تمثل مدينة القنطرة شرق ما يعرف باسم الضفة الشرقية لقناة السويس ، فالمدينة تمتد من حدود السويس إلى حدود بورسعيد ما بين بور توفيق وبور فؤاد ،وبعمق يصل ل 35 كيلو في غرب سيناء .
تلك المدينة التي شهدت مرارة النكسة ومذاق الانتصار العظيم .. على أرضها رفعت ورفرفت رايات النصر ، في شوارعها كتبت أناشيد الانتصار في أكتوبر 1973 .
إن قصة تحرير القنطرة شرق تحتاج لأن تروى للأجيال ، لإنها كانت مفتاح الانتصار .
وفى تصورى إن من اهم الانتصارات التي حققتها مصر ،هو تحرير مدينة القنطرة شرق يوم 8 أكتوبر ثالث أيام المعركة والسيطرة علي أولى مدن سيناء والتوغل فيها لمسافة تتراوح من 5 ل 10 ميلو مترات وتحريرها بيتا بيتا شارعا شارعا من كل جندى من جنود جيش الاحتلال .
ويذكر المشير عبد الغنى الجمسى: «تمكنت الفرقة 18 مشاة، بقيادة العميد فؤاد عزيز غالى من تحرير مدينة «القنطرة شرق»، بعد أن حاصرتها داخليا وخارجيا ثم اقتحامها، ودار القتال فى شوارعها وداخل مبانيها، حتى انهارت القوات المعادية، واستولت الفرقة على أسلحة ومعدات العدو بينها دبابات، وأسرت ثلاثين فردا للعدو وهم كل من بقى فى المدينة».
يضيف الجمسى: «فى قطاع الجيش الثالث، كانت القوات تقاتل على عمق 8-11 كيلو مترا شرق القناة، وكان أبرز قتال هذا اليوم هو نجاح الفرقة 19 مشاة، بقيادة العميد يوسف عفيفى، فى احتلال عين موسى، واحتلت الفرقة نفسها مواقع العدو الإسرائيلى المحصنة على الضفة الشرقية».
وبحسب ما ذكره الكاتب الصحفي سعيد الشحات في ذات يوم ، شملت شواهد الفشل العام لإسرائيل أيضا خيبة قواتها فى«الضربات المضادة» ضد قوات الجيش الثانى من«القنطرة شرق» إلى «الإسماعيلية شرق»، حيث وجد اللواء سعد مأمون قائد الجيش فى مواجهته فرقتين مدرعتين، إحداهما فى منطقة شرق القنطرة بقيادة الجنرال «آدان»، والأخرى على الطريق الأوسط بقيادة«شارون»، وتمكنت قوات الجيش الثانى من صد هذا الهجوم فى القطاعين، وفشلت قوات العدو فى مهمتها، ودارت معركة الفردان بين فرقة «آدان» وفرقة حسن أبوسعدة، وخلالها كان يتم تدمير الدبابات المعادية بمعدل سريع بنيران الدبابات المصرية والأسلحة المضادة للدبابات والمدفعية، يؤكد الجمسى: «كانت قوة الدبابات الإسرائيلية المتقدمة باندفاع شديد تتكون من 35 دبابة مدعمة، بقيادة العقيد عساف ياجورى، فأصابه الذعر، عندما أصيبت ودمرت له ثلاثون دبابة خلال معركة دامت نصف الساعة، ولم يكن أمامه إلا القفز من دبابة القيادة ومعه طاقمها للاختفاء فى حفرة لدقائق وقع بعدها فى الأسر».
وتعد معركة القنطرة شرق من أهم معارك حرب أكتوبر نظرا لكون الحصون التي بناها العدو كانت من أقوى حصون خط بارليف، البالغ عددها 7 حصون في المسافة المواجهة للفرقة والتي تبلغ 37 كيلومترا بينما مواجهة مدينة القنطرة شرق تبلغ 18 كيلومترا وتحميها 4 نقاط حصينة قوية ويبلغ عمق مسرح العمليات 15 كيلومترا وهى المسافة التي تحميها قوات الدفاع الجوي ضد أية هجمات جوية اسرائيلية .
وبدأت فرقة المشاة المكلفة بتحرير القنطرة شرق بقيادة العميد فؤاد عزيز غالي، في اقتحام وعبور القناة.. وبعد أن عبرت القوات حاصرت المدينة ليلة 7 أكتوبر وطهرتها تماما من الاعداء حيث تم اسر عدد من جنود العدو والاستيلاء على دبابات ومعدات حديثة بحوزتهم .
حيث تم أسر 30 فردا للعدو هم كل من بقى في المدينة ،وتدمير 37 دبابة التى تم اقتحامها من اتجاه الشمال بالقرب من عزبة الغطوس الآن ثم توغلت القوات جنوبا وغربا .
لم تكن المعركة سهلة ، بل كانت فى منتهى الصعوبة حيث نجحت الفرقة 18 فى السيطرة عليها بعد 3 محاولات سابقة وحالة كر وفر مع قوات العدو التى حصلت على تعزيزات كبيرة لكن فى نهاية المطاف تم السيطرة على المدينة والتى تم تامين جانبها الجنوبى من خلال الفرقة 16 .
الأن ما تزال القنطرة شرق أولى مدن سيناء التى تحررت بالدم والتابعة إداريا لمحافظة الإسماعيلية تتنظر ثمار التنمية ، وبناء مصانع وتوفير فرص عمل ،ما تزال تنتظر التطوير في إطار تنمية محور قناة السويس والتوسع في بناء الوحدات السكنية واستعادة رونقها مجددا .
الأن ما تزال القنطرة شرق أولى مدن سيناء التى تحررت بالدم تتنظر ثمار التنمية ، وبناء مصانع وتوفير فرص عمل والاهتمام بتحسين قطاع المياه والصرف الصحي والنظافة .
ما تزال القنطرة شرق صامدة تحكى تاريخا طويلا من الصمود منذ أن كانت تضم قلعة ثارو التى واجهت أعداء مصر أيام الفراعنة حتى نهاية الاحتلال الاسرائيلى لها.