حنان طلعت

ذكريات من معرض القاهرة الدولي للكتاب مع العراب

الإثنين، 27 يناير 2025 09:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

معرض القاهرة الدولي للكتاب، هو صرح كبير، يقام كل عام، وبلا شك، فإن كل شخص منا لديه ذكريات جميلة لا تنسى، بخصوص ذهابه هو وأسرته أو مع أصدقائه للمعرض.

معرض الكتاب يمثل لي حلم لمكتبة كبيرة تضم مئات بل الآلاف من الكتب من مختلف الألوان، وأذكر وأنا كنت صغيرة أذهب مع والدى الراحل لمعرض الكتاب، وأذهل من كم الكتب المعروضة هناك، ولحشد الناس الكثيرة التي تأتى من كل مكان للحصول على كتابها المفضل أو البحث عن رواية جديدة، أو حتى اختيار روايات مصورة للأطفال.

كنت أحب القراءة منذ نعومة أظافرى، ما جعل الذهاب لهذا المكان المميز أمر لا يصدق، وبالفعل وجدت نفسى هناك، وكنت أبحث عن شيء واحد هو مكان الروايات التي أحبها بل أعشقها، مثل السلسلة التي تربى عليها معظم جيلي "ملف المستقبل" أو "رجل المستحيل" و"ما وراء الطبيعة"، مع الحرص على شراء روايات لكتاب آخرين أيضاً.

وفجأة من بعيد رأيت بوستر بالحجم الطبيعي للشخصية التي أعشقها والأشهر بالنسبة لى، بوستر رفعت إسماعيل، ببذلته الزرقاء التي تجعله فاتناً، جريت عليها وأنا سعيدة وكأنى أراه شخصية حقيقة، وبالمصادفة عرفت أن الكاتب الذى أحبه وأحترمه وأعشق كتاباته الدكتور أحمد خالد توفيق، كان متواجد بالقاعة.

لم أصدق نفسى، واتجهت لاشترى رواية "أسطورة صندوق بندورا"، واتجهت لكاتبي المفضل ليوقع لي الرواية ويكتب لي اهداء، كنت أقف أمامه مبهورة، كنت صغيرة آنذاك ولكن رواياته كانت تمثل عالمي الذى انتمى اليه.

كان جالس بكل تواضع أمام طاولة صغيرة وعندما رأنى أخذ منى الرواية، ووضعها أمامه وألتقط قلم وفتح الصفحة الأولى ثم ألتفت لي وسألني بنبرة هادئة، ما أسمك؟؟؟

سؤال بسيط ولكن. صدقا ظللت اكتر من دقيقة لا اتذكر أسمى من وقع رؤية كاتبي المفضل يتحدث لي، حتى تذكرته أخيراً، وأخبرته أسمى بحرج شديد، ولكنه تعامل ببساطة ووقع لي على الرواية، ثم أعطاها لي.

التقطتها منه غير مصدقة أنى رأيت الكاتب الجميل أحمد خالد توفيق ،وشخصيته الساخرة من كل شيء رفعت إسماعيل، كان بمثابة حلم جميل.

ومن شدة حبى لأسلوب العراب الدكتور الراحل أحمد خالد توفيق أصبحت رواياتي دون أن أشعر تحتوى على الرعب والفانتازيا، فهو فعلاً معلم أجيال، جعل الشباب يقرأون حرفياً، من سلاسة أسلوبه البسيط، وجعل من يقرأ الرواية يغوص في عالم من الخيال، ويراه وهو يتحدث مع لوسيفر، أو وهو يحاول أن يصارح ماجي بحبه، ومقابلته لـ مصاص الدماء، ومغامراته التي لا تنتهى.

ويكفى أنه قبل بدء الرواية يخبرنا أن نجلس ونحتسى الكاكاو الساخن ونغلق الأبواب ونحذر من أي شيء يتحرك في الظلام، ويلمنا حوله وهو يحكى قصصه وحكاياته التي تخطف الأنفاس، بكل هدوء شديد.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة