كشفت أعمال التنقيب التى أجراها فريق من المعهد الوطنى للبحوث الأثرية الوقائية Inrap في منطقة إيسارنودوروم الرومانية القديمة "إيزيرنور الحالية في وسط شرق فرنسا"، حيث كانت المساكن والأنشطة الحرفية متشابكة، عن مجموعة استثنائية من البقايا العضوية، الخشب والبذور وحبوب اللقاح، والتى أدى الحفاظ عليها، بعد قرون من الغمر فى وسط مائى، خالٍ من الضوء والأكسجين، إلى إلقاء الضوء الجديد على التصنيع والحياة اليومية في بلاد الغال الرومانية، وفقا لما نشره موقع labrujulaverde.
ورشة عمل حبر الكتابة على الألواح الرومانية في إيسارنودوروم
تؤكد البقايا التي تم تحليلها من الرقائق والنشارة الناتجة عن خشونة وخراطة الخشب إلى قطع شبه مصنعة ومنتجات نهائية، وجود ورشة عمل لإنتاج محلي متخصص، كانت هذه الصناعة مخصصة بشكل أساسي لتصنيع قطع خشب البقس، دون استبعاد الاستخدام العرضي لأنواع أخرى من الأخشاب مثل الدردار والبندق والقيقب.
من بين القطع المستعادة، تبرز قطع منحوتة، مثل الأمشاط ذات الأسنان المزدوجة، وقطع مخروطة، مثل الصناديق "صناديق صغيرة تستخدم لحفظ المجوهرات أو مستحضرات التجميل" وأثقال المغازل "أثقال لمغازل الغزل".
لغز ألواح الكتابة
من أكثر الاكتشافات إثارة للاهتمام مجموعة تضم ما لا يقل عن خمسة عشر لوحًا للكتابة، في حالة مجزأة للغاية، هذه القطع الأثرية، التي تُعادل دفاتر مدرسية أو وثائق رسمية أو إيصالات اليوم، كانت أشياء شائعة متداولة في جميع أنحاء الإمبراطورية.
تكمن خصوصية مجموعة إيزيرنور في كثرة القطع الصغيرة، ووجود شرائح خشبية يمكن تفسيرها على أنها بقايا تصنيع، ولوح يبدو وكأنه قطعة خشنة، يثير هذا السياق فرضية إمكانية إنتاج هذه الألواح محليًا، والتى من شأنها الاستفادة من موارد الغابات في المنطقة، مثل التنوب والصنوبر.
تألفت الألواح من أوراق فردية أو مجمعة على شكل مخطوطة، وكثيرًا ما نقش على ظهرها علامة أو اسم، ومن بين هذه البقايا الهشة يبرز مثال استثنائي، إذ لا تزال على سطحه عدة أسطر من حبر مكتوب بخط اليد، وهو اكتشاف نادر للغاية يخضع حاليًا لتحليل كتابي.

ألواح الكتابة
نعال خشبية
اكتشاف نعلين كاملين من خشب القيقب، ينتمي هذان النعلان إلى نوع من الأحذية يُعرف باسم "سكالبوناي"، وهو صنادل ذات قاعدة خشبية تُربط بها أحزمة جلدية، ويتميزان بمنصات مرتفعة لرفع القدم عن الأرض.
النعل الأول، المناسب لقدم يسرى بمقاس 29 حاليًا، أي ما يُعادل مقاس طفل في السادسة أو السابعة من عمره، مُثبت بمسامير صغيرة حول محيطه لتثبيت قطعة أو قطع الجلد التي تُثبت مشط القدم، إما بتغطيتها بالكامل أو بنظام ربط. أما النعل الثاني، وهو مقاس 27 لطفل في الرابعة أو الخامسة من عمره، وهو أيضًا للقدم اليسرى، فيُظهر نظام ربط مختلفًا تمامًا.
كان هناك ثقب مركزي بين أصابع القدم يسمح بمرور رباط أو شريط جلدي، يشبه النعال، مثبتًا من الأسفل بمسمار صغير في الخلف، كان النعل مشقوقًا بمقدار ثلثي طوله، وهو أخدود يُدخل فيه شريط جلدي يحيط بالكعب، يُعد هذا النوع من النعال نادرًا جدًا في العصر الروماني.

قبقب أطفال