عندما تلاحظ المرأة تراكم الوزن في منطقة الورك أو الفخذين، فإن ذلك لا يحدث صدفة، فالجسم لا يختار أماكن تخزين الدهون عبثًا، بل يتحدث بلغته الخاصة ليُخبرك أن هناك شيئًا في نظامك الحياتي يحتاج إلى مراجعة.
موقع Everyday Health يوضح أن شكل توزّع الدهون في الجسم قد يرتبط بالهرمونات، وبطريقة التعامل مع التوتر، وبمستوى النشاط اليومي، بل وحتى بنمط التغذية والعوامل الوراثية.
الدهون السفلية
صحيح أن تراكم الدهون في الفخذين أو الورك أقل ارتباطًا بأمراض القلب مقارنة بدهون البطن، إلا أن زيادتها بشكل كبير لا تخلو من المخاطر.
فعندما يتجاوز الوزن حدّه الصحي وفقًا لمؤشر كتلة الجسم، تزداد احتمالية الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري والضغط وبعض أنواع السرطان.
الدهون لا تأتي لتشوه المظهر، بل لتُرسل إنذارًا صامتًا عن خلل في التوازن الداخلي.
بعض التغييرات البسيطة — في النظام الغذائي، الحركة، والنوم — يمكن أن تعيد الانسجام بين شكل الجسم وصحته
1. الهرمونات أول من يوجّه الدهون
الاستروجين هو المتحكم الرئيس في توزّع الدهون عند النساء، ومع ارتفاع مستوياته تميل الدهون إلى التراكم في الحوض والفخذين.
وقد تكون هذه الزيادة طبيعية في بعض المراحل كالحمل أو ما قبل انقطاع الطمث، لكنها أحيانًا تشير إلى اضطراب هرموني يحتاج إلى تقييم طبي.
ما التصرف الصحيح؟
من الحكمة مراجعة الطبيب عند ملاحظة زيادة غير معتادة في الوزن مع أعراض مثل اضطراب الدورة الشهرية أو تقلب المزاج.
يساعد تعديل نمط الحياة ومراجعة الأدوية الهرمونية على استقرار الوضع تدريجيًا.
2. التوتر يبرمج الجسم لتخزين الدهون
الجسد لا يفرّق بين التوتر النفسي والجوع الفعلي، فعند ارتفاع هرمون الكورتيزول الناتج عن القلق أو الضغط المستمر، يميل الجسم للاحتفاظ بالطاقة على شكل دهون.
وغالبًا ما تُخزن هذه الطاقة في المناطق السفلية عند النساء.
الحل العملي:
ابدأي بخطوات صغيرة لتخفيف الضغط النفسي مثل تمارين التنفس البطيء أو التأمل أو المشي في الهواء الطلق.
كذلك، التواصل الاجتماعي الإيجابي مع الأصدقاء والعائلة يُقلل من أثر التوتر ويعيد التوازن الكيميائي للجسم.
3. الجلوس الطويل يعطل عملية الحرق
نمط الحياة العصري جعل الجلوس عادة يومية تمتد لساعات أمام الأجهزة، مما يُبطئ عملية الأيض ويُضعف عضلات الساقين.
ومع انخفاض النشاط البدني، تُخزّن السعرات بدل أن تُستهلك، فتظهر زيادة الوزن تدريجيًا في الجزء السفلي.
ما يمكنك فعله:
احرصي على ممارسة نشاط معتدل مثل المشي السريع أو ركوب الدراجة نصف ساعة يوميًا، خمس مرات أسبوعيًا.
وأضيفي تمارين تقوية العضلات مرتين أسبوعيًا للحفاظ على شكل الجسم واستقرار وزنه.
الحركة المستمرة خلال اليوم، حتى لو كانت بسيطة، تُحدث فارقًا في المدى الطويل.
4. التغذية غير المتوازنة تغذي المشكلة
الأطعمة المصنعة، السكر، والمشروبات المحلاة تُحفّز الجسم على تخزين الدهون خاصة عند بطء الأيض بعد الثلاثين.
كذلك، الإفراط في الكربوهيدرات البسيطة دون تعويض بالبروتين والألياف يُسهم في زيادة الوزن المنتشرة في الجزء السفلي من الجسم.
البديل الذكي:
اختاري وجبات تحتوي على بروتين خفيف مثل الدجاج أو البقوليات، وأضف خضروات طازجة وأليافًا طبيعية لتقليل الشهية وتنظيم السكر في الدم.
تقليل 400–500 سعرة حرارية يوميًا كافٍ لتحقيق فقدان ثابت وآمن في الوزن دون حرمان.
5. عندما تكون المشكلة طبية: الوذمة الشحمية
في بعض الحالات، لا تكون الدهون الزائدة نتيجة عادات غذائية، بل حالة تُعرف بالوذمة الشحمية، وهي اضطراب يتسبب في تراكم دهون غير طبيعية في الساقين والورك.
تشعر المرأة في هذه الحالة بثقل أو ألم عند اللمس، وغالبًا ما تتفاقم الأعراض مع التغيرات الهرمونية.
متى تستشيرين الطبيب؟
عند ملاحظة انتفاخ غير متناسق أو صعوبة في الحركة أو تعب مستمر في الساقين.
قد يتضمن العلاج الجمع بين الحمية المناسبة، التمارين المنتظمة، ارتداء الجوارب الضاغطة، أو في بعض الحالات اللجوء لتدخل طبي مثل شفط الدهون.