مها عبد القادر

مصر لا تخضع للابتزاز.. لا للتهجير.. نعم للاستقرار

الجمعة، 31 يناير 2025 05:45 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ترفض  الدولة المصرية الابتزاز الإعلامي الإسرائيلي والتهجير خط أحمر وأمننا القومي غير قابل للمساومة، وفي هذا الصدد تُواجه الدولة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسي على وجه التحديد، لتأكيده مرارا وتكرارا ورفضه المطلق لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، حملة كبيرة من الابتزاز والشائعات والأكاذيب تهدف إلى تشويه دور مصر الداعم للقضية الفلسطينية وإثارة الفتن والافتراءات عبر المكينة الإعلامية الإسرائيلية التي تعيش علي تزييف الواقع المعاش والمرصود من قبل وسائل الإعلام الحقيقة والمسؤولة، كادعاءات توطين الدولة المصرية الفلسطينيين في سيناء، حيث تروج بعض الجهات الصهيونية والمغرضة شائعات بأن مصر تسعى لتوطين الفلسطينيين في سيناء كبديل عن دولة فلسطين، وهو أمر تنفيه مصر رسميًا، مؤكدة أن سيناء أرض مصرية خالصة ولا مجال لأي توطين فيها، وهناك اتهامات أيضًا بفتح معبر رفح لإخراج الفلسطينيين من غزة، حيث يتم ترويج شائعة أن مصر تدفع الفلسطينيين للهجرة، بينما الواقع أن مصر تفتح المعبر لأغراض إنسانية فقط، بما يشمل دخول المساعدات الطبية وخروج المرضى والمصابين.

ومن أبشع الأكاذيب والشائعات التي تتعرض لها الدولة المصرية، حول دعمها للمخططات الصهيونية، حيث يتم ترويج أكاذيب بأن مصر تتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين،  وأنها لم تعد تهتم بالقضية الفلسطينية؛ بينما الحقيقة أن مصر هي الوسيط الرئيسي في جميع اتفاقيات التهدئة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال وبين الفصائل الفلسطينية أنفسهم، وتسعى دائمًا لحل القضية سلميًا وإيقاف العدوان، والواقع يؤكد أن مصر لم تتوقف عن دعم حقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ويؤكد ذلك موقفها الداعم لحل الدولتين وفقًا للشرعية الدولية وحشد الموقف العربي والدولي ضد الانتهاكات الإسرائيلية، ودعوتها دائمًا في المحافل الدولية إلى إقامة دولة فلسطينية ورفض أي مخططات تهدف إلى تصفية القضية أو تهجير السكان من غزة إلى سيناء أو أي دولة أخري.
وتواجه القضية الفلسطينية اليوم تحديات غير مسبوقة وتمر بمرحلة صعبة، خاصة مع تصاعد الاعتداءات ومحاولات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، حيث تستهدف الاستراتيجية الصهيونية التي تنتهج سياسة الكذب والبهتان والابتزاز، إلى إحداث تغيير ديموغرافي وفرض واقع جديد لصالح الاحتلال عبر التهجير القسري للفلسطينيين، وهو مخطط استيطاني ممنهج يسعى إلى تقليل عدد الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة، وإجبارهم على المغادرة بفعل الضغوط النفسية والاقتصادية، وإجبارهم على الهجرة القسرية عبر الحصار، وتوسيع المستوطنات وزيادة عدد المستوطنين اليهود، ولكن الصمود الفلسطيني مستمر برغم كل هذه المخططات، والشعب الفلسطيني ما زال قويًا رغم المحاولات المستمرة لإضعافه ويرفض التهجير رفضًا قطعيًا ويتمسك بأرضه، وكذلك الدعم العربي والمصري مستمرًا لمواجهة هذه السياسات الممنهجة واللاإنسانية، على كافة المستويات سياسيًا وإغاثيًا وإنسانيًا.
لذلك؛ تسعى الدولة المصرية مع دول المنطقة ودول القرن الأفريقي لتحقيق الاستقرار الإقليمي، ومنع امتداد النزاع إلى الدول المجاورة، وتصحيح المفاهيم المغلوطة وفضح الأكاذيب والشائعات والمخططات الإعلامية الإسرائيلية التي تحاول تشويه موقف مصر الواضح والقوي والخالد وكذلك دول الجوار وكل من يعارضها ويقف مع الحق ومواجهة الظلم والعدوان الممارس من قبلهم بغطاء ومباركة دولية، وقد أوضح رئيس الجمهورية أن الموقف المصري ثابت تجاه القضية الفلسطينية، ونرفض التهجير بأي شكل من الأشكال فالدولة المصرية لن تسمح بذلك، وترفض أي مخططات تستهدف إعادة رسم الخريطة الديموغرافية للمنطقة، وأن أي محاولة للضغط على الفلسطينيين لمغادرة أرضهم هي ظلم لا يمكن أن تشارك الدولة المصرية به أو أي دولة من دول المنطقة.
كما أكد رئيس الجمهورية المصري أن ما يحدث في البحر الأحمر من تهديدات أمنية هو نتيجة مباشرة للعدوان الإسرائيلي على غزة، وهذا يفتح المجال لتوسيع رقعة الصراع ويؤثر على استقرار المنطقة بأكملها وبالتالي يعطي الحق للدول الواقعة على شاطئ البحر الأحمر الدور الرئيس في ضمان أمنه، وعدم السماح لأي طرف خارجي بفرض أجنداته التي تخدم أغراضه ومصالحة، كما تُؤكد مصر علي ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي تم التوصل إليه بعد جهود مصرية مكثفة بالشراكة مع قطر والولايات المتحدة، والاستمرار في إنفاذ المساعدات الإنسانية لإنهاء الكارثة الإنسانية في غزة والإسراع في إعادة الإعمار، وتفعيل الحل النهائي والوحيد للقضية الفلسطينية موضع التنفيذ من خلال إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، ويستند الموقف المصري في ذلك على ثوابت تاريخية لا يمكن الحياد عنها، وهي إقامة الدولة المستقلة، والحفاظ على مقوماتها أرضًا وشعبًا، ولن يتم التنازل عن هذه الثوابت تحت أي ظرف، مع الاستعداد الكامل للعمل مع القوى الدولية لتحقيق السلام العادل والشامل.
وقد وجه رئيس الجمهورية للشعب المصري رسالة اطمئنان بأن الأمن القومي خط أحمر، ولن يتم السماح بأي تهديد لاستقرار مصر، والقضية الفلسطينية لن تُحل عبر التهجير القسري، بل من خلال حل الدولتين، وهو الحل الذي يجب أن يتحقق بجهود دولية عادلة وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته في هذا الصدد، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف عدوانه و إطلاق مسار سياسي جاد يحقق السلام الدائم والعادل، وليس مجرد حلول مؤقتة؛ فالدولة المصرية لم ولن تفرط في حقوق الفلسطينيين، أو تسمح بتهديد أمنها القومي، وستقود الجهود الدولية لوقف العدوان الإسرائيلي، وتحقيق حل سياسي شامل يعيد الحقوق الفلسطينية، ويحافظ على استقرار المنطقة.
ولقد أكدت القيادة السياسية أن مصر دولة ذات سيادة ولديها قدرة وإرادة قوية في الحفاظ على حدودها وأمنها القومي الداخلي والخارجي، ومكافحة التهديدات الأمنية واستقرارها، وذلك انطلاقًا من دورها الحيوي والتاريخي في المنطقة، ويتحقق ذلك من خلال تضافر جهود الدولة قيادةً وشعبًا، مع ضرورة وجود وعي صحيح مسؤول يدرك خطورة التحديات التي تواجه الدولة؛ ففي هذه اللحظات الفارقة، تبرز أهمية الاصطفاف خلف القيادة السياسية، وإعمال العقل، وتجنب العاطفة، والتحري الدقيق في تداول الأخبار والمعلومات.
كما يجب عدم الانسياق وراء الفتن والأكاذيب التي يروج لها أصحاب الأجندات؛ وذلك انطلاقًا من مبدأ أن الشعب المصري العظيم مسؤول عن أمن مصر وتأمين حدودها بجانب قيادته الرشيدة ومؤسساته الأمنية، وأن يتم تثمين جهود الدولة ومساندتها للقضية الفلسطينية من خلال تكثيف الجهود للاستمرار في المفاوضات وصولاً للحل الدائم وحل الدولتين وترسيم الحدود، وصون حقوق الشعب الفلسطيني ومقدراته وتأمين حصوله علي حقوقه الشرعية والتاريخية  وأن ينعم بحياةٍ كريمةٍ مستحقةٍ تليق به والعيش بسلام وأمن واستقرارٍ بدولته المستقلة بشكلٍ عادلٍ ومستدامٍ.

والشعب المصري العظيم يثق تمامًا في قيادته السياسية وقواته المسلحة، التي تعتبر الدرع والسيف الحامي للدولة ومصدر قوتها؛ فمع وجود مؤسسات داعمة وشعب واعٍ يقف خلف دولته، تستطيع مصر الصمود ومواجهة التهديدات؛ حيث تحمل الدولة المصرية رسالة السلم والسلام والإخاء للإنسانية جمعاء، وفي ذات الوقت ترفض أي تهاون أو تفريط في مقدراتها أو أمنها القومي، حفظ الله مصر وشعبها العريق وقيادتها وجيشها العظيم، وحفظ الله بلاد العروبة والعالم أجمع، وأدام علينا نِعم الأمن والأمان والاستقرار.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة