أميرة خواسك

المدن الجامعية في أسيوط وغيرها

الإثنين، 06 يناير 2025 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نشرت إحدى الفتيات على أحد مواقع التواصل الاجتماعي رسالة مؤسفة تشير إلى وضع مؤلم تدور وقائعه في المدن الجامعية خاصة في جامعة أسيوط ، والمدن الجامعية هي لمن لا يعرف أماكن لسكن طلبة وطالبات الجامعات المغتربين عن مقار سكنهم في المدن والقرى المصرية، والطلاب الذين يلجأون إليها إما أن تكون أحوالهم المادية محدودة أو أن أسرهم لا يأمنون عليهم سوى تحت مظلة جامعاتهم التي التحقوا بها ، أي أن تلك المدن تمثل الأمان والإقامة والاستقرار والمأوى .


تقول الفتاة التي انتقلت إلى المدينة الجامعية في أسيوط أن الطعام الذي يقدم لهم غاية في السوء، والكفتة فيها لون أخضر يشبه العفن ، يتخلصون منها على الفور، وأنهم حين تنازلوا عنها للقطط انصرفوا عنها بعد شمها ، مع وجود شعر رأس في الطعام ، وأشارت إلى سوء معاملة المشرفات، وأحيانا ما لا يتم صرف الوجبة لها بسبب أخطاء إدارية، فيشيرون عليها بشراء الطعام من الخارج ، والفتاة قدرتها المالية لا تسمح لها بهذا .


الأصعب من هذا هو ما روته عن النظافة العامة للمكان ، خاصة الحمامات التي لا يتم تنظيفها بالشهر ، ويُكتفى بمسح الأرضيات فقط، وحين وجّهوا السيدة المسئولة عن النظافة قالت إنها ( تقرف ) ، ناهيك عن التدخل في أدق خصوصيات البنات ، حتى إن احداهن روت كيف أصرت المشرفة على أن تقرأ جهرا أمام كل البنات خطاب أرسله خطيبها مع باقة زهور ، وتسببت في إحراجها حرجا شديدا .


عادة ما اتشكك في مثل هذه الموضوعات ، لكني فوجئت بكم التعليقات من فتيات أخريات يعشن نفس المشكلة في جامعات مختلفة ، حتى أن بعضهن كن ينصحن بمشاركة أخريات في استئجار شقة مع عدد من الزميلات ، ولكن المشكلة انه ليس كلهن لديهن المقدرة على هذه الخطوة، حتى أن واحدة ذكرت أنها تسافر من الإسكندرية إلى القاهرة وتعود في نفس اليوم لأنها لا تحتمل العيش هكذا.


التعليقات التي وردت لم يكن فيها تعليقا واحدا إيجابيا، كل واحدة منهن تحمل تجربة مريرة تدل على أننا في عالم آخر غير العالم الذي نعيش فيه لفتيات في عمر الزهور ابتعدن بحكم الظروف عن عائلاتهن ، وبدلا من توفير كل السبل وتهيئة الأجواء لتحقيق غايتهن يتم التنكيل بهن في الطعام والنظافة والخصوصية والراحة . الغريب أن الكثيرات أرسلن شكاوى إلى الجهات المختصة والوزارات المسئولة، وكانت ردود الفعل سلبية إما بالتجاهل أو بالتنكيل بمقدمة الشكوى وطردها من المدينة الجامعية !


من الواضح أن هذه مشكلة قديمة ممتدة لسنوات وعقود حسب ما قرات وسألت وعلمت أن الأمر أسوأ بكثير مما ذكرت هذه الفتاة ، ولا أعلم أين هي إدارات الجامعات ووزارة التعليم العالي ، ووزارة الصحة ، فكل جهة من تلك الجهات يقع عليها جزء من المسئولية، ومن الواضح أن تلك المشكلات لا تقع في نطاق اهتماماتها ، ولو كان المسئولون عن تلك المدن يدركون أن هناك رقابة وحساب وعقاب ما كانوا تمادوا وأذلوا أولاد الناس هكذا ، ولو كانت بناتهن في مكان هؤلاء الفتيات ما ارتضوا أن يحدث لهن ما تلاقيه هؤلاء الفتيات. 


لا أدري إن كانت تلك المشكلة تنحصر في سوء الإدارة أو سوء التقدير أم التبلد، أو حتى الإمكانات، أو الشفافية والنزاهة ، كلها أسباب وارد أحدها أو بعضها أو حتى كلها ، لكن من المؤكد أن هذه الصورة المفزعة هي جريمة في حق الشباب المصري المتعلم ، وعار في جبين تلك الجامعات التي من المفترض أنها تقدم صور متحضرة لجيل صاعد يساهم بعلمه وعمله في بناء بلدنا ، لكن كيف سنطالبه بالانتماء والبناء والإخلاص وهم يهانون هكذا ولا يجدون من ينقذهم من تلك المعيشة البائسة التي لا ترضي أحد.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة