تعتبر الاستمرارية في وضع مرهق مع أشخاص أساءوا لنا وأساءوا لمن نحب، هي تجربة صعبة ومؤلمة، تنطوي على صراع داخلي عميق، فيصبح السؤال الذي يدور في أذهاننا ونردده صباحًا ومساءً: لماذا نصبر على تحملهم كل ذلك؟
في الغالب، أن هذا الصبر نتيجة أسباب معقدة صعب التعبير عنها، فهي تأتي بين الالتزام بالصمت، والخوف من فكرة التغيير نفسها، وأيضًا الرغبة في حماية من نحبهم من المزيد من الأذى الذي قد ينالهم مما سيحدث فيما بعد، فربما نأمل أن يتغير هؤلاء الأشخاص برغم ثقتنا أنه لم يحدث أي تغيير "بنضحك على روحنا"، كذلك لأننا نعتقد أن الانسحاب سيؤدي إلى نتائج أسوأ بكثير مما نحن عليه الآن.
لكن في الحقيقة، أن تحمل مثل هذه الأوضاع لا يعني دائمًا القوة، بل قد يكون أحيانًا نتيجة لإهمال حقنا في السلام والهدوء النفسي، والاستمرارية في الرضا ببيئة تفتقر إلى الاحترام والتقدير ونجحت أن تستهلكنا عاطفيًا وتُضعف قدرتنا على النمو بأرواحنا التي أصبحت بائسة.
لكن الصبر على الأذى يجب أن يكون له حدود، فالجبان يستمر والبطل هو من يهرب، لأنه عندما يصبح التمسك بالوضع عبئًا يفوق قدرتنا على التحمل ويقتل أرواحنا ويجعلنا نهمل أنفسنا ونهلك تمامًا، واتخاذ قرار بالخروج من هذه البيئة ليس أنانية، بل هو فعل ضروري لحماية أنفسنا ومن نحب، لأن التحرر من السلبية يتيح لنا فرصة بناء حياة أكثر صحة وسلامًا، حتى ننطلق ونذهب إلى علاقات تستحقنا كما نستحقها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة