المتحف المصري الكبير.. بوابة مصر إلى العالم من جديد
40 زعيم وملك فى حفل الافتتاح.. أكبر متحف لحضارة واحدة فى التاريخ.. وشهادة عالمية كأول متحف أخضر فى إفريقيا والشرق الأوسط
منذ آلاف السنين كانت مصر تفتح للعالم أبوابها من بوابة الأهرامات، واليوم تعود لتفتحها من جديد عبر المتحف المصري الكبير، أضخم مشروع ثقافى وسياحى فى القرن الحادى والعشرين.
الحدث الذى سيشهده العالم فى 1 نوفمبر 2025 ليس مجرد افتتاح لمتحف، بل إعادة إطلاق لهوية مصر الحضارية أمام البشرية، واستثمار فى التاريخ والاقتصاد والسياحة والبيئة فى آن واحد.
صرح بحجم التاريخ
المتحف المصري الكبير، الذى يقف شامخًا بجوار أهرامات الجيزة، يُعد أكبر متحف أثرى فى العالم مخصص لحضارة واحدة، الحضارة المصرية القديمة، بمساحة تبلغ 117 فدانًا ويضم 5398 قطعة أثرية نادرة، منها كنوز الملك توت عنخ آمون التى تُعرض لأول مرة كاملة فى مكان واحد.
كما حصل المتحف على شهادة EDGE Advanced للمبانى الخضراء لعام 2024 ليصبح أول متحف أخضر فى إفريقيا والشرق الأوسط، وهو إنجاز يعكس توجه مصر نحو التنمية المستدامة، ويؤكد أن الحضارة ليست فقط فى الماضى بل تمتد للمستقبل أيضًا.
الاستعدادات الأخيرة.. وتوجيهات القيادة
خلال جولة ميدانية لرئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، رافقه فيها وزير السياحة والآثار شريف فتحى والمستشار عمر مروان مدير مكتب رئيس الجمهورية، والدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذى لهيئة المتحف، تم استعراض اللمسات النهائية قبل الحدث التاريخى.
وأكد رئيس الوزراء أن الافتتاح يأتى تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة خروج الحفل بالشكل الذى يليق بمكانة مصر وإرثها الحضارى، وأن كل أجهزة الدولة تعمل بتناغم كامل لتقديم احتفالية مهيبة تُظهر للعالم وجه مصر الحقيقى كقوة حضارية وثقافية وإنسانية.
40 زعيم وملك فى ضيافة الحضارة المصرية
بحسب المتحدث الرسمى باسم مجلس الوزراء محمد الحمصانى، سيشهد حفل الافتتاح مشاركة غير مسبوقة من قادة وزعماء العالم، حيث أكد أن هناك ما لا يقل عن 40 رئيس دولة وملك ورئيس حكومة سيحضرون الاحتفال، إلى جانب مئات الوزراء وكبار الشخصيات العالمية، فى حدث وصفته الحكومة بأنه سيكون "أضخم من موكب المومياوات الملكية" الذى أبهر العالم عام 2021.
وأضاف الحمصانى أن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تبذل جهودًا ضخمة بالتنسيق مع جميع أجهزة الدولة لضمان خروج الحفل فى أبهى صورة ممكنة، بينما تستكمل الجهات التنفيذية أعمال الرصف والتجميل والإضاءة والتشجير فى المنطقة المحيطة بالمتحف، وتحسين المحاور المرورية المؤدية إليه لتسهيل حركة الوفود الدولية والزوار.
نقلة نوعية للسياحة المصرية
أكد محمد فاروق يوسف، عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية، أن أنظار العالم تتجه الآن إلى مصر لمشاهدة عظمة افتتاح المتحف المصرى الكبير، مشيرًا إلى أن الحدث سيضاعف أعداد السائحين القادمين إلى البلاد.
وأضاف أن المتحف لا يمثل فقط مزارًا أثريًا، بل مشروعًا استثماريًا وسياحيًا متكاملًا، خاصة مع تطوير المناطق المحيطة به وتحويلها إلى منطقة سياحية وثقافية وترفيهية متكاملة، ما سيحدث "نقلة نوعية" فى نمط السياحة بمنطقة الهرم والجيزة ويُسهم فى تحقيق عائد اقتصادى ضخم لمصر.
وأوضح فاروق أن موقع المتحف الفريد بجوار الأهرامات وبالقرب من مطار سفنكس الدولى، يجعله نقطة جذب عالمية بامتياز، متوقعًا أن يتجاوز عدد الزوار السنوى المستهدف وهو 30 مليون سائح خلال السنوات القادمة.
دعاية عالمية من قلب القاهرة
يصف خبراء السياحة افتتاح المتحف المصرى الكبير بأنه أضخم حملة ترويجية مجانية فى تاريخ مصر الحديث، إذ إن دعوة الرئيس السيسى لزعماء العالم لحضور الافتتاح تعنى تلقائيًا تسليط الأضواء العالمية على مصر لأيام متتالية، وبث مباشر من مئات القنوات الدولية، ما يعزز صورة الدولة كقوة ثقافية وسياحية رائدة فى الشرق الأوسط وإفريقيا.
ويأمل القطاع السياحى أن يكون المتحف نقطة انطلاق لعصر جديد من السياحة الثقافية المستدامة، تعتمد على التجربة وليس الزيارة، وعلى التفاعل وليس المشاهدة فقط.
رمز جديد لهوية مصر الحديثة
المتحف المصرى الكبير ليس مجرد مشروع بنية تحتية أو معرض آثار؛ بل هو رمز لهوية الدولة المصرية الجديدة التى تجمع بين الأصالة والحداثة.
فمن العمارة الخضراء إلى التكنولوجيا التفاعلية داخل قاعات العرض، ومن التصميم العالمى إلى الإدارة الاحترافية، يجسد المتحف رؤية مصر 2030 فى الدمج بين الثقافة والاقتصاد والاستدامة.
فى الختام
افتتاح المتحف المصرى الكبير فى الأول من نوفمبر لن يكون مجرد احتفالية ثقافية، بل حدثًا اقتصاديًا واستراتيجيًا عالميًا.
هو رسالة من مصر إلى العالم تقول فيها:
"نحن أمة تعرف كيف تصون ماضيها، وتبنى حاضرها، وتفتح للعالم بوابة جديدة إلى مستقبلها.