شيّعت الأوساط الفنية والأكاديمية اليوم الفنان التشكيلي الكبير الدكتور سمير ناشد جندي، أستاذ النحت بكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان، ووالد السفيرة سها الجندي وزيرة الهجرة السابقة، بعد رحلة حافلة بالعطاء الفني والإبداع التشكيلي امتدت لأكثر من ستة عقود.
أعلنت ابنته السفيرة سها الجندي عن وفاة والدها عبر حسابها الرسمي، موضحة أن صلاة الجناز ستُقام اليوم الاثنين 6 أكتوبر 2025 في كنيسة العذراء والأنبا بيشوي بالتجمع الخامس، والعزاء مساء غدًا الثلاثاء في كنيسة أبي سيفين والأنبا مقار بالتجمع الأول.
مسيرة فنية غنية بالإبداع
وُلد الفنان سمير ناشد جندي في محافظة سوهاج عام 1933، وتخرج في كلية الفنون التطبيقية عام 1957، قسم التصميم الداخلي (أثاث – نحت – حفر)، ثم حصل على دبلوم أكاديمية الفنون الجميلة في فينيسيا بإيطاليا عام 1973، وهي شهادة تُعادِل الدكتوراه في مجال الفنون الجميلة.
عمل ناشد منذ تخرجه أستاذًا للنحت والتشكيل المعماري والترميم بكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان، وكان أحد أبرز الأساتذة الذين ساهموا في تخريج أجيال عديدة من النحاتين المصريين. تميزت أعماله بقدرتها على الدمج بين التراث المصري القديم وروح التجريد المعاصر، حيث اعتمد على الخامات الطبيعية كالخشب والألومنيوم في صياغة منحوتاته التي تتسم بالحركة الكامنة والديناميكية الداخلية.
شارك الفنان الراحل في عشرات المعارض المحلية والدولية، من بينها بينالي فينيسيا، وبينالي القاهرة الدولي الأول، وبينالي الكويت، وبينالي هافانا في كوبا، فضلًا عن مشاركته في معارض الفن المصري المعاصر في أوروبا والعالم العربي.
كما أقام عددًا من المعارض الخاصة التي لاقت اهتمامًا واسعًا، مثل معرض "نحت الطيور" في أتيليه القاهرة عام 1984، ومعرضه بالأكاديمية المصرية في روما عام 1994.
تُقتنى أعماله في متحف الفن المصري الحديث بالقاهرة، ودار الأوبرا المصرية، ووزارة الثقافة، بالإضافة إلى مقتنيات خاصة داخل مصر وخارجها في إيطاليا، النمسا، فرنسا، ألمانيا، وأمريكا.
حصل الفنان سمير ناشد على العديد من الجوائز، من أبرزها: الجائزة الأولى للنحت في المعرض العام الرابع عشر عام 1984، جائزة التصوير الجداري (النحت البارز) لمدينة العاشر من رمضان عام 1982، جائزة النحت الدولية من بينالي الكويت عام 1989، تكريم خاص من سمبوزيوم مدينتي الدولي للفنون في دورته الرابعة عام 2017.