قلق الفحص.. اضطراب وخوف من التشخيص الطبى تخلص منه بـ 5 خطوات

الأربعاء، 15 أكتوبر 2025 04:00 ص
قلق الفحص.. اضطراب وخوف من التشخيص الطبى تخلص منه  بـ 5 خطوات قلق الفحص

كتبت مروة محمود الياس

القلق من الفحص والكشف الطبى، تبدأ الحكاية غالبًا بقلق صغير، بأعراض مبهمة لا تجد لها تفسيرًا واضحًا. ومع مرور الأيام، يتحول الانتظار إلى عبء ثقيل، خاصة حين تتأخر النتائج أو تتعدد التشخيصات، هذه التجربة ليست نادرة، فكثير من الناس يعيشون ما يُعرف بـ "قلق الفحص"، وهو حالة من التوتر النفسي والذهني ترافق المريض أثناء انتظار معرفة سبب ما يشعر به، كما وصفها موقع Everyday Health المتخصص في الصحة العقلية وجودة الحياة.

فالانتظار في حد ذاته — وليس الخبر السيئ — هو ما يربك الإنسان ويُضعف توازنه الداخلي. إذ يجد المريض نفسه عالقًا بين الخوف من المجهول والعجز عن الفعل، وهو ما يجعل قلق الفحص تجربة نفسية قاسية بقدر ما هي صحية.

ما هو قلق الفحص؟

يشير مصطلح "قلق الفحص" إلى حالة من القلق المستمر، يشعر بها الشخص عندما ينتظر نتيجة اختبار طبي أو تشخيص لحالته. وتصف الأبحاث هذه الحالة بأنها مزيج من الخوف، والترقب، وعدم اليقين، يمكن أن يمتد لأيام أو حتى أسابيع.
بحسب دراسات طبية حديثة، تصل نسبة من يعانون من هذا القلق إلى أكثر من 80% بين مرضى السرطان أثناء انتظار نتائج فحوصهم. ولا تقتصر الحالة على مرض معين، بل تصيب كل من يجد نفسه في مواجهة غموض صحي يصعب تفسيره.

حين يصبح الانتظار أصعب من المرض
 

توضح الدكتورة كيت سويني، أستاذة علم النفس بجامعة كاليفورنيا، أن الإنسان عندما ينتظر خبرًا طبيًا مهمًا يدخل في حالة “شلل مؤقت” تمنعه من اتخاذ أي خطوة عملية، لأن المجهول لا يُمكن التعامل معه أو التنبؤ بنتائجه. وبمجرد صدور التشخيص، حتى وإن كان غير مطمئن، يشعر المريض بانفراج نسبي، لأنه صار يملك وضوحًا يسمح له بالتصرف.

وتضيف سويني أن الانتظار الطويل يمكن أن يستهلك الطاقة الذهنية والعاطفية، وقد يؤدي إلى اضطرابات في النوم أو الأكل، وربما إلى تراجع المناعة نتيجة الضغط النفسي المزمن.

الجانب الإيجابي للانتظار

لكن رغم ثقل التجربة، يمكن أن يحمل الانتظار درسًا مهمًا في التكيف والمرونة. فبحسب موقع Everyday Health، يساعد قلق الفحص بعض الأشخاص على تطوير ما يُعرف بـ “المرونة النفسية”، أي القدرة على التعامل مع المجهول بثبات أكبر.
وتوضح الدكتورة بيث راش، أخصائية علم النفس العصبي، أن هذه المرونة تُشبه العضلة التي تقوى مع الممارسة، فهي لا تولد مع الإنسان، بل تُكتسب من المواقف الصعبة.

فالمريض الذي يتعلم الصبر، ويُدرك أن القلق جزء طبيعي من التجربة، يصبح أكثر قدرة على مواجهة التحديات الصحية المستقبلية دون أن ينهار نفسيًا.

كيف تُبنى المرونة أثناء انتظار التشخيص؟

ترى الدكتورة روزاليند دورلين، الأخصائية النفسية السريرية، أن المرونة تنشأ عندما يواجه الإنسان الخوف بالوعي لا بالهرب. فالإقرار بوجود القلق أول خطوة نحو تجاوزه، وتوصي بعدة استراتيجيات بسيطة تساعد على التكيف مع فترات الانتظار الطبي الصعبة:

1. تغيير طريقة التفكير:
لا تجعل الخوف هو المحور الوحيد في تفكيرك، بل ذكّر نفسك بأن احتمالات الشفاء والعلاج في تطور مستمر، وأن معظم الحالات تُعالج بنجاح.


2. التحكم في ما يمكنك السيطرة عليه:
بدل انتظار النتائج في قلق، استثمر الوقت في تجهيز نفسك لأي سيناريو، كتنظيم مواعيدك أو معرفة خيارات العلاج المحتملة. هذا يمنحك إحساسًا بالقدرة بدلاً من العجز.


3. الانشغال الإيجابي:
حاول ممارسة نشاط يُبقي ذهنك حاضرًا، مثل القراءة أو الرسم أو الرياضة. ما يُسمى بـ “حالة التدفق” — وهي التركيز الكامل في نشاط محبب — يُخفف من وطأة القلق.


4. تجنّب البحث المفرط عن الأعراض:
تصف راش التصفح العشوائي للمواقع الطبية بأنه “وقود للهلع”، إذ يُغرق المريض في سيناريوهات كارثية لا تمت لواقعه بصلة.


5. الاستعانة بالدعم الاجتماعي:
التواصل مع الأصدقاء والعائلة أو حتى مجموعات الدعم عبر الإنترنت يمنح المريض شعورًا بأنه ليس وحيدًا. المشاركة والتعبير عن القلق تخفف من شدته النفسية بشكل واضح.

من الخوف إلى النضج النفسي
 

تشير دراسات متعددة إلى أن الأشخاص الذين يمتلكون مرونة أعلى يتعاملون مع الأمراض المزمنة بشكل أفضل، ويقل لديهم خطر الإصابة بالاكتئاب، مقارنة بغيرهم.

فالقلق من الفحص، رغم قسوته، يمكن أن يتحول إلى تجربة تُعزز وعي الإنسان بجسده وتُنمّي لديه مهارة الصمود. إنه ليس ضعفًا، بل تمرين نفسي عميق على الثقة والقبول.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة