دينا شرف الدين

عندما يتصدر الأنصاف كل المشاهد

الجمعة، 03 يناير 2025 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كل عام ومصر أم الدنيا وصاحبة الريادة وذات الفضل على الجميع فى كل شىء بخير وسلام وأمان، كل عام ومصر فوق رؤوسنا ورؤوس الجميع رغم أنف الحاقدين وكيد الكائدين.

كل عام ومصر بلد الأمن والأمان والحب والسلام.

كل عام ومصر التى بخاطرنا جميعاً كما يليق بها أن تكون، ليس كما يريد بها الخبثاء.

- أما عن هؤلاء الخبثاء الذين يريدون بمصر السوء:
فهذا ما لن يتحقق وإن ظنوا أنه قد تحقق، فليس إلا موجة من تلك التى فاضت على مصر، ثم انحسرت كما لم تكن، مثلما جاءت وذهبت غيرها على مر الزمان.

حتى وإن كان منا ما لم تكن غايته الأولى رفعة بلاده وإعلاء قيمتها على منافعه الشخصية، وحتى إن كانوا كثيرا، فما زال وسيظل هناك المخلصون المحبون الذين لن يسمحوا لمثل هؤلاء بالعبث فى هوية مصر وتاريخها وثقافتها وفنونها.

- أما عن زمن الأنصاف:
ففى مشهد محبط قد أصابنى بكثير من الأسى لما آلت اليه أوضاع الفنون بمصر بلد الفن ورائدته، حفل قد بثته إحدى القنوات بليلة رأس السنة، وقد كانت الصورة كما يلى:

"مكان شاسع يتسع لآلاف الأشخاص، ومسرح ضخم تعتليه فرقة أوركسترا كاملة متكاملة ذات قيمة كبيرة لم أر مثلها بمصاحبة أحد كبار المطربين، يصطف أفرادها من عازفين وكورال ومايسترو شهير خلف مطرب الحفل الذى كان بمثابة الصدمة التى توقفت عندها، ولم أتحرك من شدة الذهول، إذ فوجئت بشاب من هؤلاء الذين يغنون ما يشبه الراب، والذى دققت وأنصت كثيرا فى محاولة لفهم كلمة واحدة مما يقول وأعنى يقول لا يغنى، فلم أفهم شيئا، لكننى قد أشفقت على كل فرد من أفراد هذه الأوركسترا الكبيرة الذين كلما اقتربت الكاميرا من وجوههم، رأيت بها حسرة واضحة على ما حكمت عليهم به الأقدار ليقفوا بمثل هذا الموقف المؤسف ليكونوا بخلفية مشهد يتصدره واحد من الأنصاف الذين باتوا يتصدرون معظم المشاهد.

ولكن:
طالت هذه الموجة من الرداءة والتدنى وغياب القيمة الحقيقة أم قصرت، فمصر بوعى أبنائها المخلصين وجهودهم الحقيقية لاستعادتها من أيادى هؤلاء المفسدين الذين يريدون بها السوء، عائدة لا محالة.

أما عن الوعي:
الذى هو ما يُكون لدى الإنسان من أفكار ووجهات نظر ومفاهيم عن الحياة والطبيعة من حوله، فقد يكون هذا الوعى وعيا زائفا، ذلك عندما تكون أفكار الإنسان ووجهات نظره ومفاهيمه غير متطابقة مع الواقع من حوله، وربما يكون هذا الوعى غائباً، عن طريق إغراق وإلهاء الناس بالتفاهات والمادة الفارغة من أى قيمة أو محتوى.

فعلى حد وصف الكاتب الكبير توفيق الحكيم بقصته (عودة الوعي) عام 1972 والتى وصف بها الشعب المصرى بفترة حكم الزعيم جمال عبد الناصر منذ قيام ثورة يوليو وحتى كتابة قصته بفقدان الوعى التام.


وبما أن (الفنون) أهم موارد الوعى غير المباشر، وكما نعلم أن الفنون المختلفة بداية من المسرح والشعر والأدب والموسيقى والغناء والتصوير والعمارة انتهاءً بالسينما كسابع أنواع الفنون وأحدثها، إلى جانب الدراما التليفزيونية، ذات تأثيرات بالوجدان والوعى شديدة القوة، وتكمن تلك القوة بعدم مباشرتها، فتذوق هذه الفنون عندما تكون متسقة تتسم بالجمال وقوة المعنى ودقة التنفيذ، سواءً كانت مقطوعة موسيقية أو لوحة تشكيلية أو تصميم معمارى أو فيلم سينمائى أو قصيدة شعر أو عرض مسرحى أو مسلسل تليفزيونى، تصبح له قدرة غير عادية على اقتحام مشاعر ووجدان هذا المتلقى والتأثير بها تأثيرات متعددة.

لذا فالفنون المختلفة لها قدرة سحرية على ترسيخ وتأصيل واستعادة قيم أخلاقية وجمالية لتتفوق على غيرها من مصادر تشكيل الوعى الأخرى.

وعودة مصر كما عهدناها وعهدها العالم أجمع ترتبط بعودة القيم واستعادة الأخلاق والقدوة التى كانت عن طريق عودة تلك الفنون.

فى انتظار موجة جديدة من القيمة تعلو فوق تلك التى قد أغرقتنا بمستنقع من الرداءة وقلة القيمة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة