يترقب العالم بأسره افتتاح الصرح الحضارى الأكبر على أرض مصر، المتحف المصرى الكبير، الذى يطل على أهرامات الجيزة الخالدة، ففى يوم السبت الأول من نوفمبر المقبل، سيتم رفع الستار عن هذا الصرح الفريد فى مشهد مهيب يعكس نبض التاريخ المصرى القديم، ويجسّد عظمة حضارة أبهرت الإنسانية منذ آلاف السنين.
فى هذا السياق، قدم تلفزيون اليوم السابع تغطية خاصة من تقديم الزميلة هبة الشافعى، استعرضت خلالها تفاصيل افتتاح المتحف المصرى الكبير، الذى يفصلنا عنه 72 ساعة فقط عن الحدث التاريخى الأبرز، فى ظل اهتمام عالمى ومحلى واسع، وبحضور قادة الدول الكبرى، واستعدادات غير مسبوقة من الدولة لاستقبال هذا الصرح الحضارى الفريد، وتستمر احتفالات الافتتاح لمدة تلات أيام كاملة.
أما عن فكرة إنشاء المتحف المصرى الكبير، فقد بدأت فى تسعينيات القرن الماضى، وعندما وضع الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك حجر الأساس للمتحف عام 2002، كان ذلك فى موقع مميز يطل على أهرامات الجيزة.
وفى عام 2003، فازت شركة هينجهان بنج للمهندسين المعماريين فى أيرلندا بأفضل تصميم للمتحف، وهو التصميم الذى تم تنفيذه بالفعل، ويجسد فكرة مبهرة، إذ أن أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة تتلاقى لتشكل كتلة مخروطية تمثل المتحف المصرى الكبير.
بدأت إجراءات تهيئة الموقع عام 2005، وتم إنشاء أكبر مركز لترميم وصيانة الآثار فى الشرق الأوسط لتأهيل القطع الأثرية المعروضة فى قاعات المتحف المختلفة.
يضم المتحف المصرى الكبير نحو مئة ألف قطعة أثرية مميزة، من أبرزها الكنوز الذهبية للملك توت عنخ آمون، وعددها حوالى 5,340 قطعة، والتى ستُعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته عام 1922.
كما يضم المتحف مجموعة الملكة حتب حرس، والدة الملك خوفو صاحب الهرم الأكبر، بالإضافة إلى مراكب الملك خوفو، وتمثال مزدوج للآلهة آمون وموت، وعمود من الجرانيت الوردى للملك رمسيس الثانى، وتمثال من الحجر الجيرى للمعبودة إيزيس وهى تحمل طفلها حورس، ولوحة كبيرة من الحجر الجيرى للملك أمنمحات الأول.
تتجاوز مساحة المتحف المصرى الكبير نصف مليون متر مربع، ويستقبل حوالى 5 ملايين زائر سنويًا.
ويضم المتحف حديقة غنية بأشجار كانت معروفة لدى المصريين القدماء، بالإضافة إلى مكتبة متخصصة فى علم المصريات ومركز أبحاث.
كما يحتوى على أماكن للأنشطة الثقافية والفعاليات، مثل متحف للأطفال، وقاعات عرض مؤقتة، ومركز مؤتمرات، إلى جانب مناطق تجارية وحدائق ومتنزهات، ومطاعم وأسواق وفندق يضم حوالى 30 غرفة.
تبلغ مساحة معامل الترميم بالمتحف المصرى الكبير نحو 22 ألف متر مربع، وتشمل معامل متخصصة مثل:
معمل الخزف والزجاج والمعادن لترميم الأوانى والتماثيل.
معمل الأخشاب لترميم التوابيت والتماثيل والأثاث الجنائزي.
معمل الأحجار لترميم القطع الحجرية الكبيرة.
المعمل الميكروبيولوجى الذى يحدد أنواع الكائنات الحية المسببة لتلف الآثار ويجهّز المواد الكيميائية اللازمة لوقف نموها.
معمل المومياوات الذى يهتم بترميم مومياوات الطيور، وخاصة طيور أبو منجل، التى كانت من المعبودات لدى الفراعنة.