لو بتعانى من اضطرابات المعدة.. دليلك لاختيار أطعمة ومشروبات ملائمة

تُعد المعدة من أكثر الأعضاء تأثرًا بعاداتنا اليومية، فهي تستجيب لما نأكله، ولحالتنا النفسية، وحتى لطريقة نومنا. ومع ازدياد معدلات التوتر، وتنوع الأطعمة المصنعة، يعاني عدد متزايد من الناس من اضطرابات في الهضم، تُعرف شعبياً باسم "المعدة الحساسة".

ووفقًا لتقرير نشره موقع Everyday Health، فإن حساسية المعدة لا تعني بالضرورة وجود مرض خطير، بل هي نتيجة لتفاعل الجسم مع مؤثرات غذائية أو بيئية أو هرمونية.

الأسباب وراء اضطرابات المعدة

تشير هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) إلى أن التوتر والقلق وقلة النوم قد يكون لها تأثير مباشر في بطء عملية الهضم أو زيادتها عن حدها الطبيعي. كما أن تناول أدوية مثل المسكنات والمضادات الحيوية يمكن أن يغير من بيئة المعدة، ويضعف توازن بكتيريا الأمعاء النافعة.
ويُضيف خبراء التغذية أن بعض الأشخاص لديهم حساسية خاصة تجاه مكونات معينة، مثل اللاكتوز في الحليب أو الجلوتين في القمح، مما يؤدي إلى الانتفاخ أو الغثيان بعد تناولها.

إشارات تخبرك أن معدتك تعاني

من أبرز العلامات التي تدل على أن جهازك الهضمي يحتاج إلى رعاية خاصة: الانتفاخ المستمر، الحرقة، الغثيان بعد تناول الوجبات، أو الشعور بالامتلاء رغم أكل كمية صغيرة.

تجاهل هذه الأعراض يؤدي إلى تفاقمها مع الوقت، بينما يمكن للتغييرات البسيطة في النظام الغذائي أن تُحدث فرقًا كبيرًا في راحة المعدة وصحة الجسم عامة.

أطعمة تلطف المعدة وتعيد توازنها

1. الموز: غذاء لطيف غني بالعناصر المهدئة

الموز من أكثر الفواكه ملاءمة للمعدة الحساسة، فهو يحتوي على ألياف قابلة للذوبان تساعد في تنظيم حركة الأمعاء، بالإضافة إلى البوتاسيوم الذي يقلل من التقلصات العضلية ويحافظ على توازن السوائل.

2. الخضراوات المطهوة

الطهي بالبخار أو السلق يسهّل عملية هضم الخضروات ويجعل امتصاص عناصرها الغذائية أسرع. الكوسا والجزر والبطاطا الحلوة تُعتبر من الخيارات الممتازة لمن يعانون من مشاكل في المعدة، بينما يُنصح بتجنب الخضروات النيئة الثقيلة مثل الملفوف والبصل في أوقات التهيج.

3. الزبادي الطبيعي

يُعد الزبادي من أغنى المصادر الطبيعية بالبروبيوتيك، وهي البكتيريا المفيدة التي توازن بيئة الأمعاء وتحسن الهضم.

تناول الزبادي يوميًا يساعد في تقليل الانتفاخ وتحسين امتصاص العناصر الغذائية.

4. الكمثرى والتفاح المقشّر

الفواكه الغنية بالألياف، مثل الكمثرى، تساهم في تنظيف الأمعاء وتسهيل الإخراج دون تهييج المعدة، بشرط تناولها بعد نضجها الكامل.

5. الأرز الأبيض والشوفان

يُوصى بهما في حالات اضطراب المعدة، لأنهما من النشويات اللطيفة التي تُهدئ بطانة الجهاز الهضمي، وتوفر طاقة دون إجهاد للهضم.

مشروبات تُعيد التوازن وتهدئ الاضطراب

1. شاي النعناع والبابونج

شاي النعناع يُساعد على استرخاء العضلات الملساء في الجهاز الهضمي، مما يقلل الانتفاخ والغازات. أما البابونج، فهو مضاد طبيعي للالتهابات ويُستخدم منذ القدم لتهدئة المعدة.
وتشير دار نشر هارفارد الصحية إلى أن كوبًا من شاي الأعشاب مساءً يمكن أن يخفف من التوتر العصبي المرتبط باضطرابات الهضم.

2. الزنجبيل الطازج

شراب الزنجبيل الدافئ أو إضافته إلى الطعام يساعد في تخفيف الغثيان، وتحفيز إفراز العصارات الهضمية. كما يُقلل من الالتهابات في بطانة المعدة، ويُعتبر علاجًا طبيعيًا شهيرًا في الطب الآسيوي.

3. اللبن المخمر

غني بالبروبيوتيك أكثر من الزبادي، ويساعد على إعادة بناء بكتيريا الأمعاء بعد تناول المضادات الحيوية أو الأطعمة الثقيلة.
ووفقًا لدراسة في المجلة التركية لأمراض الجهاز الهضمي، فإن تناول الكفير بانتظام يُحسن من وظائف الأمعاء ويُقلل التهيج المزمن.

4. مرق العظام

يُعد من أكثر المشروبات المفيدة في فترات اضطراب المعدة، لاحتوائه على الكولاجين والمعادن التي تدعم بطانة الأمعاء وتُقلل الالتهاب. كما أنه مصدر خفيف للطاقة والسوائل عند فقدان الشهية.

خطوات يومية للحفاظ على معدة متوازنة

1. تناول الطعام ببطء وامضغ جيدًا قبل البلع.

2. تجنّب الإفراط في القهوة والمشروبات الغازية.

3. لا تستلقِ بعد الأكل مباشرة، وامنح المعدة وقتًا للهضم.

4. احرص على شرب كميات كافية من الماء طوال اليوم.

5. قلّل من الأطعمة الدسمة والمقلية، واستبدلها بوجبات مطهوة بخفة.

متى تحتاج إلى استشارة الطبيب؟

إذا استمرت الأعراض لأكثر من أسبوعين، أو ظهرت علامات مثل فقدان الوزن غير المبرر أو ألم حاد في المعدة، فيجب مراجعة طبيب مختص بالجهاز الهضمي.عدم الاعتماد الدائم على مضادات الحموضة أو المسكنات دون إشراف طبي، لأن ذلك قد يخفي أعراض أمراض أكثر خطورة.

صحة المعدة ليست أمرًا ثانويًا، فهي أساس الراحة الجسدية والعقلية. اختيار أطعمة خفيفة، والحرص على مشروبات مهدئة، وتجنب مصادر التوتر، كلها خطوات بسيطة لكنها تحدث فرقًا كبيرًا في جودة الحياة اليومية.
ووفقًا للتقرير  فإن توازن الجهاز الهضمي ينعكس مباشرة على المناعة والمزاج ومستويات الطاقة، مما يجعل العناية بالمعدة استثمارًا حقيقيًا في صحة الجسد والعقل.