تحل اليوم ذكرى تنصيب طومان باي سلطانًا على مصر خلفًا للسلطان قنصوه الغورى الذى قتل فى معركة مرج دابق وقد كان طومان باى سلطانا محبوبا إذ حظى بقبول من الشعب لشجاعته ودفاعه عن البلاد.
طومان باي سلطان مصر
وحسب ما جاء في كتاب موجز تاريخ مصر من تأليف محمد عمروش، تولي السلطان طومان باي حكم مصر سنة 1516م بعد مقتل السلطان الغوري وقد أجمع معظم المؤرخون أنه كان سلطاناً عالي الهمة وقليل الأذى للرعية، وقد كان السلطان الغوري قد عينه نائباً له في مصر قبل أن يتجه إلى لقاء العثمانيين في مرج دابق بشمال سوريا، وعندما تأكدت وفاة الغوري خلال المعركة طلب الأمراء في مصر من طومان باي أن يتولى السلطنة، (ولقد تمنع طومان باي عن قبول السلطنة مدة خمسين يوماً إلا أنه قبلها بعد ذلك تحت ضغط)، (وحين تولي طومان باي السلطنة كانت البلاد في أقصي درجات التدهور والدولة المملوكية في آخر رمق، نتيجة العوامل متعددة، إذ قد استشري الفساد في كيان الدولة المملوكية وكأنها حتمية النهاية، ولم يعد هناك أي أمل في استنقاذها، وبالرغم من كل هذه المعوقات حاول طومان باي أن يستعد الحتمية (بينما رفض أن يأخذ أموال الناس قهرًا أو من أي سبيل حتى لا تحدث في أيامه مظلمة أبداً).
شجاعة طومان باي
وكتب ابن إياس: فلما كان يوم الخميس تاسع عشرين ذي الحجة فيه وقعت كاينة عظيمة تذهل عند سماعها عقول أولي الألباب وتضل لهولها الآراء عن الصواب زحف عسكر ابن عثمان ووصل أوائله إلى الجبل الأحمر فلما بلغ السلطان طومان باي ذلك زعق النفير في الوطاق ونادي السلطان للعسكر بالخروج إلى قتال عسكر ابن عثمان، فركبت الأمراء المقدمون ودقوا الطبول حربياً وركب العسكر قاطبة حتى سد الفضاء وأقبل عسكر ابن عثمان كالجراد المنتشر وهم السواد الأعظم فتلاقى الجيشان في أوائل الريدانية فكان بين الفريقين وقعة مهولة أعظم من الوقعة التي كانت في مرج دابق، فثبت بعد الكسرة السلطان طومان باي وهو يقاتل بنفسه في نفر قليل من الرماة والمماليك السلحدارية، وانتهت معركة الريدانية بهزيمة ساحقة للمماليك ودخل سليم الأول مصر منتصراً.