محمد أيمن

مصر.. الحصن المنيع في وجه التحولات العالمية

الخميس، 09 يناير 2025 09:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في ظل التحولات الإقليمية والعالمية التي تتسم بالفوضى والصراعات على الهيمنة، تُبرز مصر مكانتها كقوة صلبة ومحورية في منطقة الشرق الأوسط. يُلقي الإعلام الإسرائيلي انتقادات متزايدة على الدور المصري، معتبرًا إياه عائقًا أمام تنفيذ مخططات توسعية تخدم مصالح إسرائيل الاستراتيجية. ولكن لفهم هذا الهجوم، علينا العودة إلى التاريخ لاستقراء الحاضر، ومن ثم وضع رؤية مستقبلية تتصدى لهذه التحديات.

منذ فجر الحضارة، مثّلت مصر نموذجًا لوحدة الأرض والشعب والجيش، وهو مثلث تماسكه ضمان لبقاء الدولة. في عصور الفراعنة، كان الجيش الدرع الحامي للحضارة، كما في توحيد الملك مينا لمصر، واستمر هذا المفهوم متجذرًا عبر العصور. في العصر الحديث، أعادت ثورة 30 يونيو 2013 بوصلة الدولة، متصدية لمحاولات الفوضى التي اجتاحت المنطقة بعد 2011.

لم تكن هذه الفوضى عشوائية؛ فقد بدأت بسقوط بغداد، وتوالت لتشمل سوريا، ليبيا، واليمن. الهدف كان واضحًا: تفكيك الدول الوطنية وخلق شرق أوسط جديد. ولكن مصر، بفضل مؤسساتها الوطنية وعلى رأسها القوات المسلحة، استطاعت التصدي لهذه المخططات، واستعادة الاستقرار وسط محيط مضطرب.

بقيادة سياسية واعية، تعمل مصر على بناء جيش حديث قادر على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية. فالقوات المسلحة المصرية، إلى جانب مهامها التقليدية، باتت ركيزة لتحديث الدولة اقتصاديًا وتقنيًا. تطوير الجيش لا يعني سباق تسلح بلا هدف، بل هو استجابة لحسابات دقيقة تعزز الردع وتحفظ السيادة المصرية، في وقت تتزايد فيه التهديدات، سواء من الإرهاب أو محاولات السيطرة على الموارد الحيوية.

على الجانب الآخر من الأطلسي، تجسد سياسات الرئيس الأمريكي القادم دونالد ترامب عودة إلى عقلية الإمبراطوريات الكبرى، مع أحلام بضم كندا وغرينلاند والسيطرة على الخليج المكسيكي وقناة بنما. هذه الطموحات ليست سوى انعكاس لرغبة أمريكية مستمرة في تأمين الموارد وتعزيز النفوذ العالمي. ورغم أن تحقيق هذه الأهداف قد يبدو مستبعدًا، إلا أن مجرد إعلانها يبعث برسائل واضحة حول أولويات السياسة الأمريكية في عالم تسوده قوانين الغاب.

في ظل التحولات العالمية، تواجه المجتمعات تحديات تتعلق بالحفاظ على الهوية والقيم التقليدية. التغيرات في المجتمعات الغربية، تحت شعارات الحرية والتقدم، تسعى لزعزعة المبادئ التقليدية لصالح أجندات سياسية واقتصادية. هذه الهجمات الثقافية تستدعي وعيًا مجتمعيًا يتماشى مع الحفاظ على الثوابت مع الانفتاح المدروس على التطورات العالمية.

تاريخ مصر وحاضرها يؤكدان أنها ليست مجرد دولة في الشرق الأوسط، بل هي ركيزة للاستقرار الإقليمي والعالمي. الجيش المصري لا يمثل قوة تقليدية فقط، بل هو ضمانة لاستمرار الدور المصري القيادي. وسط هذه التحديات، تظل القاهرة رسالة واضحة للعالم: أمن المنطقة يبدأ من هنا.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة