متخصصون: الأدب الجسر الأقوى الذي يصل بين الثقافات وتحويل النص للشاشة مسئولية

الإثنين، 10 نوفمبر 2025 02:00 ص
متخصصون: الأدب الجسر الأقوى الذي يصل بين الثقافات وتحويل النص للشاشة مسئولية ندوة اليونسكو ومبادرة العاصمة العالمية للكتاب

رسالة الشارقة أحمد منصور

استضافت فعاليات الدورة الـ44 من "معرض الشارقة الدولي للكتاب" جلسة حوارية بعنوان "اليونسكو ومبادرة العاصمة العالمية للكتاب"، جمعت شخصيات ثقافية بارزة من إمارة الشارقة والعاصمة اليونانية أثينا، بهدف تعزيز التعاون بين الجانبين ومناقشة آفاق الحوار الثقافي العالمي بين العواصم العالمية للكتاب.

وأقيمت الجلسة بمشاركة مروة العقروبي، مديرة مشروع "الشارقة العاصمة العالمية للكتاب 2019" والمديرة التنفيذية لبيت الحكمة، وآنا روتسي، عضو مؤسس لشبكة اليونسكو لعواصم الكتب العالمية، ولنادي القلم الدولي، فرع اليونان، وأدارتها آمنة المازمي، مدير مؤسسة كلمات.

وناقشت الجلسة مساهمة الأدب والقراءة والتبادل الثقافي في تعزيز جسور التواصل بين المجتمعات والشعوب، وأعربت المازمي عن فخرها باستضافة هذا الحوار الهادف في الشارقة، مدينة المعرفة والثقافة، قائلة: "لطالما كانت الشارقة مركزاً يجمع بين الإبداع والمعرفة، ويلتزم بالتعلم والقراءة والتفاهم الثقافي".

 

العاصمة العالمية للكتاب

وتحدثت مروة العقروبي عن الرحلة التي سبقت منح منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) للإمارة لقب "العاصمة العالمية للكتاب" في عام 2019، وقالت: "بدأت الشارقة رحلتها الثقافية قبل أكثر من 100 عام، وجاء حصولها على اللقب تكريماً لجهودها في تعزيز مسيرة المعرفة والابتكار، إذ تعود أولى مبادرات الإمارة في إنشاء المكتبات إلى عام 1925، مع تأسيس مكتبة الشارقة العامة".

وتتبعت العقروبي التاريخ العريق للإمارة في مجال الثقافة والقراءة، مشيرة إلى تأسيس أول مكتبة في الشارقة قبل أكثر من قرن، مضيفة وبرؤية وتوجيهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أرست الإمارة أسساً ثقافية راسخة من خلال مشاريع نوعية، منها مبادرة "مكتبة لكل بيت"، التي وزعت 42,366 مكتبة لكل بيت إماراتي في الشارقة، في إنجاز هو الأول من نوعه على صعيد المنطقة".

وأكدت العقروبي أن ريادة الشارقة في شبكة العواصم العالمية للكتاب حققت تأثيراً إنسانياً ملموساً، إذ قدمت الشارقة الدعم لإعادة بناء المكتبات في بيروت بعد حادثة انفجار المرفأ، وأرسلت مواد تعليمية إلى مدارس في مدينة كونكاري في غينيا، وإلى مناطق أخرى متأثرة بالأزمات، مشيرة إلى أن هذه المبادرات ليست جسوراً سياسية، وإنما جسور معرفية وثقافية، وشددت على أن الشارقة تواصل البناء على إنجازات الحصول على اللقب من خلال إطلاق مبادرات مستمرة ومشاريع جديدة في قطاع النشر، وإبرام شراكات عالمية.

من جهتها، ناقشت آنا روتسي، عضو مؤسس لشبكة اليونسكو لعواصم الكتب العالمية، ولنادي القلم الدولي، فرع اليونان، كيف أسهم لقب "العاصمة العالمية للكتاب" في إنعاش أثينا خلال مرحلة حافلة بالتحديات الاقتصادية والاجتماعية.

وقالت، "عندما حصلت أثينا على اللقب، كانت اليونان تواجه أزمة اقتصادية، وجاءت مبادرة العاصمة العالمية للكتاب لتعزز مشاعر الفخر والاعتزاز لدى الشعب اليوناني، وإحياء الدبلوماسية الثقافية في أثينا وعموم اليونان".

التحدى فى إيصال الكتب إلى القراء

وأشارت روتسي إلى أن التحدي الذي واجه أثينا لم يكن الاحتفاء بالأدب فحسب، بل إيصال الكتب إلى القراء الذين لا يستطيعون الوصول إليها، وأضافت: "جمعنا بين الكتب والفن والسينما لتحويل القراءة إلى تجربة اجتماعية تفاعلية ممتعة ومتاحة للجميع".

وحول أهمية التعاون بين العواصم العالمية للكتاب، أكدت روتسي أن شبكة العواصم تجمع كافة المدن المشاركة متيحة لها فرصة تبادل الخبرات ودعم المدن الجديدة المترشحة للحصول على اللقب، قائلة: "هذا اللقب لا يمتد لعام واحد فقط، بل يشكل شبكة تعاون وطريقة لتعزيز أثر الثقافة وتسهيل الوصول إليها على المستوى العالمي"، وويؤكد حصول الشارقة وأثينا على هذا اللقب العالمي دليلاً على أن الكتب تشكل الأسس الراسخة لتواصل المجتمعات، وتطورها وازدهارها.

ومن ناحية أخرى أكد عدد من الخبراء الأدبيين والمنتجين أن تحويل الرواية إلى عمل درامي ناجح يتطلب تعاوناً متكاملاً بين الكاتب والوكيل الأدبي والمنتج لضمان الحفاظ على روح النص وتقديمه بأسلوب بصري مؤثر يلامس الجمهور، مشددين على أن الدراما العربية مطالَبة اليوم بأن تعكس واقع الناس وهمومهم وتعبّر عن قصص المجتمع بصدق، بعيداً عن المبالغة والمشاهد الحالمة، كما أوضحوا أن وجود وكالات أدبية متخصصة يسهم في بناء جسور احترافية بين الأدب والفن، ويضمن حماية حقوق الكتّاب واستدامة الإبداع.

جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان "من الصفحة إلى الشاشة: كيف تتحول الكلمات إلى مشاهد تبهر العالم"، بمشاركة تامر سعيد، مدير وكالة الشارقة الأدبية، والمنتجة لمى الصباح، والكاتبة والسيناريست ندين جابر.
 

امتداد واحد لعملية الإبداع

وقال تامر سعيد: "العلاقة بين الرواية والعمل الدرامي ليست انفصالاً بين شكلين فنيين، بل هي امتدادٌ واحد لعملية الإبداع؛ إذ يحمل العمل الدرامي القدرة على إيصال المشاعر بصرياً وصوتياً، بينما تمثل الرواية الأصل المكتوب الذي يمكن تحويله إلى عمل مرئي بأسلوب جديد وعبر منصة مختلفة؛ لافتاً إلى أن وجود الوكيل الأدبي يعدّ محورياً في هذه العملية؛ لأنه يفهم احتياجات الصناعة الدرامية، ويعمل كحلقة وصل بين الكاتب وشركة الإنتاج، بما يضمن حوكمة العلاقة بين الطرفين ويحفظ حقوق المؤلف.

تحويل النص إلى الشاشة مسؤولية

بدورها، قالت المنتجة لمى الصبّاح: "التقاء الأدب بالفن يحمل صناع الدراما مسؤولية مضاعفة في البحث عن التفاصيل الدقيقة؛ لأن تحويل الرواية إلى عمل بصري يتطلّب اختصار مئات الصفحات في مشاهد صوت وصورة تعبّر عن روح النص الأصلي، وهو ما يجعل المهمة أكثر صعوبة ومسؤولية من كتابة عمل خاص للسينما أو التلفزيون من الصفر.
 

الدراما تعكس واقع المجتمع

من جهتها، أكدت الكاتبة والسيناريست نادين جابر أن الكتابة للمرأة تمنحها مساحة إبداع أوسع لأنها قادرة على فهم مشاعرها وأحاسيسها بعمق، موضحة أنها تسعى من خلال أعمالها إلى إعطاء صوت لكل من لا صوت له، وأن الجرأة في الطرح لا تعني تجاوز الحدود، بل هي التزام بالصدق.

ندوة اليونسكو ومبادرة العاصمة العالمية للكتاب
ندوة اليونسكو ومبادرة العاصمة العالمية للكتاب

 

ندوة خبراء النشر والإنتاج الفني
ندوة خبراء النشر والإنتاج الفني



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة