من تاجر الموت إلى صانع السلام.. ألفريد نوبل عالم غيّر وجه العالم

الثلاثاء، 21 أكتوبر 2025 08:00 م
من تاجر الموت إلى صانع السلام.. ألفريد نوبل عالم غيّر وجه العالم ألفريد نوبل

محمد عبد الرحمن

تحلّ، اليوم، ذكرى ميلاد العالم والمخترع السويدى ألفريد نوبل "1833 – 1896"، الرجل الذى غيّر مجرى التاريخ باختراعه الديناميت عام 1867، وجعل من الانفجار وسيلةً للبناء لا للهدم، ومن القوة طريقًا لتقدّم البشرية، ورغم أن اختراعه كان مخصصًا لخدمة العلم والهندسة، فإن ما تبعه من استخدامات عسكرية دفع نوبل إلى مراجعة نفسه، لينتهى به المطاف بتأسيس جوائز نوبل التي ما زالت حتى اليوم أرفع وسام عالمي للتكريم العلمي والإنساني.

اختراع غيّر وجه العالم

حين اخترع ألفريد نوبل الديناميت، لم يكن الهدف الحرب أو التدمير، بل تسهيل أعمال البناء والتعدين التي كانت تواجه صعوبات هائلة بسبب تضاريس الأرض الصلبة وخطورة التعامل مع المتفجرات التقليدية، ومع انتشار الديناميت، شهد العالم طفرة غير مسبوقة في الهندسة المدنية؛ فقد أصبح بالإمكان شقّ الأنفاق، وبناء الجسور والسدود، ومدّ السكك الحديدية والطرق بسرعة وأمان أكبر.

ساهم الديناميت في تنفيذ مشاريع كبرى خلدها التاريخ، مثل قناة بنما وجسر بروكلين في الولايات المتحدة، اللذين فتحا آفاقًا جديدة للتجارة والنقل، وأسهما في تسريع العولمة وتكامل الاقتصاد العالمي، كما مكن الديناميت عمّال المناجم من استخراج كميات ضخمة من الفحم والمعادن بجهد أقل، مما غذّى الثورة الصناعية ومهّد لقيام المدن الصناعية الحديثة.

تطوير المتفجرات وبناء الإمبراطورية الصناعية

لم يتوقف ألفريد نوبل عند اختراع الديناميت، بل واصل تجاربه العلمية، فابتكر مواد أكثر أمانًا واستقرارًا مثل الجيلاتين المتفجر (الجلجنيت) والباليستيت، وهي مواد أحدثت نقلة نوعية في صناعة المتفجرات المدنية والعسكرية.

وبفضل عبقريته التجارية، أسّس شبكة من المصانع في أوروبا وأمريكا، وأصبح من أغنى رجال عصره، حيث حصل على أكثر من 355 براءة اختراع شملت مجالات متعددة مثل الأجهزة الكيميائية، وعدادات الغاز، وأجهزة التفجير.

من تاجر الموت إلى صانع السلام

رغم ثرائه الكبير، لم يكن نوبل سعيدًا بسمعته، خاصة بعد أن نشرت صحيفة فرنسية خطأً نعيًا له قبل وفاته بعنوان تاجر الموت مات، فكانت تلك اللحظة نقطة تحوّل في حياته، تأثر نوبل بشدة من هذا الوصف، وشعر بالمسؤولية الأخلاقية عن الاستخدامات المدمرة لاختراعاته، فقرر أن يترك وراءه إرثًا مختلفًا.

وقبيل وفاته عام 1896، كتب وصيته التي نصّت على تخصيص معظم ثروته لإنشاء جوائز نوبل، لتُمنح سنويًا لمن "يقدم أكبر فائدة للبشرية" في مجالات الفيزياء والكيمياء والطب والأدب والسلام "ثم أضيفت لاحقًا جائزة الاقتصاد عام 1968".

إرث خالد بين العلم والإنسانية

تحوّل اسم نوبل من رمزٍ للقوة المتفجرة إلى رمزٍ للسلام والعقل والإبداع. فبفضل وصيته، أصبحت جوائز نوبل حلم العلماء والمفكرين حول العالم، ووسيلة لتكريم من يسهم في خدمة الإنسانية عبر الفكر والعلم والفن.

وبعد أكثر من قرن ونصف على اختراعه الديناميت، ما زال أثر نوبل حيًا في كل نفق يُشقّ، وكل جسر يُبنى، وكل جائزة تُمنح تكريمًا للعلم والمعرفة.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب