تمرّ اليوم الذكرى الـ224 لخروج الحملة الفرنسية من مصر بقيادة الجنرال جاك فرانسوا مينو، في 18 أكتوبر عام 1801، بعد ثلاث سنوات من الاحتلال الفرنسي الذي بدأ بدخول نابليون بونابرت إلى مصر عام 1798، في محاولة لإقامة قاعدة فرنسية تكون نواة لإمبراطورية في الشرق.
وبحسب ما يورده الدكتور محمد فؤاد شكري في كتابه «مصر في مطلع القرن التاسع عشر 1801 – 1811م»، فإن رحيل الفرنسيين لم ينهِ فقط وجودهم العسكري، بل فتح الباب أمام مرحلة من الاضطراب السياسي، مهدت الطريق لظهور محمد علي باشا كقوة جديدة استطاعت أن تفرض نفسها في خضم صراع المماليك والعثمانيين.
جاء محمد علي إلى مصر ضمن الفرقة الألبانية التى أُرسلت من «قولة» فى مقدونيا ضمن الجيش العثماني لطرد الفرنسيين، وشارك في العمليات العسكرية بالتعاون مع الإنجليز. وبعد مغادرة الحملة، استطاع محمد علي أن يتدرج في المناصب حتى تولّى قيادة الجند الأرناؤوط، ليصبح بعد سنوات والي مصر ومؤسس نهضتها الحديثة.
ويرى شكري أن فشل الحملة الفرنسية في مصر كان بمثابة نهاية مشروع فرنسا الاستعماري في الشرق، بعدما عجزت عن إقامة مستعمرة جديدة تعوّض خسائرها في جزر الأنتيل والهند الغربية، ورغم ذلك، فقد تركت الحملة أثرًا علميًا وثقافيًا خالدًا، تمثل في الدراسات والبحوث العلمية التي أنجزها علماء الحملة، وأصبحت أساسًا لدراسة مصر الحديثة.
وبعد خروج الفرنسيين، عادت مصر رسميًا إلى السيادة العثمانية، حيث بقي الصدر الأعظم يوسف ضياء باشا في القاهرة لتنظيم الإدارة الجديدة، وتم تعيين محمد خسرو باشا أول والٍ على مصر في العهد العثماني الجديد، قبل أن تبدأ مرحلة التحول الكبرى مع صعود محمد علي إلى الحكم لاحقًا.