الكويتي عبد الوهاب الحمادي: نجيب محفوظ حالة خاصة وقرأت أعماله أكثر من 7 مرات

السبت، 08 نوفمبر 2025 02:00 م
الكويتي عبد الوهاب الحمادي: نجيب محفوظ حالة خاصة وقرأت أعماله أكثر من 7 مرات الروائى عبد الوهاب الحمادي وأحمد منصور

حاوره من الشارقة أحمد منصور

في أروقة معرض الشارقة الدولي للكتاب، حيث تمتزج أصوات القراء مع الأعمال الجديدة، أجرى "اليوم السابع" حوارًا مع الروائي الكويتي عبد الوهاب الحمادي، أحد الأسماء البارزة في المشهد الأدبي الخليجي والعربي، فمن روايته "ولا غالب" الفائزة بجائزة الدولة التشجيعية في الكويت عام 2021، إلى روايته الأحدث "سنة القطط السمان" التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة كتارا، مرورًا بكتابه "دروب أندلسية" في أدب الرحلات، يرسم الحمادي مسارًا أدبيًا يوازن بين الخيال والواقع، وبين التاريخ والممكن.

في هذا الحوار يتحدث عن مشاريعه الجديدة، وعن العلاقة بين السيرة والرواية، ورأيه في مستقبل الإبداع في زمن الذكاء الاصطناعي، وعن سر إعجابه بنجيب محفوظ.. إلى نص الحوار:

 

بداية.. ما أحدث أعمالك التي تطرحها في معرض الشارقة الدولي للكتاب؟

آخر أعمالي رواية "سنة القطط السمان" التي صدرت في مصر، وقد لاقت نجاحًا واسعًا، حتى إن هذا النجاح دفع إلى إعادة طباعة روايتي "ولا غالب" بالتعاون مع دار الشروق للنشر والتوزيع. وحاليًا أعمل على كتاب يتناول سيرة الأديب الكويتي أحمد مشاري العدواني، الذي درس في مصر، وتغنّت له أم كلثوم بأغنيتين، كما غنّى له عبد الحليم حافظ، وسوف أقدّم سيرته بصيغة روائية؛ لأنه عاش فترة غنية في مصر قبل ثورة يوليو، ثم عاد ليصبح رئيس المجلس الوطني في الكويت، وهو أحد أهم شعرائنا ومثقفينا.

الروائى عبد الوهاب الحمادي وأحمد منصور
الروائى عبد الوهاب الحمادي وأحمد منصور

 

رواية "سنة القطط السمان" أثارت فضول القراء.. ما الحكاية وراءها؟

الفكرة مستوحاة من حادثة حقيقية جرت في الكويت، حيث اكتُشف أن أحد المطاعم يبيع لحم القطط على أنه مشويات. انطلقت من هذه القصة الغريبة لأصوغ حكاية رمزية، لكنني قدّمتها بلمسة خيالية. ولعل هذا المزج بين الواقعي والمتخيل هو ما منح الرواية حضورها حتى وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة كتارا.

 

أما "ولا غالب" فتمزج بين الخيال والتاريخ.. كيف نشأت فكرتها؟

الرواية تقوم على ما أسميه "التاريخ البديل"، وهو نوع أدبي غير شائع عربيًا لكنه معروف في الغرب. تدور حول ثلاثة كويتيين يسافرون إلى غرناطة، ثم يجدون أنفسهم أمام فرصة للعودة بالزمن إلى عام 1491، قبيل سقوط الأندلس. الرواية تبحث في سؤال الهوية والقدر والاختيارات الممكنة لو أن التاريخ سار في طريق آخر.

 

ذكرت أنك تعمل على سيرة الأديب أحمد العدواني.. ما الذي جذبك إلى كتابة السير؟

كتابة السيرة تمنحني فرصة لاكتشاف خفايا حياة المبدعين وتأمل أثرهم الحقيقي. خلال بحثي في سيرة العدواني اكتشفت أنه مؤسس سلسلة "عالم المعرفة" الشهيرة — وهو أمر لا يعرفه كثيرون — وقد وجدت رسالة من الفيلسوف فؤاد زكريا تؤكد ذلك. وكتابة السيرة بالنسبة لي ليست توثيقًا فقط، بل إعادة إحياء لشخصيات تركت أثرًا وتستحق أن تُروى قصتها بأسلوب روائي.

 

هل يمكن أن تكون السيرة أكثر تأثيرًا من الرواية؟

لكل نوع أدبي سحره. الرواية تتيح لك خلق عالمك، أما السيرة فتكشف العوالم الخفية خلف الأسماء الكبيرة. أنا أكتب السيرة بروح الروائي؛ لأن الحياة الواقعية أحيانًا أغرب من الخيال. وفي مشروع قديم أعمل على إحيائه: إعادة سرد سير شخصيات ومثقفين مصريين عاشوا في الكويت، من بينهم "الخواجة بيجو"، الذي عاش في الستينيات وقدّم برامج في وزارة الإعلام وشارك في المسلسل الخليجي الشهير "درب الزلق".

 

كيف ترى العلاقة بين القصة الواقعية والخيال في الكتابة؟

لا أؤمن بأن الواقعية تجذب القراء أكثر من الخيال أو العكس. القصة هي التي تجذب الكاتب أولًا. إن وجدتُ في حدث واقعي طاقة درامية كتبته، وإن وجدت في الخيال مساحة للبحث عن الحقيقة ذهبت إليه. وأعترف أنني أميل إلى المزج بين الواقع والخيال لأنه يتيح مساحة للتأمل والابتكار.

 

هل جربت كتابة السيناريو والمسرح؟

نعم، جرّبت كتابة السيناريو، لكنني لم أكملها بعد. وقد انتهيت مؤخرًا من كتابة مسرحية سيتم عرضها في مصر بإخراج المخرج السوري سعد حاجب. إنها تجربة مختلفة لكنها قريبة من الروح السردية في أعمالي.

 

هل لديك طقوس معينة في الكتابة؟

ليس لدي طقوس محددة. أكتب كل ما يخطر ببالي في مسودات أولية، ثم أعود إليها لأبني الفكرة كأنني أشاهد فيلمًا أمامي. الكتابة بالنسبة لي عمل متراكم يشبه البناء التدريجي لمشهد سينمائي.

 

من الكتاب الذين تعتبرهم قدوة في مشوارك الأدبي؟

بلا شك نجيب محفوظ؛ فهو حالة خاصة. أعود إلى أعماله باستمرار — مثل "الحرافيش"، "أولاد حارتنا"، "ثرثرة فوق النيل" — وقد قرأتها أكثر من سبع مرات. أسلوبه في الغوص داخل النفس البشرية لا يضاهى، وهو مرجع دائم لي في فهم الإنسان والمجتمع.

 

أخيرًا.. كيف ترى مستقبل الأدب في ظل الذكاء الاصطناعي؟

أظن أن زمنًا سيأتي يستعين فيه بعض الكتاب بالذكاء الاصطناعي في كتابة رواياتهم وقصصهم، وربما يصعب التفريق بين ما يصنعه الإنسان وما تصنعه الآلة. لكنني أؤمن بأن روح الإبداع البشري ستبقى؛ فالآلة تستطيع تقليد الأسلوب، لكنها لا تخلق الشغف ولا تلمس القلب.


 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب