داخل أحد بيوت مدينة طهطا شمال محافظة سوهاج، تعيش طفلة صغيرة اسمها شهد، عمرها لم يتجاوز سنوات البراءة، لكنها تحمل فوق جسدها النحيل هموما أثقل من الكبار لم تعرف اللهو ولا الجري مثل أقرانها، بل عرفت فقط أوجاع المرض وأسرة المستشفيات، حتى باتت حياتها محصورة بين سرير لا تفارقه ودموع لا تجف لها ولوالدها.
أصيبت شهد منذ سنوات بمرض تسبب في شلل كامل جعلها طريحة الفراش غير قادرة على الحركة خضعت الطفلة لما يزيد على 10 عمليات جراحية معقدة في مستشفيات مختلفة، لكن حالتها لم تتحسن، بل ازدادت سوءا مع طول بقائها على السرير، فأصيبت بـ"قرح الفراش"، ثم فقدت القدرة على الإخراج الطبيعي، ما اضطر الأطباء إلى إجراء عملية "تحويل مسار"ورغم كل هذه المعاناة، تتمسك شهد بابتسامتها الهادئة، وتردد كلمات يكسوها الرضا والإيمان الحمد لله على كل شيء" لكنها تبوح بأمنية صغيرة أن تعود لمدرستها التي فارقتها، وأن تلعب مثل الأطفال من جديد.
والد شهد، الحداد البسيط، لم يتحمل قلبه أن يترك ابنته وحدها في مواجهة المرض، فترك عمله وجلس إلى جوارها، يطعمها بيديه ويقوم بتغيير الضمادات لها ويقضي لياليه ساهرا يخفف من آلامها. يقول الرجل وهو يغالب دموعه.
والد شهد يقول "ابنتي دائما مبتسمة، لكنها تحزن حين ترى دموعي لا أستطيع أن أوفر لها أبسط احتياجاتها، وأنا من كنت أحملها يوميا على كتفي من البيت إلى المدرسة، وأنتظرها حتى تعود اليوم لم أعد قاد حتى على شراء الدواء."
الأب أوضح أن علاج شهد يكلف ما يقرب من 15 ألف جنيه شهريا، تشمل الأدوية والحفاضات والمستلزمات الطبية، إلى جانب جلسات علاجية خاصة ومع موجة الغلاء، تراكمت عليه الديون، وفشل في دفع إيجار ورشته الصغيرة، بل أصبح عاجزا عن تسليم طلبات زبائنه الذين سبق ودفعوا له عربونا استدنت كثيرا تركت عملي لأخدم ابنتي، وأصبحت بلا مصدر دخل لدي أربعة أبناء آخرين في مراحل تعليم مختلفة ولا أحصل على أي معاش أو حتى دعم تكافل وكرامة."
لم يكتف الأب بخسارة عمله، بل تبرع لابنته بالدم مرتين في شهر واحد، حتى أصيب بضعف شديد في بصره جراء إصابة في الشبكية، لكنه لا يندم، فكل ما يتمناه أن تعيش ابنته حياة طبيعية.
اليوم، يرفع والد شهد صوته بعد أن ضاقت به السبل، يناشد محافظ سوهاج ووزارة الصحة وأصحاب القلوب الرحيمة التدخل العاجل لإنقاذ ابنته، وتوفير العلاج اللازم لها، وتخصيص معاش ثابت أو فرصة عمل تساعده على إعالة أسرته.
"كل ما أتمناه أن أرى ابنتي بخير.. أن تعود إلى مدرستها، أن تكفكف دموعها.. وأن لا ترى عجز والدها كل يوم."

ادوية-شهد

الطفلة-شهد

شهد-تتمنى-العودة-للمدرسة

شهد-تروى-قصتها

شهد-تقول-دائما-الحمد-لله

شهد-طريحة-الفراش

شهد-ونظرة-أمل

علاج-مكثف-تحتاجه-كل-شهر

والد-شهد-يحكى-حالتها

ومازال-حلم-العودة-للمدرسة-باقى