ارتباط مصر بالسلام ارتباط أصيل عبر العصور يرتكز دائما على التسامح والتفاهم والقوة والرشد والحكمة، والساعى دائما إلى الاستقرار والتنمية والتعمير، ويكفى أن أقدم معاهدة سلام عبر التاريخ كانت معاهدة قادش، أما الآن فد ظهر جليا خلال الأزمات والصراعات التي يموج بها العالم ما بين السياسة والمياه وتعدد النزاعات وكثرة الأزمات، تمسك القاهرة بالخيوط كلها، وأن من يملك القدرة على جمع العالم فى شرم الشيخ، هو من يملك الشرق الأوسط كله.
وقد أثبتت الأحداث بالدليل القاطع والبرهان، أن هناك فرقا بين الدول التي تبحث عن دور وظيفى، والدول ذات الثقل السياسى والاستراتيجى كقوة إقليمية ضاربة في عبق التاريخ، فعندما تتحرك إنما تتحرك من واقع قوة، لذا تُعتبر مصر مركزًا أساسيًا لصنع قرار مزدوج، يجمع بين القوة والمرونة، وهذا الدور ليس مجرد مكانة سياسية بل يعكس التقاليد الثقافية والتاريخية العريقة، لذلك فإن خيار السلام كان دائماً موجوداً وقائماً ولم يغب أبداً عن الوجدان المصري.
والذى يجب الانتباه إليه، أن السلام لا يتحقق إلا بوجود وحدة وطنية، واستثمار راشد، وتعليم متميز وعادل، وتنمية اقتصادية مُستدامة، وقوة رشيدة تبني وتعمر وتتصدى لأي محاولة للمساس بالأوطان، وحقوق الشعوب ومقدراتها، لذا، فإن السلام الذى دائما ما تنشده مصر هو سلام ينطلق من وحى التاريخ وامتداد لإرث حضاري عريق.. وهو ما مكّن القاهرة من تقديم نموذج إنساني فريد في دعم أشقائها في الأزمات، لهذا، تفتح أبوابها دائمًا لكل من يسعى إلى الأمن والاستقرار، فلا تتاجر بالسلام ولا تساوم على القضايا العادلة، بل تمضي بخطى ثابتة لتكون كما أرادها الله: وطن السلام.. وضمير العدل الإنساني في عالم مضطرب.
وختاما.. نستطيع القول، إن احتفالية "وطن السلام" في هذا التوقيت تحمل دلالات عميقة، فى تربط بين نصر أكتوبر المجيد، كرمز الإرادة والكرامة، وبين مسيرة الدولة الحديثة التي تضع السلام والتنمية في مقدمة أولوياتها، لهذا كانت الرسالة التي وجّهها الرئيس للعالم من قلب العاصمة الإدارية الجديدة تؤكد أن مصر تسير بخطى ثابتة لترسيخ قيم السلام، وصون الأمن الإقليمي، والدفاع عن العدالة الإنسانية.