هل يضر الملح قلبك؟.. اعرف أضرار الصوديوم الخفية على صحتك

السبت، 01 نوفمبر 2025 08:00 م
هل يضر الملح قلبك؟.. اعرف أضرار الصوديوم الخفية على صحتك الملح

كتبت مروة محمود الياس

يبدو الملح في أطباقنا شيئًا بسيطًا، لكنه في الواقع أحد أكثر المكونات الغذائية تأثيرًا على صحة القلب وضغط الدم. كثيرون لا يتخيلون يومًا واحدًا دون نكهة الملح المعتادة، غير مدركين أن هذا "المذاق المفضل" قد يكون السبب الخفي وراء إرهاق الشرايين وتصلّبها. فالمعادلة الدقيقة بين حاجتنا الطبيعية للصوديوم وحدوده الآمنة لا تحتمل المبالغة، لأن اختلالها قد يُحدث تغييرات تدريجية في الجسم لا تُلاحظ إلا بعد فوات الأوان.

وفقًا لتقرير نشره موقع Everyday Health، يؤكد الأطباء أن الصوديوم عنصر ضروري لعمل العضلات والأعصاب وتنظيم توازن السوائل داخل الجسم، لكن استهلاكه بكثرة يرفع ضغط الدم ويزيد الحمل على القلب. وترتبط هذه الزيادة المزمنة في الضغط بخطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب والفشل الكلوي، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من عوامل خطورة إضافية كالسمنة أو السكري أو التاريخ الوراثي لأمراض القلب.

 

الملح الخفي في طعامنا اليومي

غالبًا ما يظن الناس أن مصدر الملح الوحيد هو ما يضيفونه بأيديهم أثناء الطبخ، لكن الحقيقة مختلفة. فالصوديوم يتسلّل من خلال الأطعمة الجاهزة والمعلّبة والخبز والجبن والمقرمشات وحتى الصلصات. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن ما يزيد على 70% من استهلاك الصوديوم اليومي يأتي من المنتجات المعالجة تجاريًا وليس من الملح المنزلي. لذلك، فإن تقليل هذه الأطعمة قد يكون أكثر فاعلية من مجرد تقليل الملح في المائدة.

 

لماذا يرفع الصوديوم ضغط الدم؟

الآلية بسيطة لكنها خطيرة في نتائجها. فكلما زادت كمية الصوديوم في الجسم، احتُبست المياه داخل الأنسجة للحفاظ على التوازن الداخلي، ما يؤدي إلى زيادة حجم الدم في الأوعية. هذا الضغط الإضافي يدفع القلب للعمل بجهد أكبر لضخ الدم، ومع مرور الوقت تتصلب جدران الشرايين ويزداد خطر الإصابة بارتفاع الضغط المزمن.

ويحذر خبراء القلب من أن هذا التأثير لا يظهر فجأة، بل يتطور بصمت لسنوات. ولهذا يُعرف ضغط الدم المرتفع باسم "القاتل الصامت"، لأنه غالبًا لا يُسبب أعراضًا واضحة حتى يحدث الضرر.

 

من هم الأكثر تأثرًا بالملح؟

تُظهر الأبحاث أن بعض الفئات أكثر حساسية للصوديوم من غيرها. فالأشخاص الأكبر سنًا، ومرضى الكلى، والنساء بعد انقطاع الطمث، وذوو الوزن الزائد، جميعهم أكثر عرضة لارتفاع الضغط مع زيادة الملح. كما قد يؤدي الإفراط في تناوله إلى تضخّم البطين الأيسر للقلب — وهي حالة يفقد فيها القلب قدرته على ضخ الدم بكفاءة.
في المقابل، هناك قلة من الناس لا يتأثر ضغطهم كثيرًا بتغير كمية الصوديوم، لكن هذا لا يعني أن تناول الملح بلا حدود آمن، فالتأثيرات الأخرى على الشرايين والكلى تظل قائمة.

 

كم ملحًا يحتاجه الجسم حقًا؟

يحتاج الإنسان البالغ إلى أقل من نصف غرام من الصوديوم يوميًا للحفاظ على وظائفه الحيوية، أي ما يعادل جزءًا صغيرًا من ملعقة صغيرة من الملح. لكن استهلاكنا الفعلي غالبًا يتجاوز هذه الكمية بخمسة إلى ستة أضعاف. توصي جمعية القلب الأمريكية بألا يتجاوز إجمالي الصوديوم اليومي 2300 ملغ، مع حد مثالي يقارب 1500 ملغ للأشخاص المصابين بارتفاع الضغط أو المعرضين له.

أما الإفراط المزمن — أي تناول أكثر من 5 غرامات من الملح يوميًا — فقد ارتبط في دراسات متعددة بزيادة خطر أمراض القلب بنسبة تصل إلى 20%.

 

وماذا عن القليل جدًا من الملح؟

رغم خطورة الإفراط، إلا أن الحرمان الكامل من الصوديوم ليس صحيًا أيضًا. فالنقص الحاد قد يؤدي إلى انخفاض الصوديوم في الدم، وهي حالة تسبب الدوخة والتعب وربما اضطراب الوعي في الحالات الشديدة. لكن هذه الحالة نادرة جدًا وتحدث عادة لدى من يتبعون حميات قاسية أو يفقدون كميات كبيرة من السوائل دون تعويض الأملاح.

 

بدائل الملح... ليست للجميع

في السنوات الأخيرة، انتشرت بدائل الملح التي تحتوي على كلوريد البوتاسيوم كخيار “أكثر أمانًا”، إذ تساعد في خفض ضغط الدم عند بعض الأشخاص. إلا أن الأطباء يحذرون من استخدامها العشوائي، خاصة لمرضى الكلى أو من يتناولون أدوية تحفظ البوتاسيوم في الجسم، لأنها قد ترفع نسبه لمستويات خطيرة. لذلك، يبقى استشارة الطبيب قبل استخدامها خطوة أساسية.

 

كيف تقلل الصوديوم دون فقدان المذاق؟

لا يعني تقليل الملح أن يتحول الطعام إلى وجبة بلا طعم. يمكن الاعتماد على الليمون، والثوم، والخل، والأعشاب المجففة مثل الزعتر والريحان لإبراز النكهات الطبيعية للطعام. كما يُفضَّل الطهي في المنزل بدل الاعتماد على الوجبات الجاهزة، وقراءة الملصقات الغذائية بعناية — فعبارة "قليل الصوديوم" تعني أن المنتج يحتوي على 140 ملغ أو أقل لكل حصة.

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب