من خطر التعرض لمشكلات صحية أخرى.
الوجبات السريعة والمواد الكيميائية المصاحبة لها
تجمع الوجبات السريعة بين نسب عالية من الملح والدهون والمواد الحافظة، كما قد تحتوي على مركبات كيميائية تنتقل من العبوات أثناء النقل أو التحضير. هذه المواد قادرة على التأثير في الهرمونات وتنشيط مسارات التهابية، مما يضعف مقاومة الجسم للفيروسات.
الإضافات الغذائية ودورها في إرباك المناعة
تُستخدم بعض المواد لتحسين قوام الأطعمة أو إطالة صلاحيتها، لكن دراسات عديدة أشارت إلى أن بعض المستحلبات والمواد المكثِّفة قد تضر بطبقة الأمعاء، مما يسمح بوصول مكونات قد تثير الجهاز المناعي بشكل غير مناسب.
الكربوهيدرات شديدة التكرير وارتفاع السكر السريع
الخبز الأبيض والحلويات المصنوعة من دقيق منقّى تسبب ارتفاعًا سريعًا في السكر، وهو ما يطلق موجة من الالتهابات داخل الجسم ويؤثر في توازن البكتيريا المعوية.
الدهون المشبعة والإفراط في تناول الأطعمة الدسمة
تؤثر الدهون المشبعة في المسارات المسئولة عن الاتزان المناعي، حيث تحفّز تكوين مواد التهابية وتضعف أداء خلايا المناعة، كما تُعد عاملًا مساعدًا في زيادة قابلية الجسم للعدوى.
المحليات الصناعية وتغيرات ميكروبيوم الأمعاء
تشير دراسات عدة إلى أن الاستخدام المكثف للمحليات الصناعية قد يغيّر طبيعة البكتيريا النافعة في الأمعاء ويزيد الالتهاب، ما قد ينعكس في صورة استجابة مناعية أقل فعالية، خاصة عند الإفراط في تناول المشروبات والسناكس منخفضة السعرات المعتمدة على هذه المحليات.