إن التاريخ لا يمحيه اعتداء وعدوان مهما علا جبروته وساد طغيانه؛ فالشعوب لها ثوابت تربت عليها من المستحيل زحزحتها عنها؛ فالحق الفلسطيني راسخ في كل وجدان عربي وحر يمتلك مقومات ومعايير الإنسانية، ونحن المصريين لدينا ثبات على الموقف لم ولن نغير منه مهما تعالت التحديات وتفاقمت الأزمات مع من يستهدف تصفية القضية الفلسطينية؛ فهي أم القضايا وقضية الأمة العربية الكبرى، وبهذا تحدث الرئيس مرارًا وتكرارًا، ونحن له مؤيدون، ومناصرون، ومصطفون خلف قيادته في كل وقت وحين.
لدينا طمأنينة بأن الله ناصر الحق لا محالة، ولدينا يقين بأن ما تقوم به إسرائيل من تدشين لمستوطنات، وتزايد في وتيرة العدوان، وانتهاج لسياسات القمع والقهر والقتل والتفكيك والعزل لشعب أعزل، كل ذلك لزوال، وستنتصر الشعوب التي يعمرها الإيمان، وتدرك بأن الوطن لا يقبل المساومة، ولا يقبل المقايضة، بأي صورة كانت، وبأي وسيلة استخدمت؛ فأرى أن ثبات الشعوب دعائم النصر لا محالة.
لم تترنح مصر في خطابها وموقفها تجاه القضية الفلسطينية، والدعوة للتهجير، التي باتت معلنة وممنهجة، ولن تتراجع مصر وقيادتها السياسية عن موقفها، وستظل مصر وشعبها وقيادتها داعمة للشعب الفلسطيني الذي عانى، وضحى، ومورس ضده أبشع الممارسات اللاإنسانية واللاأخلاقية؛ فقد بات لا يجد مقومات الحياة وأدناها؛ لكنه صبور ولديه تمسك بعرضه وأرضه وتاريخه وحقه، ولن يفرط في شبر منها مهما بلغت التضحيات.
إن رئيس مصر العظمى قالها بلسان مبين لمن يفقه ماهية السلم والسلام، ومن يرغب في تعضيده، ومن لديه نوايا التعايش السلمي والإعمار، ولمن يمتلك ضمير حي، ويتفهم فلسفة وجود الإنسان على الأرض، ويدرك نعمة الحياة التي وهينا الله إياها، لقد قال الرئيس إنه لا مناص عن حل الدولتين بناءً على حدود عام (1967)، للتمكن من إقامة دولةٍ فلسطينيةٍ مستقلةٍ عاصمتها القدس الشرقية، وهذا يتسق مع المعيار القيمي والأخلاقي والسياسي للحفاظ على سلامة الإنسانية والعيش تحت راية السلام.
الإعمار له منظور واحد يقوم على العدل، الذي يجعل الأرض متسعًا للجميع، ولا يسمح بالإفراط والتفريط، ولا يفتح مجالًا للجور والظلم، ونثق في عدالة السماء بعد الأخذ بأسباب النصر، والتي في مقدمتها حتمية صمود الشعب الفلسطيني الباسل، الذي عليه ألا ينساق وراء دعواتٍ مغرضةٍ للخروج من الديار لدولٍ الجوار؛ كي تتمكن إسرائيل وبسهولةٍ من تصفية القضية الفلسطينية أم القضايا، وهنا نؤكد أهمية الصمودٍ الشعبيٍ الذي يسجل التاريخ له موقفه ورسوخه.
إن ما يجري من ممارسات في منطقة الشرق الأوسط، يثير في النفوس الخوف من مستقبل آت، وعلى عقلاء وحكماء العالم، من قادة ورؤساء حكومات، أن ينتبهوا لمخاطر أضحت وشيكة؛ فالشعوب لها صوت يزلزل الأركان، ولها صحية تطيح بالجبال؛ فترى الحق عين اليقين، وترصد الباطل، ولا تستطيع أن تغض الطرف عنه، ومستعدة أن تخوض
غمار المعركة مهما بلغت المخاطر، كما أنها في حالة من التأهب والاصطفاف خلف قيادتها ورهن إشارتها في الحال أو المآل.
ما زال الأمل معقودًا على حكمة تحقق السلم والسلام، وما زال باب التفاوض مفتوحًا أمام حلول ترضي جميع الأطراف، وما زال سبيل الأعمار والازدهار متاح للأمم والشعوب من جيل لأخر، وستظل عقولنا وقلوبنا وتصرفاتنا رافضة كل دعوى تنادي بالتهجير وطمس هوية أمة أصيلة، وتقويض قضية تعد مصيرية؛ فالتنازل عنها ضرب من ضروب المستحيل، ولا يتوافر إلا في أوهام عقول من يحملون الفكرة، ومن يتبنون مخطط التهجير.
نقولها بلسان مبين: لا للتهجير، ونؤكد مرارًا وتكرارًا أن ثبات الشعوب على موقفها من دعائم النصر؛ فلا يزحزحها قيد أنملة، ولا يغيرها، مهما تكالبت عليها قوى الشر، من كل حدب وصوب، وعلى الدوام نؤكد أيضًا أننا على اصطفاف دائم خلف قيادتنا الرشيدة، فيما يتخذ من إجراءات في نصرة أم القضايا، ونثمن على الدوام الموقف المشرف لجمهوريتنا الجديدة، والذي ليس بجديد على قادتها البواسل.. ودى ومحبتى لوطنى وللجميع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة