حازم حسين

استرداد السردية وتلزيم المهام.. عن مسافات لا تُقاس بالساعات فى قمة شرم الشيخ للسلام

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2025 02:00 م


وصلت الرسالة المقصودة كما أُريد منها بالضبط، ولم تمنع محاولات سرقة الوقت من بلوغ القطار محطته الصحيحة فى آخر المطاف. سجّلت قمة شرم الشيخ للسلام موقفًا ثقيل الوزن، خفيفًا فى الحركة وبناء جبهة تُؤازر العقل والسياسة، وتُصوّب السردية التى تخطّفتها الحرائق والدعايات طويلا.

والخلاصة؛ أن ما جرى طوال العامين الماضيين لم يكن صائبًا من أى وجهٍ كان، ومنطق القوة لا يمكن أن يتخطَّى أسوار الحقوق العادلة، كما أن إسرائيل لم تربح حربها العدوانية الغاشمة، وبالتبعية فلم تُهزَم فلسطين.

أُبرِم اتفاق شرم الشيخ أواخر الأسبوع الماضى، ومن وقتها انتقلت المهمة من البحث عن حلٍّ، إلى الاجتهاد فى تحصينه وتأمين استدامته. وبطبيعة الحال؛ ستنتقل الصفقة بين المراحل، بمُجرّد تثبيت مرحلتها الأُولى، وضمان حُسن إدارتها وإنجازها.

أى أنَّ شِقّ المُفاوضين من الطرفين تضاءلت أهميّته نسبيًّا؛ لصالح تأمين مظلّة حاضنة للصفقة، وراعية لها فى مواجهة مخاطر المزاجية وتقلُّب المواقف من هُنا وهناك.

والقمّة من هذا المُنطلق؛ تُمثّل قفزةً مصرية لا من موقع الوسيط للضامن فحسب، بل لتكون مُحفّزًا ورقيبًا على الضامنين أنفسهم. بمعنى أنها لا تركن إلى إنجاز واجبها إزاء إسكات البنادق وتعبيد بيئة التهدئة طويلة المدى، إنما تضطلع بما هو أكبر، على طريق تلزيم المسؤوليات لأصحابها المعنيِّين، ثم الإشهاد عليهم من آخرين ذوى صفةٍ واعتناء بالمسألة، وأن يكون موقفُ كلٍّ منهم مشهودًا وشاهدًا على سواه.

القمة احتفال بإنهاء الحرب وليست إعلانًا عن تفعيله. إذ دخلت الترتيبات حيِّز التنفيذ قبل أيام، واكتُمِلت ملامحها العملية بتبادل الرهائن صباح الاثنين. فكأنها كاشفة لا مُنشئة بلُغة أهل القانون، وغايتها تثبيت المضامين لا الظواهر، والتقدُّم على طريق إغناء الحلول الوقتية المُقترحة، بتصوّرات عملية أكثر اتّصالا بطبيعة الصراع، وثوابته العُليا، وأهمّها نهائية «حل الدولتين».

لم تكن لدى نتنياهو أى رغبة فى مُغادرة الميدان؛ حتى مع استشعاره لثِقَل الحصار واشتداد عُزلة إسرائيل. وربما سعت الولايات المُتحدة إلى إخراجه من الفخ؛ لئلا ينتهى به الأمر وحيدًا فى مواجهة العالم. وقد حاول طوال الوقت أن يُظهِر الاستخفاف بالغضب المتصاعد تجاه دولته، حتى أنه بدأ التفتيش عن حلول للتعايش معه تحت عنوان «سوبر اسبرطة» المُقيمة على حدّ السيف، والمُكتفية بنفسها عن الآخرين. لعلّه كان مُنزعجًا فى داخله؛ لكنه أبقى الانزعاج مكتوما، وكان مُهتمًّا بأن يرى منه الناظرون جانب الصلف والصلابة وعدم الانشغال بالغاضبين.

حطّت طائرة ترامب على مُدرّج مطار بن جوريون فى التاسعة صباحا. كان مُجدولاً للزيارة أن تستغرق أقل من أربع ساعات، فامتدت إلى ما يُقارب السبع. نُصِبَت منصّة استعراض صاخبة فى أروقة الكنيست، وأفاض رئيسه أمير أوحانا فى التقديم والإشادة على طريقة مُنظّمى الأفراح، ثم أطال نتنياهو فى كلمته، وتبعه زعيم المعارضة يائير لابيد باتّفاقٍ غير مُعلَن غالبًا. ولا تُقرأ الاستزادة والاستطرادات إلا من باب الرغبة فى تمديد بقاء الضيف، وضغط بقية جدوله الزمنى التالى؛ فكأنهم يرتعبون من قمة ترفع شعار السلام، فيما يخرجون ساسة وجنرالات مُكلّلين بعار الحرب.

يعرف الصهاينة ما يُريدونه؛ لكنهم يجهلون كيفية التعاطى مع ما يُريده الآخرون، ويتعطّلون تمامًا حالما تتصادم الإرادات، أو ينجح مُناوئوهم فى تطويق مناوراتهم، أو مُعادلة كفّتى الميزان على الأقل. وأوضح مثال على الارتباك ما كان بشأن غياب زعيم الليكود عن قمة شرم الشيخ، ثم حضوره، ثم غيابه مُجدّدًا وبصورة نهائية.

فى اليوم السابق على القمة، تردّد فى معالجات الإعلام العِبرى أن نتنياهو لن يكون بين الحاضرين، وقد سعى إلى استباق التحليلات بإعلان مكتبه أن إسرائيل لن تكون مُمثّلة على أىِّ مستوى فى شرم الشيخ.

لكن صحيفة يديعوت أحرونوت مثلاً لم تُخدَع ببيان رئيس الحكومة، وتعمّقت فيما وراء التفاصيل الظاهرة، مُؤكِّدة أنه لم يتلَقّ دعوةً من الأساس، وعَدَّت تجاهُلَه إهانةً لشخصه ودولته، وأنها فى التحليل تُعبِّر عن رغبة ترامب فى ألَّا يفُكّ عُزلتَه قبل أن يستوثق من التزامه بمُقرَّرات خطّته للسلام، وأهم بنودها وقف الحرب تمامًا، والتسليم بتتابُع المراحل دون تجديد محاولاته المُعتادة مع المراوغة والاحتيال.

ولا يغيبُ عن الاحتمالات أنَّ القاهرة ربما تحفّظت على مشاركته، فى ضوء سوابق سلوكياته طيلة الشهور الماضية، وأنَّ معيار الجدارة لديها يتحدَّدُ بانخراطه فى مسارٍ جاد ينتقل من الحرب إلى السياسة، ويتوقّف عن لعبة التصريح والتلميح بالمُتضادّات والمواقف المتناقضة.

وهو ما تحقَّق بتصريح رئيس حكومة الاحتلال المُعلَن عقب استقبال ترامب فى مطار بن جوريون، بأنَّ «الحرب على غزة قد انتهت»، وتأكَّد غالبًا فى الاتصال الثلاثى مع الرئيس السيسى، بما أفضى إليه من اتفاق على إفساح مكان له فى شرم الشيخ؛ لتكون جائزة الحضور طوقًا فى عُنقه لاحقًا.

أوّلاً بتثبيت مسؤوليّته تجاه الوسطاء والضامنين المُمثّلين فى القمّة، ثمّ برمزية التكافؤ والنديّة إثرَ وضعه فى جُملةٍ واحدة مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس، والأهمّ جلوسه تحت سقفٍ لا يجتزئ الصورة الكُليّة أو يعزل مكوّناتها عن بعضها، ويُثَبِّت «حلَّ الدولتين» عنوانًا وحيدًا لتسوية الصراع؛ ولو أُرجِئ مرحليًّا أو وُضِعَت دونه العراقيل.

للقمة رئاسة ثنائية من مصر والولايات المُتّحدة، والجلىّ أن نتنياهو لم يُدعَ للحضور سابقًا. وعندما تشفّع له ترامب؛ فإن الإدارة المصرية لم تعترض على أن يكون من حصّة الشريك، مع إحالة المسألة إلى مواقف وتفضيلات بقيّة الحضور، ويبدو أن فريقًا منهم امتعض أو رفض الإقامة معه تحت سقف واحد.

مصر مُنفتحة على كل الأطراف؛ طالما كانت الحدود واضحة والثوابت مرعيّة ومُحترَمَة. ويقضى المنطق بأن السلام كالحرب، لا يكون أى منهما إلا مع العدو. وهو التناقض الذى يتردّى إليه العقائديون ولا ينجو منه سوى العقلاء، ذلك أن حماس والاحتلال مثالاً، كانا يعترفان ببعضهما فى كل جولة تفاوض؛ بالرغم من تشدّدهما العميق فى الرفض والإنكار، والتطلّع إلى إلغاء الآخر لو كان مُمكنًا.

والخلاف مع الدولة العبرية إنما ينشأ عن أفكار ومُمارسات، ولن يُذَوّب إلا بالعودة عن أطماعها والارتداع بالقانون والأُطر الناظمة للعلاقات. وانفلات تل أبيب لم يكُن يُبشّر بأنها ماضية أو قريبة من الاعتدال؛ لكن الإرادة الأمريكية قادتها عنوة إلى اتّفاق الضرورة، وقمّة شرم الشيخ تُؤمِّن على تلك الإرادة وتُشيد بها، وتسعى إلى تسييجها بوفاق دولى أكثر اتّساعًا وشمولاً، وبما يجعل أيّة مواجهة تالية خارج الثنائية الضيقة وغير المُتكافئة/ الجُناة والضحايا؛ ليتشارَك فيها آخرون بما لهم من فاعلية ومصالح، وما عليهم من قيود أخلاقية وشعبية أيضًا.

اختبر نتنياهو الرفض من قبل، واضطُر للخطابة فى مقاعد فارغة خلال الجمعية العامة للأمم المُتّحدة. والقاهرة قبل غيرها تضجّ من أفعاله الإجرامية، وتعرف أن فى قائمة حضور القمّة من لا يُرحّبون بوجوده بينهم. والدلالة هُنا ليست ما إذا كان البيت الأبيض كافيًا له دون بقيّة الدول والحكومات، أو كان هو نفسه قادرًا على احتمال أعباء العُزلة إلى أن يتيسّر نَقبُ أسوارها ببطء وأناة؛ إنما أن إسرائيل أمام استحقاقات ستدفع ثمنها طويلاً، ومع الحكومة الحالية أو أى بديلٍ لا يعترف بالانحطاط ويجتهد فى مُداواته.

توقفت الحرب؛ لكن تداعياتها ستظل قائمة لأمد بعيد. والمنطقة أمام شوط طويل عليها أن تقطعه حتى تتعافى من آثارها، ولن تبرأ أو تكتمل عافيتها إلا بإغلاق ملف الحقبة السابقة بكل تفاصيلها، وبالوجوه الشائهة التى هيمنت عليها؛ لا سيما من جانب دولة الاحتلال التى تنصب سيرك الاحتفال بالفشل والعار، ولا ترى حقيقة أنها أبعد ما يكون عن سردية نصرها المُدّعاة، وأقرب من أى وقت مضى إلى سيرتها الأولى فى زمن العصابات وقُطّاع الطرق.

وقف نتنياهو على أمام الكنيست كاذبًا بحماسة وإصرار. لكن المُفارقة أن زعيم مُعارضيه يائير لابيد عندما تلاه على المنصة نفسها، لم ينحرف عنه فى حرف أو رسالة مُلوّنة. أنكر الإبادة والتجويع، وادّعى الأخلاقية وعدالة الموقف، وسبح فى الدم باستمتاع على الرغم من كل اعتراضاته السابقة، ومِمّا يوجّهه من اتهامات لا تنقطع لزعيم الليكود وائتلافه التوراتى.

والإشارة المُضمَرة أن الثانى لو حلّ بديلاً عن الأول؛ فلن يتغيّر شىء فى الخطاب والمُمارسة. ويُمكن استدعاء باقة الخيارات تحت القاعدة نفسها: نفتالى بينيت وليبرمان وجانتس وآيزنكوت وغيرهم. الخلاف بينهم جميعًا مُجرّد تنويع على لحن واحد، وتوزيع أدوار لغايات دعائية تضليلية، وعندما يرتقى الواحد منهم مقعد السابق يتلبّس قناعه وصورته، ولا يكون التفاوت إلا فى النبرة ومدى إجادة التصنّع والاحتيال.

إسرائيل برواز واحد، وهامش التغيير فيها أن يُقلّب على زواياه الأربع، أو يُنَقّل بين الحوائط وقطع الأثاث. ما يجعل الحرب التى وضعت أوزارها للتوّ جريمة جماعيّة، والاتفاق على وَقفها إخفاقًا يُطوّق أعناق الجميع أيضًا. ومن هُنا تتأكّد أهمية قمّة شرم الشيخ للسلام مُجدّدًا؛ لأنها تُحدد الملامح العمومية التى يتوافق عليها الحضور، وتضمنها واشنطن ويضمنونها معها، ولا سبيل لإنهاء الصراع أو حتى تلطيف حماوته دون أخذها حزمةً واحدة.

وقف الحرب مُقدّمة لصناعة السلام، وهو لن يتحقّق من دون دولة فلسطينية مُستقلة، أو مسار واضح يقود إليها، وفى ضوء خطّة جليّة وآجال زمنية مُحدّدة. أو على الأقل إفساح الملعب لمُنازلة عادلة، وتوفير سياق يسمح لمُمثّلى القضية باختبار قدراتهم وتطويرها، ومعرفة أن الطريق على طولها لن تنتهى إلى المجهول، ولن يُسلَب منهم حق الوصول استباقيًّا، وبإرادة غاشمة أوّلها الإحلال ومُنتهاها الشطب والإلغاء.

يُراهن الصهاينة كعادتهم على التدرُّج، وتقسيم ما لا يُمكنهم ابتلاعه فى قضمة واحدة. فعلوها فى التقسيم، ثم يونيو وأوسلو وغيرهما، واليوم يُقرّون الهُدنة الطويلة اضطرارًا، على أمل أن تتعدّل الأوضاع الميدانية، أو يرتكب خصومهم الخطيئة القاتلة؛ كما كان فى الطوفان قبل سنتين.

والحاضنة العربية الإسلامية هنا تحلّ ضامنًا من زاوية فلسطينية؛ بمعنى أن تمنع الفصائل من إدمان الانتحار أو تعريض ذاتها والقضية لامتحانات لا طاقة لهم بها أو مقدرة. وبالتوازى مع الضامن الأمريكى لنزوات الاحتلال؛ يمكن انتشال غزّة من بقعة الزيت قبل أن تتجدّد الحرائق حولها، أو يُغرَى طامع هناك أو مُقامر هنا بتبديد آمالها الكُبرى بعود ثقابٍ صغير.

ولا ينبغى الارتياح تمامًا لرسالة إنهاء الحرب؛ ذلك أن المُحتل لا يعدم الحيلة للانقلاب على التعهّدات. وبعدما أتمّ الاتفاق شِقّ تبادل الرهائن تقريبًا، تتبقّى المفصليّات الخلافية، وتحتاج إلى مواءمة تحت مظلّة الإجماع الفلسطينى، وفى كنف الحاضنة العربية الأمينة من مصر وغيرها، ليُصار إلى استكمال جدول الانسحاب وبدء خطة التعافى وإعادة الإعمار، على أن تُوضَع الغايات فوق الوسائل، ويتقدّم العام على الخاص بتجرُّد وإخلاص.

قال الرئيس ترامب إن حماس مُنِحَت إذنًا بضبط الأمن فى القطاع، ما يعنى أن الحادث اليوم مرحلة انتقالية قبل نزع السلاح أو تجميده. لكن الحركة تتورّط فى تعميق الانقسام والخلافات، ومُراكمة الإحن والثارات فوق بعضها؛ بما قد يُغريها بالمواصلة، أو يفرض عليها الاحتماء بالبنادق درعًا وحاميًا، وفى كل الأحوال تتهدّدها مخاطر الاستدراج إلى الاتهام بإفشال الصفقة أو تجديد الذرائع.

هُزِمَت إسرائيل أمام ثبات الغزّيين؛ رغم كل ما حصدته من أرواحهم ودمائهم. وهُزِمَت مُجدّدًا فى المواجهة السياسية مع القاهرة. لا تهجير ولا تصفية للقضية، والاتفاق يلغى أى احتمال لاحتلال القطاع أو السيطرة عليه أمنيًّا، والسلطة الوطنية مُرجأة مرحليًّا؛ لكنها البديل المُستقبلى بما تحمله من شرعية ومشروع تحرُّرى واضح المعالم. أمّا قمّة شرم الشيخ فإنها تُوقِّع على كل هذا، وتُعيد إحياء القضية على صورتها الصافية المُنزّهة عن الهوى والأيديولوجيا والمصالح الفئوية، والمُعلّقة على كاهل العالم باعتبارها أزمة دولية منذ بدايتها.

إنها العودة إلى الصيغة التى كان يتوجّب اغتنامها منذ البداية، وفوّتتها دول المنطقة وقتها تحت ضغط العاطفة وانعدام التشاوف وقراءة المستقبل. إخراجها من الثنائية المقيتة؛ لتعود موضوعًا سياسيا وأخلاقيًّا بالمعنى القانونى للأخلاق، وليست مُجرّد أزمة إنسانية أو حادثة أمنية لا تنطفئ نيرانها إلا لتشتعل، ولا ينشغل بها العالم إلا لينصرفوا عنها سريعًا، وبمُجرّد أن يتوقّف التقتيل أو تبرُد العواطف المُلتهبة.

نجحت قمة شرم الشيخ للسلام من طَرح الفكرة، وإلى الصورة التى خرجت عليها فى النهاية. قطعت مسافاتٍ لا تُقاس بالساعات، وأنجزت ما يتعذّر على غير مصر، وما لم يكن سواها سيستشعر أهميّته ووجوبه شكلاً وموضوعًا. أغلب الحضور يعترفون بالدولة الفلسطينية المُستقلة، والولايات المُتحدة صاحبة الخطة التى يتأسس عليها المسار، وهى لا تنفى حل الدولتين؛ وإن لم تذكره صراحةً.

واثنان أو ثلاثة على الأكثر من الحضور لم يعترفوا بفلسطين بعد؛ لكنهم يضيقون بإسرائيل كما يضيق غيرهم، ويرفضون ما أتته طيلة شهور الحرب، وأشدّهم انحيازًا يُدين الفعل دون مَنحه صفته الحقيقية كإبادة وتطهير وجرائم حرب. فكأن أصدقاء الضحايا والجناة يجتمعون معًا؛ ليُعيدوا ضبط السردية على الأقل؛ وتلك فاتحة انضباط الوقائع على الأرض مهما طال الزمن.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب