أحمد إبراهيم الشريف

العودة إلى البيت.. الفلسطينيون في غزة

الثلاثاء، 28 يناير 2025 05:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إن الصورة المنتشرة لعودة الأشقاء الفلسطينيين إلى بيوتهم في غزة، تكشف معنى الوطن بالنسبة لنا، وذلك لأن الرؤية المتعجلة والمفهوم السطحي المباشر لا يرى في الأمر سوى أن هؤلاء الناس يعودون إلى خرائب مهجورة وبيوت مهدمة، لكن هؤلاء لا يعرفون أن الفلسطينين يعودون إلى حياتهم.

هذه الصور فارقة وكاشفة ودالة على أن ساسة الغرب وقادة جيش الاحتلال لا يعرفون العقلية الشرقية المتعلقة بالمكان، لأنهم لو أدركوا ذلك لسعوا إلى إيجاد حلول للقضية المعلقة، هم يظنون أن أهل غزة يبحثون عن مكان يعيشون فيه والسلام في انتظار الموت.

وأرجو من إدارة الرئيس الأمريكي ترامب أن تقرأ هذا المشهد جيدا حتى يتوقف عن ترديد الكلام القائل بتهجير أهل غزة للدول العربية، فأهل غزة نفسهم لا يريدون شيئا سوى أرضهم.

في ديوان "أقوال جديدة في حرب البسوس" للشاعر الكبير أمل دنقل يقول على لسان اليمامة ابنة كليب وائل، عندما اجتمعت القبائل لتسألها ماذا تريدين كي  تنتهي الحرب، ردت عليهم "أبي .. لا مزيد، أريد أبي عند بوابة القصر"، أي أنها لا تريد بديلًا، هي تريد الشيء نفسه، لا شيء يغني عن الأصل، والفلسطينيون لا يريدون سوى أرضهم، لا يريدون سوى مدنهم وقراهم وأشجار زيتونهم.

نعم، الفلسطينيون لا يريدون بلاد الناس، وعلينا أن ننتبه لذلك، وأن نعرف أن إسرائيل ومن ورائها ترامب يريدون أن يجعلوننا نشك في أهل فلسطين فنظن أن لا انتماء لديهم، وأنهم قد يرضون بأن يأخذوا أي أرض والسلام، وأنهم قد يطمعون في بلدان جيرانهم، وهذه رسالة خطيرة، فندتها تلك الصور التي رأيناها.

هذه العودة، التي أطلق عليها البعض العودة إلى البيت، تجعلنا مطمئنين أن أهل البلاد لن يتركوا أرضهم حتى ينتصروا بعون الله، ويستردون أرضهم المحتلة.









الموضوعات المتعلقة

دار المعارف.. العودة

الإثنين، 09 ديسمبر 2024 11:30 ص

مصر وقوائم التراث فى اليونسكو

الخميس، 05 ديسمبر 2024 09:33 ص

مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة